وكالات- دارفور24
“سافرت جارتي “روز” معي إلى مدينة الرنك، لكن بناتها الثلاث بقين في الخرطوم. قالت “مارثا” :علمت فيما بعد أنهما تعرضا للاغتصاب الجماعي، ووصلت مارثا مؤخرًا إلى ميناء ملكال، وهو نقطة عبور رئيسية للفارين من العنف في السودان إلى جنوب السودان.
وبحسب وكالات الأمم المتحدة وصل حتى الآن أكثر من 170.000 عائد ولاجئ إلى ملكال منذ اندلاع النزاع في 15 أبريل، وهو رقم سيزداد إذا استمرت الأزمة.
وتشير التقارير إلى تصاعد العنف الجنسي في مناطق السودان حيث يدور قتال عنيف وكذلك على طول طرق العبور الى دول الجوار.
ويستضيف مركز عبور “بلوكات” المجاور للميناء حاليًا حوالي 5000 عائد من جنوب السودان.
قالت النساء والفتيات للموظفين في احد المراكز الآمنة- الذي يدعمه صندوق الأمم المتحدة للسكان، ووكالة الصحة الجنسية والإنجابية التابعة للأمم المتحدة- إنهم شهدوا أو تعرضوا للعنف الجنسي المتفشي في الخرطوم وأمدرمان.
ويواجه الملايين مخاطر متزايدة ومضاعفة وهم يحاولون الهروب من السودان بحياتهم، وقد فقد الكثيرون أسرهم وأحبائهم على طول الطريق -غالبًا أمام أعينهم-
ويقول صندوق الامم المتحدة للسكان وهو الوكالة المعنية بالصحة الجنسية والانجابية ان النساء يبعن ملابسهن ومتعلقاتهن لشراء الطعام، بينما يبحث آخرون عن الحطب لبيعه، مما يعرضهن لخطر أكبر من الحيوانات المفترسة لأنهن يغامرن بعيدًا وغالبًا بمفردهن في الأدغال المهجورة.
ويضيف الصندوق: حتى النساء اللواتي يبيعن الشاي في السوق ويعملن في المطاعم معرضات للخطر، مع ورود تقارير عن استغلال التجار لهن وإجبارهن على ممارسة الجنس.
وينام معظم النساء والأطفال في العراء حيث لا توجد ملاجئ رسمية، ما يؤدي إلى زيادة تعرضهم للعنف وسوء المعاملة.
ويرجح الصندوق الأممي أن تؤدي الأزمة إلى ارتفاع حالات الحمل غير المرغوب فيه والأمراض المنقولة جنسياً، بالإضافة إلى الصدمات الجسدية والعقلية التي يعاني منها مئات الآلاف بالفعل.
وأدى القتال الدائر في السودان الآن إلى نزوح أكثر من 3 ملايين شخص، حيث لجأ حوالي 750.000 شخص بسبب الصراع في السودان الى البلدان المجاورة، من بينهم أكثر من 175.000 شخص وصلوا حتى الآن إلى جنوب السودان.
ونظرًا لأن العنف يظهر القليل من علامات التراجع، فمن المرجح أن يتجاوز عدد الأشخاص الذين يغادرون السودان مليون شخص بحلول أكتوبر 2023م.
وتكشف معلومات وكالات الأمم المتحدة عن وجود أكثر من 530،500 امرأة وفتاة في سن الإنجاب في السودان، من بينهم ما يقدر بنحو 53،000 امرأة حامل حاليًا، ستلد منهن حوالي 5900 امرأة في الشهر المقبل، كما عرضت الأزمة المزيد من النساء والفتيات- ما يقدر بنحو 4.2 مليون- لخطر العنف القائم على النوع الاجتماعي.
عزز صندوق الأمم المتحدة للسكان وجوده على الحدود بين السودان وجنوب السودان من خلال إرسال موظفين إضافيين ومستلزمات الصحة الإنجابية إلى ملكال وبانتيو، بما في ذلك رعاية صحة الأم والإدارة السريرية للاغتصاب.
وأبان أن في الأسبوعين الأولين من شهر يوليو، وصل إلى المركز المتكامل الذي يدعمه صندوق الأمم المتحدة للسكان أكثر من 550 شخصًا بخدمات العنف القائم على النوع الاجتماعي، بما في ذلك 200 امرأة وأكثر من 190 فتاة.
وعلى الرغم من استمرار العمل، فإن الخدمات تتعرض لضغوط شديدة مع وصول المزيد والمزيد من الناس وانخفاض الإمدادات. وأكد أن هناك حاجة ماسة للمساعدة في دعم النساء والرجال والفتيان والفتيات المتضررين من الأزمة في السودان المعرضين للخطر.
وقال صندوق الأمم المتحدة للسكان انه يحتاج إلى ما يقرب من “مليوني” دولار لجنوب السودان على مدى الأشهر الستة المقبلة كجزء من الاستجابة الإقليمية للسودان.