تقرير- دارفور24
تسببت الحرب الذي يخوضها الجيش السوداني وقوات الدعم السرع منذ الخامس عشر من ابريل الماضي في دخول قطاع الزراعة في الولايات التي تشهد قتالاَ متواتراَ الموسم الزراعي دون المرور بالتجهيزات الضرورية لبداية الموسم الزراعي كما يحدث كل عام ؛ كما ضاعفت الحرب المخاوف الامنية التي تواجه المزارعين سنويا.
وتسببت الاوضاع الناشئة عن الحرب في فقدان المزارعين التمويل الزراعي السنوي الذي يوفره البنك الزراعي وفقدانهم نسبة كبيرة من التقاوى المحسنة والوقود المدعوم المخصص للزراعة علاوة على المبيدات والآليات الزراعية التي تسخدم للحرث .
يشتكي محمد مختار من بين مزارعين كثر يعانون هذه السنة من فقدان التمويل الزراعي؛ ويقول لدارفور24 انني والغالبية العظمى من المزارعين في ولاية جنوب دارفور سنفتقد جل المعدات والوقود وكذلك التقاوى المحسنة والمبيدات الحشرية نسبة للاغلاق الشامل للمؤسسات المعنية بالنشاط الزراعي اسوة بغيرها من المؤسسات جراء الحرب.
وارتفع سعر برميل الجازولين في السوق السوداء بمدينة نيالا إلى 700 الف جنيه بحسب التاجر بسوق نيالا يحي محمد جمعة لدارفور 24 مقارنة بسعره قبل الحرب البالغ 192 الف جنيه. مضيفاَ بان سعر جركانة الجازولين ارتفع الى 60 الف جنيه مقارنة بما قبل الحرب الذي كان يساوي 12 الف جنيه .
واعتبر مختار الاسعار المتضاعفة للوقود مهددا للقدرة الزراعية لاؤلئك الذين يودون استخدام وابوراتهم الشخصية للحراثة ؛ مما يشير الى ارتفاع متوقع بنسبة كبيرة في تكاليف حراثة الفدان التي كانت تبلغ 2000 جنيه في العام الماضي .
في الاثناء كشف وزير الزراعة المكلف بجنوب دارفور حماد محمد موسي لـدارفور 24عن توزيع 62 طن تقاوى للمحليات وتوفر نحو 27 جرار زراعي فى عدد من المحليات وأضاف هنالك آليات تمت صيانتها ومراجعتها وسيتم توزيعها للمحليات. وأوضح حماد أن سعر حراثة الفدان الواحد تم تحديده بمبلغ 20 الف جنيه .
في غضون ذلك هناك من كان همه الامن اكثر من كونه مهتما باسعار الوقود وتوفر المعدات وهو ذاهب الى مزرعته سيما المنتجين الصغار الذين يعتمدون على المعدات التقليدية كالطواري والجرايات التي تعتمد على العمل اليدوي.
اذ ابلغت سكينة محمد إبراهيم دارفور24 وهي من سكان مدينة نيالا – تعمل بالزراعة في محيط المدينة – أن مسلحين يرعون بجوار مزرعتها أخبروها بضرورة مغادرة مزرعتها. وخاطبها احدهم قائلاَ “ماف زراعة السنة دي ”
سكينة أكدت لـدارفور 24 صعوبة الزراعة في الموسم الحالي لإنعدام الأمن وغياب القانون وذكرت أن المناطق الواقعة جنوب نيالا كانت تعد من المناطق الآمنة في الأعوام السابقة وتعج بالنشاط الزراعي والان صارت غير ذلك. لكنها استدركت بالقول ” سيموت أطفالنا من الجوع إن لم نزرع هذا العام “.
والامر نفسه لدى كل من محمد موسى محمد وحسن ادريس ابكر اللذان يقطنان ويزرعان في محلية السلام التي تتصاعد فيها النزاعات بين المزاعين والرعاة سنويا.