إعداد- دارفور24
توتر وقلق وخوف وتمييز على اساس القبيلة واللون هذا هو العنوان الابرز لوصف الاجواء بمدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور، عقب اندلاع الاشتباكات بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع بالعاصمة السودانية الخرطوم، وتوقع السكان أن تتمدد غرباً الى الولاية الحدودية مع الدولة الجارة تشاد، والتي تبلغ مساحتها “79,460” كيلومتر مربع ويقطنها حوالي المليون نسمة.
في هذه الأجواء الملبدة بسحب دخان المعارك في الخرطوم، والاحتقان القبلي في الجنينة وانتشار خطاب التمييز العنصري، صار الانتماء للقبيلة هو جواز المرور والعبور في بعض الشوارع الرئيسية في المدينة في ظل ضعف الاجهزة الامنية والشكوك حول حياديتها.
فبينما يعيش سكان المدينة في حالة الترقب هذه، فجأة دوى صوت اطلاق نار كثيف عند السابعة من صباح يوم الإثنين 23 من ابريل الماضي بحي “الجمارك” غربي المدينة تبين أنه اشتباك بين قوتين من الجيش والدعم السريع، وسرعان ما انتقل الاشتباك إلى “حي الجبل” المجاور.
وبحسب تصريحات رسمية لوالي غرب دارفور خميس عبدالله فان قوة من قوات الشعب المسلحة “الجيش السوداني” تحركت إلى مقر قيادة القوات المشتركة السودانيه التشادية، وعند وصولها الى منطقة “حي الجمارك” تعرضت الى اطلاق نار من قوات الدعم السريع التي ترافقها مليشيات مسلحة- على حد تعبيره-
ومن بعد ذلك تحرك المهاجمون “الدعم السريع والمليشيات” الى مناطق يسكن فيها النازحون، ووصل الهجوم إلى مناطق تمركز قوات حركة التحالف السوداني “التي يقودها الوالي”
ورغم ان الرواية الرسمية لحكومة الولاية لم توضح اسباب الاشتباكات، الا ان هنالك عدة روايات من مصادر أمنية وشهود عيان ومراقبين ارجعوا سبب الاشتباكات الى تحرك قوة من الجيش الى منطقة “حي الجمارك” دون تنسيق مسبق مع قوات الدعم السريع، لكن اللافت للنظر والمثير للانتباه ان قتالاً بدأ في حي الجبل بعد نصف ساعة من إندلاع القتال بين الجيش والدعم السريع.
واكد بيان اصدره قادة واعيان قبيلة المساليت ان الذي جري ليس محض صدفة وأنما أمر مدبر ومخطط له ضمن المؤامرات التي تحاك ضد انسان الولاية، من اجل نقل صراع الجيش والدعم السريع إلى صراع أهلي بين المواطنين.
واشار البيان الى ان القتال بدأ غرب مدينة الجنينة بحي الجمارك وسرعان ما انتقل إلى حي الجبل مربع٢ والذي تسكنه القبائل غير العربية ومربع٣ الذي تسكنه القبائل العربية، وذلك باطلاق النيران في الحد الفاصل بين المربعين، الأمر الذي أشعل نار الفتنة بالمنطقة بين القبائل العربية وغير العربية التي بينها صراعات قبلية قديمة متجددة
تعددت الروايات حول نشوب الاشتباكات بين الجيش والدعم السريع بمدينة الجنينة، والتي خلفت عدداُ من القتلى والجرحى بينهم ضباط، لكنها أشعلت فتنة الحرب القبلية في الولاية بعد أن خمدت نيرانها لنحو ثلاثة اسابيع، خاصة بعد أن تمكنت مليشيات مسلحة من دخول مقر القوات المشتركة السودانية التشادية واستولت على مركبات عسكرية وسلاح، فتوقف القتال بين الجيش والدعم السريع بعد ثلاث ساعات بينما تواصل القتال في بين القبائل العربية والمساليت في “حي الجبل”
نواصل