الخرطوم – شمائل النور
صار حزب المؤتمر السوداني أول حزب يدفع استحقاقه التنظيمي الديمقراطي بعد ثورة ديسمبر وسقوط حكم الرئيس المخلوع عمر البشير في أبريل من العام 2019، وهو استحقاق تأخر كثيراً مع تعدد أسبابه لدى كل حزب سياسي.
إذ فاز لتوه رئيس حزب المؤتمر السوداني الحالي عمر الدقير لدورة ثانية بعد أن كان المرشح الوحيد لمنصب الرئيس بعد قبول الطعون ضد منافسه الوحيد؛ نور الدين صلاح.
ويقول رئيس لجنة الانتخابات بالمؤتمر العام السادس؛ كمال الأمين ”لدارفور24“ ( حينما فتحنا الباب للترشح، تقدم الدقير ونور الدين صلاح، وبعد إعلان الكشف المبدئي وردت طعون ضد نور الدين بسبب تجميد عضويته في الحزب لمدة عام).
ويتابع كمال القول إن المرشح نور الدين استأنف طلبه لكن استئنافه ووجه بالرفض وبذلك حرم من الترشح بشكل مؤقت“.
لكن وضع نور الدين كان جزءا من إجراءات عديدة طالت أعضاء بارزين في الحزب الشاب،.
” هذه الإجراءات سبقت قيام الموتمر العام بأيام معدودة وانتهت بالتجميد والفصل وحل الأمانة العامة، مما فتح باب التساؤلات حول سلامة العملية الانتخابية.
بيد أن الصحفي؛ وائل محجوب يرى أن مجرد انعقاد مؤتمر عام لأي حزب هو خطوة مهمة في اتجاه تجذير الديمقراطية إن كان على مستوى التنظيم أو المستوى العام، ويقول وائل في حديثه ”لدارفور24“ إن المأمول منذ سقوط البشير أن تسلك جميع الأحزاب هذا المسلك .
ويضيف متأسفاً ”لكنه لم يحدث“ وبالنسبة له فإن خطوة المؤتمر السوداني مهمة ومطلوبة وتدعو لتشجيع بقية القوى السياسية.
من المهم الإشارة إلى الإجراءات التي سبقت انتخابات المؤتمر السوداني والتي شملت عدد من العضوية بمن فيهم منافس الدقير.
ووفقاً لوائل فإن هذه الإجراءات دفعت بكثيرين للتشكيك حول سلامة العملية الديمقراطية، لكنه يؤكد على أهمية انعقاد المؤتمر العام ابتداءً كتجربة ديمقراطية رغم الشكوك.
ليس بعيداً عن وجهة النظر هذه، يقول الأكاديمي والسياسي المعروف؛ النور حمد إن تاريخ الأحزاب السودانية منذ تكوينها يتسم بعدم الممارسة الديمقراطية وتنطبق ظاهرة الرئاسة المستدامة للحزب وانحصارها في شخص واحد على كل الأحزاب السودانية، بلا استثناء، يميناً ويسارا، ولا تنتهي رئاسة الزعيم إلا بالوفاة.
عليه فإن حزب المؤتمر السوداني يمثل ظاهرة جديدة في السياسة السودانية من حيث ممارسة الديمقراطية داخل أجهزة الحزب، وفقاً لحمد، ففي عقد واحد من الزمان تغيرت رئاسة الحزب من إبراهيم الشيخ إلى عمر الدقير، الذي أعيد انتخابه رئيسا للحزب لدورة جديدة.
ويقول حمد في حديثه ”لدارفور24“ (اللافت للنظر أن إعادة انتخاب الدقير تمت بالتزكية، وهذا ربما طرح تساؤلاً حول حيوية الحزب من الداخل، وحول فعالية تدريب وتصعيد الأعضاء من الفئة القيادية نحو منصب الرئيس).
ويتفق حمد مع وائل في أهمية الإشارة إلى ما جرى داخل الحزب من إجراءات عقابية على بعض العضوية البارزة وهو الأمر الذي يوسّع دائرة التساؤلات حول الفوز بالتزكية).
لكن حمد عاد وقال إن حزب المؤتمر السوداني يظل ظاهرة جديدة في السياسة السودانية من حيث الحرص على الممارسة الديمقراطية داخل أجهزة الحزب.
وبفوز الدقير بالتزكية لن يكون هناك تصويت على منصب الرئيس فيما يقتصر التصويت أعلى هيئة في الهيكل التنظيمي للحزب.