تقرير-دارفور24
تعج مدينة “مليط” غرب السودان بحركة تجارية نشطة لتداول المواد الغذائية والسلع الإستراتيجية القادمة من دول الجوار، بينما ذللت “ليبيا” العقبات أمام انسياب حركة المواد الغذائية نحو إقليم دارفور، بحسب تجار سودانيون.
وتبعد مدينة “مليط” حوالي 65 كلم شمال مدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور، حيث أصبحت مركزاً تجارياً مهمًا لمدن الإقليم وأجزاء واسعة من كردفان، حيث تمثل ملتقى حركة السلع التجارية القادمة من “الدبة” بشمال السودان، بجانب دول ليبيا وتشاد وأفريقيا الوسطى.
واعتبر التاجر بإقليم دارفور محجوب صديق منصور، في حديثه لـ”دارفور 24″ أن دولة ليبيا الأكثر مرونة في استيراد المواد الغذائية بعد حرب 15 أبريل الماضي، حيث تشهد الحدود بين البلدين تبادل كبير للسلع مثل “الماشية والسمسم والفول السوداني وحب البطيخ والكركدي”.
وذكر محجوب أن ليبيا ذللت العقبات والعوائق أمام حركة استيراد المواد الغذائية، موضحًا أن استيراد السكر بسعر 50 ألف جنيه للجوال زنة 50 كيلو، حيث يباع في “مليط” بسعر 87 ألف جنيه، بينما جوال الأرز زنة 25 كيلو بسعر 15 ألف جنيه، ويباع بسعر 35 ألف جنيه، والدقيق زنة 25 كيلو بسعر 17 ألف جنيه ويباع بسعر 27 ألف جنيه، وباكتة المكرونة بسعر 11 ألف جنيه ويباع بسعر 17 ألف جنيه.
في المقابل أكد محجوب انخفاض حركة التجارة بين تشاد وإقليم دارفور، خلال الأشهر الماضية بعد تدهور قيمة الجنيه السوداني مقابل عملة دول وسط أفريقيا “سيفا” لأدني مستوي ومعادلته 12 جنيه للسيفا، مما عرضّ كثير من التجار السودانيين لخسائر مالية.
وأشار إلى أن معظم البضائع المستوردة عبر تشاد تتمثل في “مشروبات غازية وأدوية غربية ومستحضرات تجميل” تستورد من الكاميرون ونيجيريا.
وأضاف أن السلعة الوحيدة ذات الطلب العالي من تشاد هي صابون الغسيل الذي تستورد كرتونته زنة 180 جرام بسعر 26 ألف جنيه ويباع بسعر 36 ألف جنيه في “مليط”.
وأوضح محجوب أن المواد القادمة من مدينة “الدبة” بشمال السودان، تتمثل في “البصل” الذي يتراوح سعر جواله بين 60-70 ألف جنيه، بمدينة الدبة، ويباع في مليط بسعر 120 ألف جنيه، و”البلح” بسعر 35 ألف جنيه، ويباع بسعر 60 ألف جنيه، و”الملح” 15 ألف جنيه للجوال زنة 20 كيلو، ويباع بسعر 20 ألف جنيه في “مليط”.
جبايات وطرق وعرة
وكشف عن وعورة الطريق بين “الدبة ومليط” حيث تقطعه الشاحنات التجارية في ثلاثة أيام، وسط صعوبات تواجه الشاحنات بينها الرسوم الباهظة لطوف الإدارات الأهلية والحركات المسلحة، حيث توجد أكثر من 23 بوابة بطريق الدبة، و17 بوابة بطريق “الطينة مليط” و11 بوابة بطريق الكفرة.
وتتبع نقاط الجبايات لحركات “تجمع قوي تحرير السودان قيادة الطاهر حجر، وتحرير السودان قيادة مني أركو مناوي، والعدل والمساواة قيادة جبريل إبراهيم، وتحرير السودان المجلس الإنتقالي، قيادة الهادي إدريس، والتحالف السوداني قيادة خميس أبكر”.
من جهته قال مورد البضائع بمدينة مليط يوسف أحمد يوسف، لـ”دارفور24″ إن بعض التجار يستوردون الواح الطاقة الشمسية والأسمنت من مصر وتتراوح أسعارها في مليط بين 10-100 الف جنيه، لمقاسات تبدأ من 7واط-325 واط، بينما الأسمنت زنة 50 كيلو بـ 36 الف جنيه.
وذكر تاجر الوقود مجدي إبراهيم لـ”دارفور 24″ أن التجار يستوردون الوقود من دولة ليبيا بسعر 100 الف لبرميل الجازولين، ويباع بسعر 540 الف جنيه بمدينة مليط، فيما يستورد برميل البنزين بسعر 150 الف جنيه لكنه يجاوز سعر 650 الف جنيه بمدينة مليط، مبرراً بجشع التجار وزيادة أسعار الترحيل وخصم الوقود في البوابات من قبل الحركات المسلحة.