الجنينة- دارفور24
لحظات عصيبة تحبس الانفاس تشهدها مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور اعادت للاذهان ذكريات ومآسي وتداعيات الحرب الأهلية التي اندلعت في أشهر إبريل ومايو ويونيو بالمنطقة وخلفت اعداداً كبيرة من القتلى والجرحى وتشريد الآلاف الى الاراضي التشادية بجانب والدمار والخراب الذي مُنيت به المدينة.
بعد أن بدأت الحياة تعود تدريجياً ولاحت علامات التعافي في الأمن والاستقرار وعودة خدمات الاتصالات والكهرباء والمياه لكن مرة اخرى عاد مرة شبح الحرب بل أوشكت على الاندلاع بعد وصول قائد ثاني قوات الدعم السريع الفريق عبدالرحيم دقلو الى مدينة الجنينة وبمعيته تعزيزات عسكرية ضخمة للسيطرة على قيادة الفرقة 15مشاه بعد سيطرتهم على نظيراتها في نيالا وزالنجي، ففي لحظات فقط تغير هذا الأمان والاستقرار الى خوف ونزوح.
اللافت للنظر- بحسب متابعات مراسل دارفور24- ان هذه الاشتباكات المتوقعة ستكون بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع وتساند أي منهما مليشيات قبلية بينهما ثأر، الأمر الذي ساهم بصورة كبيرة في زيادة حدة التوترات وإنتشار الشائعات التي سببت رعب وهلع وسط المواطنين وأدت الى نزوح ولجوء السكان.
وكانت العلاقة بين طرفي القتال الجيش والدعم السريع في ولاية غرب دارفور تنظمها وثيقة تشرف عليها مبادرة أهل الجنينة التي تضم نقابة الأطباء والائمة والدعاة والادارة الأهلية ومنظمات المجتمع المدني، وفيها التزم الطرفان بوقف كافة اشكال العدائيات وعدم الاحتراب في هذه المدينة.
نجحت الوثيقة في تنظيم العلاقة بين الجيش والدعم السريع وكان حلقة الوصل بين الطرفين والي غرب دارفور بالانابة تجاني كرشوم، اضافة الى أن تعهدات الجيش والدعم السريع في مدينة الجنينة ساعدت على استتباب الأمن والاستقرار وعودة عدد مقدر من المواطنين الذين أجبرتهم الحرب في الأشهر الماضية على مغادرة مناطقهم.
مصادر حكومية اكدت لدارفور24 ان والي غرب دارفور تجاني كرشوم ابلغ قيادات الدعم السريع والجيش برفضه لاي حرب جديدة في الجنينة، وأشارت المصادر ان كرشوم طالبهم بالبحث عن حلول أخرى تجنب المواطنين ويلات الحرب، إلى ذلك اصدرت قوات الدعم السريع بياناً طمأنت فيه المواطنين وقالت انها لا نية لديها في الحرب وألمحت الى مفاوضات لكنها لم تسميها وقالت هنالك حلول أخرى ربما تجنب المنطقة الحرب.
وقبل بدء المواجهات الفعلية بين الطرفين عمت المدينة أمس الثلاثاء اصوات مدافع واطلاق دانات واستمرت حتى الساعات الاولى من الصباح وراح ضحية ذلك عدد من القتلى بينهم امرأة وطفلتيها.
في هذه الأثناء يقصد الكثير من مواطني الجنينة معبر مدينة “ادري” للدخول الى الأراضي التشادية عند فرارهم من القتال، لكن يبدو ان هنالك اشياء بدأت تتغير حيث علمت دارفور24 ان تشاد اغلقت حدودها مع ولاية غرب دارفور وهذا ما يزيد الامور تعقيداً.
في وقت انتشرت انباء عن وساطة تقودها مبادرة اهل الجنينة وادارات أهلية بين الجانبين سعيا لبحث حلول ترضي الطرفين
وعلمت دارفور24 ان قيادة قوات الدعم السريع دفعت بشروط تمثلت في الاستسلام او الإنضمام إلى قوات الدعم السريع او فتح ممرات آمنة
لكن لجنة الوساطة امتنعت عن اي تصريحات وقالت انها لا زالت تقود وساطة بين الجانبين ولم تيأس بعد.