الجنينة – مراسل دارفور24
بعد مرور اربعة أشهر على بدء الحرب في السودان ومرور شهرين على مقتل والي ولاية غرب دارفور خميس عبدالله ابكر أصبحت أحياء الجبل مربع 2-5-10-15 وحي الجمارك والتضامن والثورة والبحيرة خالية من السكان الا من بعض الاسر التي عادت بعد انتهاء المعارك؛ الى جانب أحياء النهضة والمدارس والزهور التي غادر بعض سكانها . في المقابل فان مدينة الجنينة تبدو اكثر هدوءا من اي وقت مضى من هذه الشهور الاربع بعد توقف المعارك وانتهائها لصالح قوات الدعم السريع وحلفائها من مسلحي القبائل العربية.
هذه الاحياء السكنية تعرضت لاعمال نهب ممنهجة وحرق للمحتويات بينما تعرضت بعض المنازل لسرقة الابواب والشبابيك والاسقف؛ فيما خلو الشوارع من المارة هو السمة البارزة لاغلب الاحياء التي كانت تضج بالحيوية.
المواطنون الذين عادوا الى منازلهم يرزحون تحت رداءة اوضاع المعيشة جراء فقدانهم مخزونهم من الغذاء والممتلكات فضلا عن احتراق محتويات منازلهم مثل الاسرة والمراتب والاغطية والملابس وكراسي الجلوس وأدوات الطبخ واواني المياه بحسب العائدة اللى منزلها في حي الجبل خديجة؛ التي تقول لدارفور24 ” يجئ بعضنا ليتفقد أغراضه التي يظن انها نجت من الحريق أو االتلاف لاخذها والعودة بها الى مخيم اللجوء جوار مدينة أدري التشادية فنجد أقل ما نتوقعه”
منذ ان اندلعت المواجهات صارت تتوقف المؤسسات الخدمية بالتدرج الى ان توقف بعضها كلية والبعض الآخر يعمل باقل من نصف طاقته .
وبحسب نائب والي ولاية غرب دارفور تجاني الطاهر الذي تحدث في تجمع أهلي أطلق عليه اسم ( نفرة أنقذو الجنينة ) قال ان مستشفى الجنينة بدأ في العمل بثلاثة اقسام هي الحوادث والأطفال والولادة اضافة الى معمل الحوادث بعد توقف لقرابة ثلاثة أشهر للتدمير الكبير الذي طال المستشفى.
وذكر مراسل دارفور24 ان منطمة أطباء بلا حدود استطاعت ايصل شحنة من الادوية الى مستشفى الجنينة وبدات في الاشراف على قسم الأطفال .
ويعاني الناس في المدينة من التوقف التام للمياه القادمة عبر الحنفيات ويلجأ البعض منهم الى سحب المياه من الابار السطحية في وادي المدينة وآخرون يضطرون لاستخدام مياه الامطار المتجمعة في البرك في بعض الأحياء والمنخفضات في مواقع كمائن الطوب ؛ غير أن منظمة التضامن تبذل جهودا لايصال المياه الى بعض الناس عبر التناكر المحمولة على السيارات.
وقال مراسل دارفور24 ان الامداد الكهربائي متوقف منذ اشتداد المعارك؛ وتعيش المدينة في ظلام دامس من ذلك الوقت بسبب عدم قدرة العاملين فيها للوصول اليها وقد تاثرت المحطة التوزيعية باصابة اكثر من 150 عموداَ بالقاذفات النارية جراء القتال؛ لكن موظغي الكهرباء والعاملين ببذلون جهودا مضنية منذ اسبوعين من اجل اعادة التيار الكهربائي الى المدينة بحسب مراسل دارفور24 الذي عاد الى المدينة.
لازال سوق الجنينة مغلقا لكن هنالك نشاطاَ تجارياَ في بعض الاسواق الطرفية التي تقع في مناطق أغلب سكانها من القبائل العرببة ؛ بيد ان سوق الزريبة هو السوق الوحيد الذي يجتمع فيه الناس على اختلاف قبائلهم وسحناتهم في مدينة الجنينة بما فيهم المساليت والقبائل العربية.
في الاثناء أصدرت تنسيقية لجان المقاومة بالجنينة بيانا اطلعت عليه دارفور24 قالت فيه ان الوضع الامني بالمدينة لا يزال غير مستقر وان شبكة الاتصالات والانترنت منعدمة بالمدينة اضافة الى استمرار من وصفهم البيان بالغرباء ينهبون الاحياء الجنوبية والغربية ويهدمون منازل طينية في مخيمي ابوذر وكريندينق .
بحسب مراسل دارفور24 الذي عاد الى المدينة انه لايعمل أي من مراكز الشرطة بالجنينة كما لا يٌرى أي مظهر للأجهزة حفظ الامن بالرغم من تواجد نائب الوالي الذي يقوم باعباء الوالي بعد مقتل الوالي خميس عبدالله وفرار قائد الشرطة الى دولة تشاد المجاورة بعد مقتل نائبه العميد عبدالباقي حسن واستيلاء مسلحين قبليين على مخازن للاسلحة تابعة للشرطة بينما فر ضباط صغار وجنود كل حسب وجهته.
يسيطر الدعم السريع على ثلاث أرباع ومداخل المدينة بينما يسيطر الجيش على منطقة أردمتا التي تقع ضمنها قاعدته العسكرية ؛ اذ تتكون الجنينة من أربعة وحدات ادارية ثلاثة منها تقع تحت سيطرة قوات الدعم السريع . وبدا ان نائب الوالي على اتصال بالطرفين حين اذ قال في تصريح لبعض الاعيان في المدينة انه كلف قوات الدعم السريع بحفظ الامن في أماكن سيطرتها وكلف الجيش بحفظ الامن في منطقة سيطرته بويظل جسر النسيم منطقة عازلة بين القوتين.