نيالا- دارفور24
قال عضو مجلس السيادة الانتقالي السوداني الفريق اول ياسر العطا إن مناداة قادة القوات المسلحة بجيش واحد ليس نكاية أو عداء لأحد، وانما لأن المؤسسة العسكرية هي الأقوى والأكثر تماسكاً من بين جميع مؤسسات الدولة، وأضاف: وهنا لا أعني قوة السلاح وإنما قوة التماسك.
وأردف العطا “الأولى أن تبادر المؤسسة العسكرية في الإصلاح وبناء جيش قومي واحد، لفتح الطريق أمام بناء بقية مؤسسات الدولة، بما يتوافق مع أهداف ثورة ديسمبر المجيدة، وأردف: بالتأكيد أن أهداف الوطن والثورة فوق أي أهداف أو طموحات شخصية، أو عسكرية أو حزبية لأي كان، ومضى العطا في رسائله بقوله “هذه هي الوطنية الحقة بأن تضحي بالشخصية لأجل وطنك وشعبك”
وذكر عضو السيادي- خلال مخاطبته تخريج “الدفعة الثانية ترتيبات أمنية” من مقاتلي الحركات الموقعة على اتفاق سلام جوبا بنيالا الأربعاء- ان اطلاع القوات المسلحة بمهامها الدستورية يتطلب مواصلة اصلاح المنظومة العسكرية، عبر خطوات أولها تأسيس جيش قومي واحد مستقل وقوي، ومن ثم تمتد يد الاصلاح حتى يرى كل سوداني نفسه داخل جيشه، وذلك بالرجوع للمعايير الدولية المعروفة في عدد وحجم الجيش- التي تحسب بعدد سكان الدولة، ومساحتها، وناتجها القومي، والمهددات المحيطة بها داخلياً وخارجياً-
وتابع “يلي ذلك نسبة كل اقليم في الجيش والكليات الحربية ومراكز التدريب، وذلك حسب تعداد سكان كل اقليم، ومساحته وناتجه القومي، وأكد أنه بتنفيذ هذه الاصلاحات في المؤسسة العسكرية يجعلون من التنوع قوة والتعدد عزة للوطن.
وذكر العطا إن البلاد تمر بمرحلة حرجة ومتعثرة، فكثير من الدول التي تمر بظروف انتقال مشابهة تنهار، لكن حتماً لن ينهار كيان الدولة السودانية، وبشر عضو السيادي بأن الأمل في التوافق يمضي بسرعة للخروج مما وصفه “بالوحل”، بتوافق أكبر نسبة من قوى الثورة المدنية والكفاح المسلح، والقوى المؤمنة بالديمقراطية، لإنتاج حكومة قوية تستطيع أن تشكل مؤسسات دولة فاعلة، وقادرة لتعبر ببلادنا نحو تحقيق أهداف ثورة ديسمبر المجيدة.
وأكد ياسر العطا على أهمية تنفيذ بندي الترتيبات الأمنية ومعالجة قضايا النازحين واللاجئين، لكنه قال ان ذلك يتطلب وقفة المجتمع الدولي، وأضاف “ضرر الحرب الأهلية بدارفور أعنف وأشد من ضرر الطبيعة، وأن آلاف الأسر السودانية في مخيمات نزوح لا ترتقي لعيش الإنسان حتى في العصر الحجري”.
وشهد عضو مجلس السيادة بمدينة نيالا تخريج دفعة من مقاتلي حركات الكفاح المسلح قوامها 628 جندي في اطار تنفيذ بند الترتيبات الأمنية لتنضم الى قوة حماية المدنيين التي نصت عليها اتفاقية جوبا لسلام السودان.
وفي يوليو العام الماضي تم تخريج أكثر من ألف وخمسمائة من مقاتلي الحركات المسلحة، وشكلت بها الدفعة الأولى من قوة حماية المدنيين التي تم نشرها في بعض المناطق باقليم دارفور.