الفاشر ــ دارفور 24
انتشرت في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، محلات لتوفير خدمة الإنترنت عبر أجهزة “ستارلينك”، في ظل توقف خدمات الشبكات المحلية.
وتُعد الفاشر المدينة الوحيدة التي تُسيطر عليها قوات الدعم السريع في إقليم دارفور، لكنها ظلت تشهد اشتباكات متقطعة حيث يُدافع عنها الجيش باستماتة، بينما يعمل القادة الأهليون والحركات المسلحة على منع نشوب قتال فيها.
ومنعت الحكومة الخاضعة لسيطرة الجيش استيراد واستخدام أجهزة تشغيل الإنترنت عبر الأقمار الصناعية “ستارلينك”، وذلك بعد رواج هذه الأجهزة في بعض مدن شمال وغرب السودان.
وأحصت “دارفور 24″، وجود 52 محلًا لتشغيل الإنترنت عبر الأقمار الصناعية، بعضها يُقدم الخدمة مجانًا فيما يفرض البعض الآخر رسومًا تترواح من ألف إلى ألفي جنيه وسط إقبال عليها من السكان.
وتتمركز معظم هذه المحلات في أحياء الفاشر ومخيم زمزم للنازحين ويُطلق عليها محليًا مسمى “أجهزة الواي فاي”، حيث يضما 22 محلًا بينما توجد 15 محل بسوق أبشوك وأكثر من 7 محلات في سوق الفاشر الكبير.
ويتوقع تزايد المحلات في الفترة الماضية، في ظل انقطاع خدمات الاتصال والإنترنت من الشركات المحلية وهو انقطاع تأثر به ملايين المواطنيين الذين يعتمد معظمهم على التحويلات المالية عبر التطبيقات البنكية.
تزايد الإقبال
وقال مالك محلات الزعيم للإنترنت، أحمد محمود، إن تكلفة شراء الجهاز الواحد تبلغ 2400 دولار بما يُعادل مليوني و600 ألف جنيه تقريبًا، فيما تُكلف خدمة التنشيط الشهري نحو 180 دولار.
وأشار إلى أن المحل مفروض عليه رسوم ايجار ومنصرفات يومية، مما يحتاج لشهرين على الأقل لتغطية تكاليف شراءه، مشددًا على أن محله مفتوح للجميع سواء كان يمتلك مقابل الخدمة المالي أم لا.
وتحدث محمود عن ارتفاع أعداد رواد محله بعد انقطاع خدمات الشبكات المحلية، حيث بات يرتاده 250 شخص يوميًا عوضًا عن 40 فردًا.
وأوضح أنه يقدمون بعض الخدمات مجانًا مثل استلام وتحويل الأموال عبر التطبيقات البنكية وتسهيل تواصل المواطنين الذين لا يملكون هواتف ذكية مع اقرباءهم خارج السودان.
وانقطعت خدمات الاتصال والإنترنت في السودان، وسط اتهامات متبادلة بين الجيش وقوات الدعم السريع بالتسبب في هذا الانقطاع، وذلك قبل أن تتمكن شركتي سوداني وأم تي إن من استعادة خدماتها التي لم تشمل حتى الآن معظم مناطق السودان.
ولا يزال مواطنو ولايات الجزيرة وسنار خارج تغطية شبكة سوداني، إضافة إلى بعض مناطق إقليم دارفور ومنها الفاشر التي نزح إليها عشرات الآلاف من الفارين من العنف المستشرى في السودان منذ 10 أشهر.
وقالت سعدية عربي 43 عامًا، وهي أم لأربعة فتيات، إنها باتت ترتاد مقهى الإنترنت في حي “لفة تكرو” جنوب الفاشر لتتحدث مع أبنتها المقيمة في دولة فرنسا لتبادل التحايا والاطمئنان.
وشددت، خلال حديثها لـ “دارفور 24″، على أنها تعتمد على أبنتها المقيمة في فرنسا في شراء احتياجاتهم، حيث تُحول إليها ما يعادل 100 يورو في تطبيق بنكك وهو خدمة الموبايل المصرفي من بنك الخرطوم، وهي مبلغ يكفي لشراء احتياجاتهم لمدة أسبوعان.
وتحسرت سعدية على انقطاع خدمات الاتصال والإنترنت، قائلة إنه “الاتصال هو الشيء الوحيد الذي تبقي للسودانيين بعد اندلاع الحرب، وبعد انقطاعه عدنا للوراء، ليتهم يعلمون معاناتنا”.
وشكى المواطن يونس أحمد، الذي يرتاد مقهى البارودي للإنترنت في الفاشر، من ضعف شبكة الإنترنت وصعوبة إجراء الاتصال عبر تطبيقات التواصل الاجتماعي، مرجعًا هذا الضعف إلى تدافع المواطنين”.
وضاعف انقطاع الاتصال والإنترنت من معاناة السودانيين، خاصة في إقليم دارفور الذي كان يُعاني من آثار حروب متطاولة بين النظام السابق والحركات المسلحة.