الخرطوم- دارفور24
على نطاق واسع إنتشر مقطع “فيديو” وثق لحظة تعرض فتاة للضرب وانتزاع حجابها والإساءة اللفظية من قبل أفراد يتبعون للشُرطة “الخميس” الماضي في منطقة “الكلاكلة اللفة” جنوب الخرطوم.
“دارفور24” تمكنت من الوصول للفتاة المعتدى عليها حيثُ سردت بالتفصيل الواقعة التي قٌوبلت بالاستهجان والرفض.
أعتداء بالضرب
تقول “ت، ن” في مطلع حديثها لـدارفور24 إنها خرجت للالتحاق بالموكب المُعلن عنه يوم “الخميس” الماضي في منطقة “الكلاكلات” جنوب الخرطوم عند الرابعة مساءً الخميس الماضي، حيثُ اعترض طريقها أفراد يرتدي أثنان منهم الزيّ المدني، بينما يرتدي “2” آخران أزياء تخص الشُرطة.
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=5229080263823330&id=100001642254491
وتضيف: قام أحدهم ويرتدي الزيّ المدني بمناداتي، ولم ألتفت إليه، لظني أنه مجرد شخص عادي، إلاّ أنه أصر وارتفع صوته، وعندما التفت وجدت معه أخرين بزيّ الشُرطة فذهبت إليهم”.
تقول “ت” إن الشخص المعني بادر بسؤالها قائلاً : “إنتِ شغالة في كافي يا مانافعة!” فرددتُ بالنفي وأضفت : “أنا ماشغالة في كافي، وإن كنتُ ذلك، هذا لا يعطيك الحق في تحديد ما إذا كنت نافعة أم لا، قد تجبر الظروف أختك على العمل في كافي” وقبل أن تكمل جملتها، قام بضربها مستخدماً “سوط” يحمله في يده فصرخت في وجهه قائلة : “ماعندك الحق تضربني”.
وتتابع: تفاجئتُ بقوله “إنتِ مش قبل كم يوم تم القبض عليك مع شاب” وهذا لم يحدث قط، علماً بأنها المرة الأولى التي اراه فيها، فنفيت اتهامه، وأخبرته بأنني سالجأ للقانون وأدون بلاغ في مواجهته لهذا الإتهام، فغضب وهاج وقام بضربي مرة أُخرى.
تقول الفتاة بحسرة كُل ذلك حدث وأنا على مقربة من أفراد يرتدون زيّ الشُرطة، وعندما قام أحدهم بمناداتي ظننتُ في الوهلة الأولى أنه سيقوم بإنصافي وحمايتي بيد أنهم طلبوا مني الذهاب معه أو “حنوديك القسم” وتعني قسم الشرطة بمنطقة الكلاكلة اللفة. هُنا كانت الصدمة . تقول: قلتُ لهم، ودوني القسم”.
الطريق إلى قسم الشُرطة
أمسك أحد الأفراد يدي لاقتيادي إلى قسم الشُرطة القريب من موقع حادثة الاعتداء، وفي الطريق، رن جرس هاتفي، فأخذوه مني على الفور، وأجبروني على فتحه، وسألوني عن أسمي، فأجبته، ثم ضحكوا بهستريا، طلبت ُمنهم ارجاع الهاتف، وأنه ليس من حقهم اخذه، ولكنهم لم يأبهوا بما أقوله.
وتزيد: قاموا بفتح “الأستديو” ومشاهدة صور خاصة بي ورفيقاتي ومن ثمة يضحكون بصوت عالي، طلبت ُ منهم ارجاع الهاتف مجددًا، وحاولتُ أخذه، فقام أحدم بـ(لي)يدي بالقوة وواصل اعتداه بوضع يده على وجهي. وصاح :نحن الواحد مِننا عنده مرتين زيك”.
تضيف “ت” في حديثها لـدارفور24 عندما اقتربنا من القسم رفضوا ادخالي لعلمه بعدم قانونية الانتهاكات التي مارسوها في حقي، وحاولوا اخافتي بنظرات التهديد الواضحة في وجوههم، وأمسك أحدهم بيدي.
واردفت: عندما اصريت على دخول القسم قاموا باعادة الهاتف، وطلبوا مني الذهاب فوراً من ساحة القسم الخارجية قائلين :”شيلي تلفونك ده وأمشي أحسن ليك” فذهبت خوفًا نظراً إلى أنني كنتُ بمفردي”.
ترغب “ت” في تدوين بلاغ جراء تعرضها للضرب وانتهاك خصوصيتها بيد أنها تشعر بالخوف على صحة والدتها المريضة والتي فور مشاهدتها لمقطع الفيديو الذي وثق لحظة الاعتداء عليها دخلت في نوبة بكاء هستري. تقول “معاناة والدتي مع المرض أثر عليها كثيراً، كانت سابقاً دائماً ماتطلب مني الكفاح وعدم الاستسلام ومحاسبة من يظلمني، لكنني شاهدتها ذلك اليوم ضعيفة” لأول مرة، وطلبت مني عدم الخروج من المنزل مرة أخرى نهائياً، وبل طلبت مني عدم الذهاب إلى الجامعة”
وتعرفت محدثتنا على أحد أفراد الأمن الذين اعتدوا عليها، حيث انتشرت صورة له، عقب مظاهرات “الخميس” الماضي التي نفذتها لجان مقاومة الكلاكلات، وأسفرت عن سقوط شهيدين.
واشارت لـدارفور24 إلى أن صاحب الصورةـ مرفقة مع المادةـ كان ضمن المجموعة قائلة: أخذ ومن معه هاتفي، وشاهدوا صور ليً وصديقاتي ويضحكون، وعندما اعترضت قال لي: “حأضربك” ملوحاً بعصا من الحديد يحملها في يده.