نيالا- دارفور24
تجاوزت الحرب التي اندلعت بين قبيلتي بني هلبة والسلامات شهرها الثاني ولا زالت المعارك بين مسلحي القبيلتين مستمرة رغم ما أزهقته من أرواح وما دمرته من قرى ومناطق وعلاقات بين أسر كانت متصاهرة ومتعايشة لعشرات السنين، الحرب بين القبيلتين كارثية لجهة انها استخدمت في أسلحة فتاكة أغلبها خرج بها أبناء القبيلتين من صفوف الدعم السريع والبعض تم الاستيلاء عليها من القوات المسلحة في المعارك الدائرة بين الجيش والدعم السريع في مدن الخرطوم ودارفور.
اتهامات لاستخبارات الجيش
في خضم هذه الحرب التدميرية والقتال الشرس تدور اتهامات في أوساط مثقفي قبيلتي السلامات وبني هلبة بأن أيادي الاستخبارات العسكرية للجيش السوداني وراء إشعال هذه الحرب، ويبرر البعض هذه الاتهامات بأن مقاتلي القبيلتين في صفوف الدعم السريع انسحب اغلبهم لمساندة أهلهم في القتال القبلي، ورصدت دارفور24 عودة اعداد كبيرة من مقاتلي القبيلتين من الخرطوم، بعضهم يستغل سيارات قتالية وعتاد من قوات الدعم السريع، وتزامن ذلك مع تمكن الجيش بمدينة زالنجي من فك الحصار المطبق عليه في اغسطس الماضي، بعد ان انسحب الكثير من مقاتلي الدعم السريع من القبيلتين من المدينة المتاخمة لمناطق النزاع، ويعزز ذلك عناصر القبيلتين الذين ظهروا في مقاطع فيديو من المناطق التي شهدت معارك وهم يستغلون سيارات دفع رباعي ويرتدون زي الدعم السريع.
وقالت هيئة محامي دارفور- في وقت سابق- إن معظم الأسلحة والسيارات المستخدمة خاصة بقوات الدعم السريع، وطالبتها- في بيان اطلعت عليه دارفور24- بتوقيف العناصر المسلحة التي ترتدي زيها وتستغل مركباتها لتمارس القتل والخراب والتدمير في مناطق الصراعات الدامية بين بني هلبة والسلامات بجنوب دارفور. وذكرت الهيئة الحقوقية المستقلة أن معظم الأسلحة والسيارات المستخدمة خاصة بقوات الدعم السريع.
فيما ربط القيادي بقبيلة السلامات “عمر يوسف محمد” الأحداث الأخيرة بين القبيلتين بغياب الحكومة لأداء دورها بالتدخل بين الطرفين، وقال ان إشعال الفتنة تم من قبل بعض المتفلتين من عناصر مسلحة بالدعم السريع تهدف لتدمير المنطقة، وأضاف: نعتذر لأهلنا بني هلبة وما جرى يجب أن يتم ترميمه فوراً ومحاكمة كل من شارك فيه”.وكشف عن رصدهم لعدد من المتفلتين المشاركين من ابناء القبيلة في حريق المناطق سيتم تسليمهم للدعم السريع، وقال أن قبيلة السلامات بريئة من كل متفلت، وأرسل عمر رسالة لأبناء بني هلبة بالتوقف عن حشد آلاف المقاتلين بعد الإجراءات التي إتخذتها إدارات قبيلة السلامات في جنوب ووسط دارفور لوقف الأعمال العدائية والعودة للصلح.
تدخل موسي هلال
كل المساعي لم تفلح في ايقاف الحرب بين السلامات وبني هلبة حتى مبادرة رئيس مجلس الصحوة الثوري السودانى موسى هلال الذي له نفوذ ومكانة عند الكثير من القبائل العربية بدارفور لم تأت بجديد، فقد أعلن هلال الاسبوع الماضي عن مبادرة للصلح بين القبيلتين، وقال الزعيم الاهلي انه ظل يتابع بقلق الحرب التى تدور بين قبيلتى بنى هلبة والسلامات، واضاف في بيان- اطلعت عليه دارفور24- يعلن مجلس الصحوة الثورى السودانى رسميا عن مبادرة لإيقاف الحرب بين قبيلتى البنى هلبة والسلامات والصلح بينهم وسوف أقودها شخصيآ بصفتى رئيس لمجلس الصحوة وأحد قيادات الإدارة الأهلية وبمعيتنا قيادات الإدارة الأهلية والأعيان ورموز المجتمع من ولايات دارفور وبعض ولايات السودان الأخرى. وناشد هلال القبيلتين لوقف هذه الحرب والرجوع لصوت العقل والحكمة.
هل تدخل قادة الدعم السريع
رشحت معلومات في الاسبوع الماضي تفيد بأن قائد ثاني الدعم السريع الفريق عبد الرحيم دقلو قد وصل الى ولاية جنوب دارفور بغرض السعي لحل النزاع بين بني هلبة والسلامات، وعلمت دارفور24 فيما بعد برفض زعماء من قبيلة بني هلبة مساعي “دقلو” عند إلتقائه بهم في منطقة ام زعيفة 44 كيلو متر غربي مدينة نيالا عاصمة الولاية.
وقال أحد القيادات الأهلية البارزين باقليم دارفور- لدارفور24- ان طلب عبد الرحيم دقلو قوبل بالرفض من قبل بعض الزعماء الاهليين لقبيلة بني هلبة الذين إلتقاهم في منطقة ام زعيفة، قبل ان يغادر الى مدينة كاس لمقابلة اعيان قبيلة السلامات، لكن ظهر دقلو بعد ذلك يقود معارك قواته ضد الجيش بمدينة نيالا في وقت تتواصل فيه المعارك الضارية بين ابناء القبيلتين اللتين تعدان من القبائل الداعمة لقوات الدعم السريع في حربها ضد القوات المسلحة السودانية.