مدني- القضارف: دارفور24
تواجه آلاف السُلالات النباتية السودانية تهديد وجودي، جراء تمدد الحرب إلى ولاية الجزيرة وسط السودان.
وتعرض بنك الجينات الرئيسي الذي يضم 15 ألف مورد وراثي داخل البحوث الزراعية بمدينة مدني لعمليات اجتياح ونهب واسعة، طالت 35 ثلاجة لحفظ السلالات الخاصة بالأغذية والزراعة والتي جرى تجميعها على مدى عشرات السنوات.
وقال مدير مركز بحوث التقانة والسلامة الحيوية بهيئة البحوث الزراعية؛ بروف/ طلال سيد عبد الحليم في مقابلة مع ”دارفور24“ إنهم أطلقوا مبادرة لإنقاذ مصير هذه الموارد الوراثية شديدة الأهمية، لكن حتى الآن لم تجد استجابة بحجم الخطر الحقيقي الذي يواجه الأمن الغذائي بأكمله.وأُفرغت الثلاجات تماماً من الجينات الوراثية التي كانت مخزنة داخلها وتم رميها في العراء، ويتبع بنك الجينات معايير شديدة الصرامة في حفظ السلالات بجمع دقيق لبياناتها ومواصفاتها المناخية ومواقعها الجغرافية داخل البلاد وفقاً لمعايير الوصف النباتي العالمي.
وبحسب طلال؛ تواصلت قوات الدعم السريع مع المبادرة وطلبت منهم أن تتم مخاطبتهم عبر منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة ”الفاو“، ويشير طلال إلى أن منظمة ”الفاو“ تتحرك وفقاً لمخاطبتها رسمياً من حكومة السودان، وخاطب وزير الزراعة مجلس السيادة، لكن لم تتم استجابة حتى الآن.
وينوه طلال أن أي تطور حول العالم طال محاصيل الذرة والدخن اعتمد بشكل رئيسي على الجينات السودانية عطفاً على السمسم وحب البطيخ، مشيراً إلى ضرورة تدخل دولي لإنقاذ هذا البنك لأن الضرر لن يتوقف على السودان بل سيلحق بالنظام الزراعي العالمي بأكمله.
وأوضح مدير مركز التقانة والسلامة الحيوية بالبحوث الزراعية أن منظمة ”غلوبال ترست“ المتخصصة في حماية المصادر الوراثية زارت البنك خلال شهور الحرب لتقييم الخطر الواقع على هذه الموارد لكن الحرب تمددت إلى الجزيرة قبل اتخاذ أي إجراءات.وحول ما يمكن فعله يقول طلال إن المطلوب عاجلاً هو إعادة حفظ هذه الموارد في أنظمة تبريد محددة ونقلها إلى مكان آمن داخل البلاد إلى حين إكمال الترتيبات والميزانيات لنقلها إلى بنوك عالمية مخصصة لحفظ الجينات الوراثية حول العالم،
وبحسب طلال فإن التكلفة المبدئية لعملية نقلها إلى خارج البلاد تكلف نحو 250 ألف دولار.