الخرطوم- دارفور24
في الخامس والعشرين من أغسطس الماضي وُجِد الطالب بجامعة الجزيرة وعضو لجان المقاومة ومنظمة أبطال الشوارع التطوعية محمد عبدالقادر الزين المشهور ب”الجعلي” مقتولًا ومهشم الوجه داخل غُرفة بدار ايواء المشردين وسط مدينة “ود مدني” عاصمة ولاية الجزيرة قُبيل ساعات من انطلاق مليونية دعت لها لجان المقاومة وعددٌ من الكيانات الثورية، وعلى سطح ذات الغرفة وُجِد الناشط الثوري مهند عبد الحميد أحمد الحسن مشنوقاً.
وقالت لجان مقاومة مدني عقب حادثة مقتل الثائرين في بيان- اطلعت عليه دارفور24- أن ما حدث اغتيال عن قصد وليس قتلًا عشوائيا، وشددت على التوجه القضائي للكشف عن هوية مُنفذي الجريمة والقصاص منهم.
وأبدت تخوفها من افلات الجناة من العقاب، الذي من شأنه استمرار جرائم اغتيال وتصفية الفاعلين في الحراك الثوري، وعضوية لجان المقاومة، ومن هُم في مقدمة الصفوف.
ولايزال الغموض يكتنف ملابسات الجريمة التي أحدثت صدمة قوية لدى أُسر الضحايا ورفاقهم، يقول عضو بلجان مقاومة ود مدني لدارفور24 إن الحادثة سبقها اختفاءُ عضو بلجان المقاومة والعثور عليه مقتولا فيما بعد، وأضاف استهداف الفاعلين بمدينة ود مدني لن يتوقف ما لم يُحاسب الجناة، مستنكراً التباطؤ في الاجراءات المتعلقة بقضايا الشهداء المودعة لدى المحاكم.
وعضد ما ذهب إليه بحادثة العثور على جثة الطفل أحمد عباس- البالغ من العمر 16 عاماً الثلاثاء الماضي- ملقاة في النيل عقب اختفاء دام “3” أيام.
ووفقا لفاعلين في الحراك الثوري- تحدثت معهم دارفور24- فإن الطفل الفقيد عضو في كيان غاضبون بلا حدود بمدينة ود مدني، وهو من المشاركين في المظاهرات الرافضة للانقلاب العسكري منذ قرابة العام، ولا يستبعدون شُبهة جنائية في وفاته، وهذا ما سيؤكده أو ينفيه تقرير الطب الشرعي الذي تنتظره أسرته، التي أبدت تحفظها الإدلاء بأي تفاصيل ما لم تستلم التقرير.
وتقول المحامية رنا عبدالغفار في حديثها لدارفور24 إن تكرار جرائم قتل الفاعلين في الثورة مرده لحالة الفوضى الأمنية التي تعيشها البلاد الفترة الحالية.
وتسائلت “عبدالغفار” عن أسباب ملاحقة الأجهزة الأمنية لمن تتهمهم بقتل عناصرها وإلقاء القبض عليهم وتقديمهم للمحاكمات، فيما تتقاعس عن القيام بواجبها عندما يكون الضحية من المواطنين العاديين، وتتحجج بالطرف الثالث، رغم وجود أدلة وشهود.
وترى”عبدالغفار” أن ما يحدث في مدينة ود مدني الهدف منه ذرع الخوف لدى المتظاهرين والقول بأن كل من يخرج معارضا مصيره سيكون القتل بأبشع الطرق.
وقالت إن القتل والتصفية هي وسيلة من لا حُجة له، فمن يمتلك المقدرة على إقناع خصومه بما يؤمن به ويدافع عنه لا يقتل.