الخرطوم- دارفور24
التاسعة صباح الـ 11 من أبريل الماضي خرج الناشط السياسي أويس أحمد حامد من مقر مسكنه بداخلية كلية التربية التابعة لجامعة الزعيم الأزهري في أمدرمان بمنطقة الشهداء، حي سيد مكي ثم اختفى في ظروف غامضة، وفشلت محاولات أصدقائه وأُسرته المضنية على الرغم من مرور ما يُقارب الـ(50) يوماً من اختفائه في العثور على طرف خيط رفيع ربما يقود إلى مكان تواجده.
ملابسات الاختفاء
وفقاً لما أدلى بِه اصدقائه فإن الناشط السياسي أويس حامد أحمد شُوهد لآخر مرة في صبيحة الحادي عشر من أبريل المنصرم، وبات ليلته الأخيرة في داخليات كلية التربية التابعة لجامعة الزعيم الأزهري في مدينة أم درمان بمنطقة الشهداء حي سيد مكي.
وفقده زملائه بالسكن الجامعي في حدود الساعة الواحدة ظهراً من يوم 11 أبريل حيثُ شهد ذلك اليوم مليونية ذكرى سقوط حكومة الإنقاذ البائدة.
يقول رفاقه في السكن إن الشاب البالغ من العمر “30” عاماً خرج قبل وقت بداية المواكب ما بين التاسعة صباحاً والواحدة ظهراً، كما تُوجَد مُؤشِّرات تدل أن خروجه من السكن لم يكن مُخطَّطاً له فهاتفه النقال وقت فقدانه كان موصولاً بالقابس الكهربائي في السكن الطلابي.
رحلة بحث مضنية
ومنذ اختفائه الذي يُقارب الـ50 يوماً بدأت أُسرته وأصدقاءه رحلة بحث مُضنية ومرهقة بُغْية معرفة مكانه والوصول إليه، شملت رحلة البحث المستشفيات المحيطة بالمنطقة والنِّيابات وأقسام الشرطة والمشارح دون جدوى ودون أثر.
ودُوِّنت الأسرة بلاغاً بفقدانه بقسم شرطة أمدرمان شمال يوم 13 أبريل 2022م، تحت الرقم “6” إلا أنَّه وحتى لحظة كتابة هذا التقرير لم يُثمر البحث عن جديد، وبعد أن تأكَّدت أُسرته وأصدقاءه من خلوّ سجلات أقسام الشرطة والنِّيابات في منطقة سكن “أويس” من إسمه، بالإضافة إلى خلو المستشفيات والمشارح من جثته، بدأ فصل جديد من فصول البحث حيث توجهَّ الجميع للسؤال في السجون والمعتقلات ولم يدَّخر رفاقه وأسرته جهداً إلا وبذلوه، ولا مُعتقلاً أوسجناً إلا وسألوا عنه.
ورغم حملات البحث المحمومة هنا وهناك لم يظهر “أويس” كما لم ترد أيّة معلومة مُؤكَّدة عن مكان تواجده معتقلاً كان أو بمستشفى أو مشرحة!.
الإخفاء القسري للنَّاشطين السياسيِّين
حادثة اختفاء خريج جامعة الزعيم الازهري كلية الزراعة قسم الانتاج الحيواني العام 2020م الناشط السياسي وبائع الكتب المحبوب من الجميع “أويس حامد” ليست الأولى حيثُ تمتد سلسلة طويلة من حوادث الاختطاف والاعتقال والإخفاء لتشمل الشهيد محمد عبد السلام في العالم 1998م الذي أُختطف من داخلية الوسط بجامعة الخرطوم وعُذِّب حتى الموت، وكذلك الشهيد محمد موسى بحر الدين الذي أُختطف بواسطة قطاع الطلاب في المؤتمر الوطني في العام 2009م وعُذِّب ورميت جثته بالقرب من مقابر أحمد شرفي حيث عثر عليه، بالإضافة إلى حادثة إختفاء أحمد ضوّ البيت كادر مؤتمر الطلاب المُستقلِّين والذي اختفى منذ ما يقرب السبع عشرة عاماً ولم يظهر حتى الآن، اضافة حادثة إختطاف وتصفية الشهيد بهاء الدين نوري وحادثة قتل وإخفاء جثة الشهيد ود عكر.