الخرطوم-دارفور24
عالج فريق منظمة أطباء بلا حدود إلى جانب طاقم عمل ومتطوعين من السودان 240 إصابة بالغة في أحد مستشفيات جنوب الخرطوم خلال ما يزيد عن الأسبوع بقليل، وقد أصيب الكثير منهم بطلقات نارية أو تعرضوا لإصابات ناجمة عن الانفجارات، جراء استمرار الغارات الجويّة والقصف على المناطق الحضرية في العاصمة.
منذ اندلاع القتال العنيف في العاصمة السودانية الخرطوم في 15 أبريل 2023 وانتشاره بسرعة إلى مناطق أخرى في البلاد، كافحت المستشفيات والمرافق الصحيّة لمواصلة العمل وتضررت بعضها بشدة، فيما تواجه غيرها نقصًا في طاقم العمل بعد فرار الناس أو معاناتهم في التنقل في أنحاء المدينة. اضطُر مستشفى بشائر التعليميّ في جنوب الخرطوم إلى الإغلاق التام لفترة من الزمن.
وحسب موقع المنظمة الدولية ، قال منسق الطوارئ في أطباء بلا حدود، ويل هاربر، “اتخذ الأطباء وفريق التمريض وكذلك الشباب من المجتمع قرارًا بمحاولة إعادة تشغيل هذا المستشفى بعد إغلاقه ومغادرة أعضاء طاقم العمل حفاظًا على سلامتهم. عندما وصل الفريق الجراحيّ إلى جنوب الخرطوم، وجدنا مستشفى يبذل فيه الناس قصارى جهدهم ويتحملون المخاطر. لذلك انضممنا إليهم وعملنا معهم يداً بيد لمحاولة توفير الرعاية الصحيّة والرعاية الجراحيّة المنقذة للحياة للأشخاص في هذه المنطقة”.
وأضاف الطبيب في منظمة أطباء بلا حدود، هشام عيد، “عندما وصلنا، كان الوضع فوضويًا. لم يكن المستشفى عاملًا، فيما بذل عدد قليل من الأطباء والمتطوعين كل ما في وسعهم لرعاية عدد هائل من المرضى بالرغم من النقص في جميع أشكال الإمدادات بما في ذلك الكهرباء. أصبح أداء المستشفى في تحسن، وباستطاعتنا الآن رعاية الكثير من المرضى بكفاءة”.
منذ أن بدأ فريق أطباء بلا حدود العمل في المستشفى في 9 مايو، أُجريت أكثر من 240 عمليّة جراحيّة، من بينها حوالي أربع عمليات كُبرى في اليوم، فيما تشكّل الحالات المعقدة والحرجة نسبة كبيرة من مجموع العمليات.
قال الجراح في منظمة أطباء بلا حدود، شهزاد مجيد، “استقبلنا الكثير من المرضى المصابين بطلقات نارية وطعنات في حالة حرجة للغاية وكانوا بحاجة إلى عمليّة جراحيّة لإنقاذ حياتهم. كانت هذه الإصابات في الصدر والبطن والكبد والطحال والكلى والأمعاء، كما أجرينا عمليّة جراحيّة لترميم الأوعية الدمويّة، والتي لولاها لتوفي المريض أو فقد أحد أطرافه”.
يصعب ضمان امتلاك الفريق الجراحيّ وغيرهم من العاملين في المجال الطبي الإمدادات المناسبة لمواصلة تقديم الرعاية الطبيّة المنقذة للحياة. تتبرع أطباء بلا حدود وغيرها من المنظمات بالإمدادات الطبيّة من المخزونات الموجودة في البلاد للمستشفيات في الخرطوم ومناطق أخرى. لكنّ تأخير وصول الإمدادات إلى السودان وإلى المناطق الأشد حاجة إليها – من الناحية اللوجستيّة والإداريّة على حد سواء – يمثل تحديًا كبيرًا، كما أنّ تأمين الوقود المستخدم لتشغيل المولدات يشكّل مصدر قلق كبير، حيث إنّ إمدادات الكهرباء متقطّعة في أحسن الأحوال.
ويضيف منسق الطوارئ في أطباء بلا حدود، ويل هاربر، “تمكنا من تحسين جودة الرعاية وبناء بعض القدرات لدى المتطوعين وطاقم العمل، كما أجرينا العديد من التدخلات الجراحيّة الكُبرى – المتمثلة بعمليات جراحيّة معقدة – بسبب العنف. كذلك قمنا بتحسين الرعاية ما بعد العمليات الجراحيّة، ومكافحة العدوى. تشكّل كلّ تلك الأمور تحديّا يوميّا في المستشفى، وتزداد وطأة هذا التحدي عندما يكون وصولنا إلى المياه والكهرباء والإمدادات الطبيّة محدودًا.
وفي ظل عدم وجود نهاية للنزاع تلوّح في الأفق، من الضروري تأمين وصول المزيد من الإمدادات وأعضاء الطاقم الطبي إلى المناطق الأشد حاجة لضمان حصول الأشخاص الذين يعيشون فيها والمصابين جراء العنف على الرعاية الطبيّة المنقذة للحياة.