بورتسودان- دارفور24
تتجمع عشرات النسوة أمام مقر الهلال الأحمر السوداني في بورتسودان يوميا للحصول على منحة من منظمة الهجرة العالمية قيمتها 100 دولار تستهدف نازحي الحرب الذين فروا من شبح الموت ليواجهوا الفاقة في ملاذاتهم الجديدة.
ونقل الهلال الأحمر مكاتبه إلى بورتسودان عاصمة ولاية البحر الأحمر شرقي السودان عقب حرق مكاتبه في الخرطوم نتيجة الاشتباكات الدالرة هناك بين الجيش السوداني والدعم السريع لأكثر من 6 أشهر.
وشكت عدد من النساء لسودان تربيون من عدم تلقيهن أي دعم مادي أو مواد إغاثة منذ نزوحهن إلى بورتسودان هربا من القتال بالخرطوم كما أنهن لا يجدن ما يسد رمق أطفالهن الذين يعانون كثيرا من الجوع.
ورصدت منظمة الصحة العالمية في آخر تقرير لها الثلاثاء الماضي وفاة أكثر من 1200 طفل بمعسكرات اللاجئين السودانيين خلال الفترة من مايو المنصرم وحتى سبتمبر الحالي بسبب الجوع والمرض إذ لم تحتمل أجسامهم النحيلة قسوة ظروف الحرب.
وأفادت شذى وهي احدى النازحات اللائي قصدن الهلال الأحمر للحصول على القيمة المالية بأنها تركت كل ما تملك في الخرطوم حيث كانت تعيش في وضع اقتصادي متوسط.
وأضافت شذى أن الحرب أجبرتها على الفرار لتقصد أهلها في بورتسودان للعيش معهم لكنها مع مرور الوقت اضطرت لاستئجار منزل متواضع رغم ارتفاع أسعار الايجارات بالمنطقة.
وأكدت أن الايجار حرم أطفالها من الحصول على الطعام وباتوا يعتمدون على وجبة واحدة كما أنها تقف يوميا أمام مقر الهلال الأحمر للحصول على إغاثة أو مبلغ مالي.
وكشف الأمين العام المناوب بالهلال الأحمر السوداني بركات فارس في مقابلة مع سودان تربيون عن اتجاه لزيادة الإعانة المالية من قبل منظمة الهجرة الدولية بجانب زيادة عدد الفئات المستهدفة.
وتقوم منظمة الهجرة بالتنسيق مع الهلال الأحمر السوداني بمنح 100 دولار لكل أسرة من جملة ألفي أسرة شهريا من متضرري الحرب.
وترى المنظمة أن التحويلات النقدية تقلل من تعرض الأشخاص المحتاجين للمساعدة للجوء إلى استراتيجيات التكيّف السلبية.
وأكد فارس محاولة فتح منافذ أخرى للتسجيل لمنع التجمهر أمام مقر الهلال الأحمر وبرر قصور توزيع الإغاثة بأن المنظمة تعمل بإمكانيات ضعيفة بعد أن استهدفت الحرب حرق مكاتب الهلال الأحمر في الخرطوم بحري وزالنجي ونيالا بجانب مخازن الأدوية وأغذية الأطفال وأفاد بسرقة 40 سيارة اسعاف تابعة للهلال الأحمر السوداني.
وذكر أن الأوضاع المتفاقمة بسبب الحرب اضطرتهم لإطلاق نداء للمانحين لدعم الهلال الأحمر بمبلغ 60 مليون فرانك سويسري موضحا أنه تم الإيفاء بنحو 7% فقط ومع هذا يسعون للوفاء بالتزاماتهم تجاه المحتاجين.
وقال إنهم موجودون الآن حتى في مناطق النزاع وتعمل كوادرهم في حدود الامكانيات المتاحة وتساعد النازحين في جميع ولايات السودان عدا 7 ولايات هي ولايات دارفور الخمس إلى جانب ولايتي جنوب وغرب كردفان بسبب الأوضاع الأمنية في هذه المناطق.
وأفاد فارس بأن من أكبر التحديات التي تواجه الهلال الأحمر في توزيع الإغاثة للنازحين وجودهم مع الأسر المستضيفة حيث يتعذر تسجيل المتأثرين بالحرب من النازحين.
وأكدت النازحة عواطف وهي مقيمة مع اقربائها في بورتسودان أنها لم تستلم أي نوع من أنواع الإغاثة موكدة أنها وضعت مولودا ورغم هذا تقصد مقر الهلال الأحمر كل يوم لتحصل على ما يعينها بينما هي عاجزة بسبب رضيعها حديث الولادة عن العمل ولا تملك قوت يومها. وتابعت “لدي أطفال صغار يصرخون من الجوع وأسكن في منطقة عشوائية جميع سكانها يحتاجون للمساعدة”.
وأشار الأمين العام لجمعية الهلال الأحمر إلى أنهم يعملون على استقطاب المزيد من المنظمات لسد الفجوة الإنسانية مؤكدا أن عدم التمويل والاهتمام بالوضع الإنساني المتردي جراء الحرب لا ينفك عن النظرة السياسية فهي موجودة في الشأن الإنساني وتتعامل الدول على أساسها برغم أن الإنسان هو الإنسان، حسب تعبيره.
وأضاف “أيضا من تحديات العمل أمام الهلال الأحمر تشتت موظفيه وكوادره بسبب حالة الحرب بالبلاد وهو ما أثر سلبا على سير العمل”.