الجنينة- دارفور24
لا زالت المعلومات يكتنفها الشح حول الوضع في مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور الحدودية مع دولة تشاد، لكن المؤكد أن الولاية شهدت حرباً طاحنة وجرائم بشعة خلفت أوضاعاً أمنيةً وانسانيةً بالغة التعقيد في ظل انقطاع شبكات الاتصالات عن عاصمة الولاية الجنينة، لما يقارب الشهرين، حيث شهبت تقارير الاجسام المهنية والرقابية التي نشرت الوضع هناك بأنه تكرار لحالة رواندا في العام 1994م.
وبحسب هيئة أطباء غرب دارفور وآخر تصريحات لوالي الولاية خميس ابكر قبل مقتله بساعات فإن عدد الضحايا في الأحداث تجاوز الألف قتيل وثلاثة آلاف الجرحى وهروب عشرات الآلاف في داخل الأراضي التشادية.
في غضون ذلك ومنذ اندلاع المواجهات لا زالت هناك جثث ملقاة في الشوارع والمنازل لم تتمكن أية جهة من اجلائها ودفنها، إلى أن انطلقت- في بحر هذا الأسبوع- مبادرة شعبية من قيادات مجتمعية ورجال دين لجمع عشرات الجثث المتناثرة في احياء مدينة الجنينة.
وقال احد اعضاء المبادرة- طلب عدم ذكر اسمه- ان عدداً من القادة الأهليين ومعهم رجال دين قرروا جمع ودفن الجثث المتناثرة في الاحياء السكنية التي شهدت معارك في الأيام الماضية.
واشار إلى ان هذه مبادرة لاعلاقة لها بأي جهة، وانما تهدف فقط إلى دفن جثث القتلى، واضاف: اكرام الميت دفنه.
وأدى القتال في مدينة الجنينة الى مقتل أكثر من ألف شخص واصابة نحو 3 آلاف بحسب تصريحات أدلى بها والي الولاية خميس ابكر قبل مقتله بساعات يوم الخميس الماضي.
وحثت المبادرة الجيش والدعم السريع على الوقف الفوري لجميع العمليات العسكرية من أجل تهدئة الوضع، والتصدي للعنف العرقي المتزايد والسماح بوصول المساعدات الإنسانية.
وكانت الأمم المتحدة أعربت عن قلقها للغاية بشأن البعد العرقي المتزايد للعنف، وكذلك من تقارير العنف الجنسي، وقال الممثل الخاص للأمين العام للسودان ورئيس بعثة يونيتامس “فولكر بيرتس” ان الانتهاكات التي ترتكب في السودان قد ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية.
وقالت الهـيئة النقـابية لأطـباء ولاية غرب دارفـور- السبت الماضي- أن مدينة الجنينة تشهد أكبر مأساة إنسانية تشهدها الكرة الأرضية، وسط صمت محلي وإقليمي ودولي وشبهت ما يجري فيها بأنه تكرار لمجاذر رواندا التي جرت في العام 1994م.
وكانت جمعية الهلال الأحمر السوداني بدأت في جمع جثث قتلى المعارك بين المساليت والقبائل العربية والجيش والدعم السريع الا انها توقفت بعد تعرضها لمخاطر أمنية ومقتل احد متطوعيها.
وروى شهود عيان لدارفور24 ان اعداداً كبيرة من الجثث بعضها مضى عليها أكثر من اسبوعين، ما زالت في الشوارع والمنازل، ورصد مراسل دارفور24 ابتعاث روائح الجثث في عدة مناطق.
ورصدت فيديوهات متداولة في مواقع التواصل الاجتماع خروج آلاف السكان من منازلهم هرباً الى داخل الأراضي التشادية، وأظهرت بعض الفيديوهات عناصر مسلحة من القبائل العربية بينهم أطفال يمارسون عمليات النهب وازلال الفارين من النساء والأطفال.
بينما أفاد مراسل دارفور24 بأن الأحياء التي هجرها السكان تعرضت لعمليات نهب وحرق واسعة، وشملت الأحياء “البحيرة، والتضامن، والثورة، والمدارس، والجمارك، والجبل مربع 2و5” تم اجتياحها بشكل كامل بواسعة مجموعات النهب، التي تستغل سيارات دفع رباعي وعربات الكارو تجرها الخيول والحمير.
ورغم فرار آلاف الأسر من الجنينة الى أن البعض لم يتمكن البعض من الهرب، وحاصرتهم ظروف الحرب داخل أحيائهم، وقال مراسل دارفور24 ان هؤلاء المواطنين يعيش بعضهم في العراء وآخرين انتقلوا الى معارفهم في الأحياء الأقل حدة في المعارك، بينما لا زال البعض في منازلهم.
وبحسب متابعات مراسل دارفور24 فإن الكثير من الأسر نفدت موادهم الغذائية ولا توجد اسواق للتزود بالمواد التموينية، في وقت لجأ فيه سكان بعض الأحياء الى عمليات مقايضة المواد التموينية.
وتفيد متابعات دارفور24 بأن أوضاع اللاجئين السودانيين داخل الأراضي التشادية تحتاج الى اغاثة عاجلة وجهد دولي كبير، في وقت وصل منطقة ادري امس السبت الرئيس التشادي محمد إدريس ديبي ووقف على أوضاع اللاجئين هناك.
وذكر مراسل دارفور24 ان الامطار أدت سيول الأودية لاسيما وادي كجا الذي يفصل بين شرق المدينة وغربها، حيث اصبحت هنالك صعوبة بالغة في عبور الجسور لجهة أن القوات المسلحة مسيطرة على جسر “اردمتا” بينما سيطرت قوات الدعم السريع على جسر “ام دوين” الأمر الذي زتد تعقيدات الوضع الانساني بمدينة الجنينة.