خاص- دارفور24
انتشرت- الاسبوع الماضي- شهادة فقدان لأحد أهم جنرالات الجيش السوداني في عهد الرئيس المعزول عمر البشير وساعده الأيمن في حربه على الحركات المسلحة باقليم دارفور منذ العام 2003م اللواء احمد عبدالرحيم شكرت.
مهمة خارج الصندوق
عند ظهور حركات التمرد بدارفور في العام 2003م واتسعت دائرة معاركها مع نظام الانقاذ بطريقة لم يعتادها الجيش السوداني، وصل بصورة مفاجئة مقدم في القوات المسلحة يدعى “أحمد عبدالرحيم شكرت الله” الى مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور، واجتمع مع قيادات بعض القبائل، واعلن عن نفرة لمجاهدي الدفاع الشعبي، وفتح معسكرات للتجنيد لقوات سماها “حرس الحدود” مستهدفاً أبناء القبائل العربية للانخراط في صفوفها.
مؤسس “س، ح”
ذاع صيت هذه القوات وتم فتح معسكرات لها في جميع ولايات دارفور الثلاث انذاك وجرى تسليحها بصورة تفوق تسليح القوات المسلحة، وتم تعين ضباط على أساس القبائل، واتهمت وقتها بارتكاب جرائم خطيرة في حق المواطنين في البوادي والحضر، الإقليم، وعرفت هذه القوات اختصاراً “س ح” يفسر عناصر تلك القوات هذا الاختصار “سودان حقنا” بينما يفسره المناوؤن لهم بعبارة “سرقة حلال” وكانت عناصر قوات حرس الحدود فوق القانون، ولهم مقولة مشهورة يرددونها دائما “فوق الله، وتحت شكرت الله”
شكرت الله
تعود اصول اللواء شكرت الله الى ولاية النيل الابيض وتخرج من الكلية الحربية الدفعة 35، وعند سقوط “البشير” في العام 2019م كان قائداً للفرقة العسكرية “الدمازين” وكلف والياً لولاية النيل الازرق قبل ان يتم تعينه قائداً لسلاح المدرعات الذي لم يمض فيه كثيراً.
وفي سبتمبر 2019م احيل للمعاش في خطوة وصفت وقتها بأنها من اجل ارضاء قائد الدعم السريع الفريق “حميدتي” الذي لا يكن له الود.
شهادة جندي
قال أحد عناصر قوات حرس عمل تحت قيادة شكرت الله لدارفور24 إن شكرت الله قاد هذه القوات وحارب بها التمرد في مناطق “ابوقمرة، قرجي قرجي، وارمن كل” وفي مناطق أخرى واشار الى ان قائدهم كان شجاعاً ومقداماً.
وكشف عن علاقة وثيقة تربط شكرت الله مع قائد إحدى حركات التمرد التشادية رئيس التحالف الوطني لتغيير والديمقراطية محمد نور، واضاف ان المعارضة التشادية كانت تقاتل معنا الحركات المسلحة.
لماذا خضع لمحاكمة عسكرية..؟
في عام 2016م قطع شكرت الله دورة تدريبية في الخرطوم وعاد متخفيا الي ولاية غرب دارفور واحتمى وسط مجموعة من المسلحين وقوات تابعة لحرس الحدود وعناصر من المعارضة التشادية، في محاولة لانقاذ قوات حرس الحدود من التلاشي.
وتعددت الروايات وقتها حول الهدف من تجميع هذه القوات فبينما تقول اقوى الروايات ان هذه القوات ترفض قرار دمج حرس الحدود في قوات الدعم السريع، في حين تقول رواية أخرى ان “شكرت الله” ومعه ضباط نافذين من بينهم “البرهان” كانوا يسعون الى تقوية قوات حرس الحدود ويرفضون دمجها، فتم توقيفه بسبب تواجده في دارفور مع تلك القوات، وشكلت له محاكمة عسكرية وبعدها توارى عن الانظار.
العودة الى الأضواء
قبل ثلاثة أشهر بدأ اسم شكرت الله في الظهور متزامناً مع بروز خلافات بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد الدعم السريع ونائبه في مجلس السيادة “حميدتي” وتواود أنباء عن تجميع حشود عسكرية لمليشيات مسلحة في المناطق الحدودية بين السودان ودولة افريقيا الوسطى أغلب عناصرها من افراد قوات حرس الحدود السابقة، وآخرين ناقمين على قوات الدعم السريع.
وتحدثت مصادر متعددة لدارفور24 ان هذه القوات يشرف عليها اللواء شكرت الله ويستقطب لها قيادات عسكرية بطريقة انتقائية حسب معرفته بالعناصر العسكرية التي قاتلت معه في الماضي ووقفت معه ايام الشدة.
رغم اختلاف الروايات حول الهدف من هذه الحشود العسكرية، الا أن اتجاهات الرأي تقول ان هذه القوة تدعم احدي حركات التمرد في افريقيا الوسطى، وتجد دعماً واسعاً من دولة أوربية تخشى من نفوذ روسيا وشركة “فاغنر” الأمنية التي لها قاعدة في المناطق الحدودية مع السودان، ولها علاقات مشبوه مع قوات الدعم السريع.
الإختفاء الغامض
يرى مراقبون ان شكرت الله يمتاز بدهاء وحس استخباراتي لذلك يرجحون ان يكون اختفاؤه للتمويه من اجل السفر إلى الحدود مع افريقيا الوسطى والتواجد مع المليشيات العسكرية التي تم تجمعيها في تلك المناطق لجهة ان هنالك معلومات رصدتها دارفور24 تشير الى وصول لجنة من قيادات امنية بينها اجانب الي موقع تجمع المليشيات.
واشارت المصادر ان اللجنة قامت بحصر القوات وسلاحها ومركباتها ووعدت اصحاب السيارات بتسليمهم قيمة سياراتهم نقداً.
الصراع الأوروبي الروسي في أفريقيا
تشير معلومات أخرى إلى أن شكرت الله معتقل لدى إحدي الجهات الامنية التي تزعجها الانباء الواردة من حدود السودان وافريقيا الوسطى وعمليات الاستقطاب الواسعة لقيادات عسكرية وأهلية بعينها، وتتهم شكرت الله بالاشراف عليها.
وذكرت مصادر لدارفور24 ان تلك القوات تشرف عليها دولة اوربية بالتنسيق مع قوات أمنية في السودان من أجل تغيير نظام الحكم في بانغي الذي تربطه علاقات وثيقة ومصالح اقتصادية مع روسيا التي انشأت قاعدة عسكرية في الحدود مع السودان عبر شركتها الأمنية “فاغنر” وبذلك أصبحت حدود السودان وافريقيا الوسطى ساحة لامتداد صراع النفوذ بين دول الاتحاد الأوربي و أمريكية من جهة وروسيا من جهة أخرى.