زالنجي- دارفور24
تعيش مدينة زالنجي عاصمة وسط حالة عزلة تامة منذ ان بدأت المعارك بين القوات المسلحة والدعم السريع في المدينة في منتصف مايو الماضي، في اطار حربهما التي اندلعت في 15 ابريل الماضي، المعارك الضارية بين الطرفين أدت الى تدمير واسع للبنية التحتية بالمدينة وهي عاصمة الولاية، حيث خرجت المستشفى الرئيسي عن الخدمة وكل المؤسسات الخدمية، اضافة لشبكة الاتصالات ظلت خارج الخدمة لعدة اشهر الأمر الذي جعل المدينة خارج نطاق مراقبة ما يجري من انتهاكات، وسط نداءات مجتمعية لتدارك تردي الأوضاع الانسانية للسكان الذين اجبرتهم الظروف على البقاء بالمدينة.
وبحسب متابعات دارفور24 فان المدينة سقطت في سيطرة قوات الدعم السريع منذ شهر يونيو الماضي، واكتفت القوات المسلحة باحكام دفاعاتها داخل مقر قيادة الفرقة 21 مشاه، الا انه في اغسطس الماضي قالت مصادر عسكرية لوسائل اعلام ان الجيش تمكن من فك الحصار الذي فرضته قوات الدعم السريع على قيادته بمدينة زالنجي، وقد جاء هذا الاعلان بالتزامن مع اندلاع القتال بين قبيلتي بني هلبة والسلامات في الجزء الغربي لولاية جنوب دارفور، الأمر الذي أجبر العشرات من جنود الدعم السريع على الانسحاب من زالجي لمساندة اهلهم في القتال القبلي الدائر في محلية عد الفرسان الكبرى، حيث انتشرت مقاطع فيديو لمقاتلي القبيلتين يرتدون ازياء الدعم السريع.
لكن سكان محليون في مدينة زالنجي اشاروا الى ان الاشتباكات بين الدعم السريع والجيش بالمدينة لا زالت مستمرة، مع سقوط مستمر للضحايا من المدنيين جراء تساقط الدانات والرصاص الطائش، وكتبت الصحفية شيماء حارن التي تمكنت من الخروج من المدينة ان تساقط الدانات والطلق الطائش بأحياء المدينة أدى الي موجة نزوح كبيرة من بعض الاحياء التي شهدت تمركز لقوات الدعم السريع وهي أحياء “الحصاحيصا، الإذاعة ، الشرقي، الغربي، والاستاد” الأمر الذي تسبب في تعقيد الوضع الإنساني والمعيشى لسكان المدينة.
وذكرت شيماء في صفحتها على فيسبوك ان الوضع في مدينة زالنجي أدى الى انهيار النظام الصحي وظهور بعض الأمراض الوبائية، وأضافت “سجلت بعض العيادات الخارجية حالات لفايروس الحمى الصفراء “البايل الفيروسي” والاسهالات المائية ونقص للأدوية المنقذة للحياة” وبحسب استطلاعات اجرتها شيماء مع بعض الأطباء الموجودين بالمدينة فان نساء وفتيات تعرضن لانتهاكات وصلت حد القتل والاغتصابات مما أثار الرعب وسط مجتمع المدينة.
دمار الجامعة
لم يقتصر الدمار والخراب على الأحياء والأسواق والمؤسسات الخدمية، فقد طال كذلك جامعة زالنجي، ونشر ناشطون صوراً لمنشأت الجامعة وقد تعرضت لعمليات تخريب وتدمير واسعة للمكاتب وقاعات الدراسة، حيث تم اقتلاع الاسقف الأبواب والشبابيك ونهب جميع الاثاثات، وكتبت ادارة الجامعة في صفحتها على فيسبوك رسالة لطلابها تعبر فيها عن قلقها لما أصاب الجامعة من دمار.
شهور من العزلة
العزلة التي تعيشها مدينة زالنجي بسبب انقطاع شبكات الاتصال لنحو اربعة أشهر فاقمت وطأت المأساة على المواطنين الذين لا زالوا بالمدينة، وبحسب سكان تمكنوا من الخروج من زالنجي ان انقطاع الاتصالات منذ اندلاع الاشتباكات بين الجيش والدعم السريع مهد الطريق لارتكاب انتهاكات واسعة بالمدينة من قبل طرفي الحرب، في وقت علمت فيه دارفو24 بان قائد الدعم السريع بالولاية اللواء علي يعقوب ظل يرفض كل المساعي لاعادة خدمات الاتصال للمدينة.
تحركات مجتمعية
في ظل هذه الظروف التي تعيشها المدينة يسعى شباب لاعادة تشغيل مستشفى زالنجي التي تعرضت لنهب وتدمير كامل في 27 يونيو الماضي، فانطلقت مبادرة أهل زالنجي لاسناد وتشغيل المستشفى التعليمي، التي أوضحت- في تقرير اطلعت عليه دارفور24- بأنها تمكنت من ترميم المستشفى واعادة اقسام الطوارئ وغسيل الكلى والمعامل وبنك الدم والعمليات والموجات الصوتية الى الخدمة، لكنها أشارت الى ان هناك بعض الاقسام لا زالت متوفقة وان المرضى يواجهون معاناة مستمرة. وقالت المبادرة ان المرضى من سكان المدينة مروا في الايام الماضية بوضع صحي وانساني كارثي نسبة لعدم وجود الكادر الطبي والأدوية والمعدات الطبية والتأمين.
https://fb.watch/n73c5fsPzN/?mibextid=HSR2mg
وقال المدير الطبي للمستشفى دكتور عبد الرحمن عبد الله ان مستشفى زالنجي تعرضت في الفترة السابقة لعمليات نهب واسعة شملت الاثاثات والأدوية والأجهزة والمعدات الطبية، وذكر ان ادارة المستشفى استنجدت بأهل زالنجي وتمكنوا من استعادة كميات من الأدوية والمستهلكات والمعدات الطبية المنهوبة، الا ان المستشفى لا زال ينقصه الكثير خاصة الأدوية المنقذة للحياة، ووجه دكتور عبد الرحمن نداءً لوزارة الصحة الاتحادية وكل المنظمات العاملة في مجال المساعدات الصحية وابناء زالنجي بالمهجر الى اعانة المستشفى لتقديم الخدمات الطبية للمواطنين.