نيالا- دارفور24
يشعر التلميذ يس محمد عثمان “12” عام بأن فرصة مواتية لمواصلة تعليمه اتيحت له بعد أن بدأت وزارة التربية والتوجيه في تطبيق منهج “التعليم الدامج” في مدارس ذوي الاحتياجات الخاصة بالولاية، يس يدرس في الصف الخامس بمدرسة القيادة الابتدائية بمدينة نيالا عاصمة جنوب دارفور بُترت زراعيه بعد اصابته بمرض مجهول وهو في الخامسة من عمره.
يس يقول لدارفور24 إنه تلقى مساعدة كبيرة من والديه وأسرته وتهيئة كل الظروف لمواصلة دراسته، وأضاف: لكن أخيراً أدخلت الوزارة برنامج “التعليم الدامج” بتوفير فصول ومكتبات خاصة بنا، واساتذة أكفا،ء ولا نشعر بالعزلة، وتم تصميم الفصول الدراسية لوصول جميع ذوي الإعاقة إليها”.
يس ضمن آلاف التلاميذ من ذوي الاحتياجات الخاصة يرى في فكرة “التعليم الدامج” إنصافهم كشريحة تمثل أقلية في المدارس.
وتحتل ولاية جنوب المرتبة الثانية بعد العاصمة السودانية الخرطوم من حيث عدد الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة والمؤسسات التعليمية الخاصة بهم، في وقت شرعت وزارة التربية والتعليم الاتحادية وشركاؤها من المنظمات الدولية المهتمة بتعليم هذه الشريحة في تنفيذ تجربة دمج هؤلاء الطلاب في المدارس والمجتمع.
ويقول مدير الإدارة العامة للتربية الخاصة بوزارة التربية والتوجيه بالولاية محمد عبد القادر أبرشي- لدارفور24- إن عدد الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة بالولاية بلغ 3 آلاف طالب وطالبة، يدرسون في 19 مدرسة بمراحل “الرياض، الأساس والثانوي”
وبحسب أبرشي فإن انواع الإعاقة وسط الطلاب تتراوح ما بين السمعية والبصرية والحركية والذهنية، تتواجد اغلبها في محليات “قريضة، مرشينج وام دافوق” لكنه نبه الى إرتفاع حالات الإعاقة السمعية بصورة لافتة بمحلية نتيقة شمال شرقي مدينة نيالا لاسباب غير معلومة- على حد قوله-
ولتطوير تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة تبذل وزارة التربية والتوجيه بالولاية مع شركائها والوزارة الاتحادية جهوداً لرفع قدرات المعلمين، وتوفير البيئة المناسبة للطلاب، وقال مدير قطاع التعليم والإعلام بالـ “يونسكو” دكتور أيمن بدري أن إدخال التلاميذ ذوي الاحتياجات الخاصة في مناهج التعليم العام سيسهم في التوعية بالقضايا التعليمية لذوي الإعاقة داخل المؤسسات التعليمية.
وأوضح أيمن خلال تصريحات صحافية أن تنفيذ الـيونسكو وشركائها من إدارة التعليم المختلفة تجربة لمدراس دمج بمواصفات تتناسب مع ذوي الاحتياجات الخاصة من تهيئة للبيئة وتوفير لغرف المصادر حسب توجيهات الخبراء بولايتي الخرطوم وجنوب دارفور.
وأوضح مدير التربية الخاصة بجنوب دارفور عبد القادر ابرشي أنهم يسعون لتطبيق تجربة دمج الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة، وذلك من خلال مشاركتهم في ورش تقييم تجربة دمج الطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس والمجتمع التي نظمت في مطلع مارس الماضي بالعاصمة الخرطوم.
اضافة الى تدريب 38 من معلمي الولاية ضمن مشروع مساندة عملية الدمج، عبر ورش متقدمة في لغة “الإشارة والبرايل” بدعم من منظمتي “يونسيف ويونسكو” وتم توفير 4 مكتبات متكاملة تحتوي على معدات مدرسية ورسومات وكتب اطفالية وألعاب مختلفة خاصة بذوي الاحتياجات الخاصة في مرحلة الاساس.
وكشف عن مساعي ادارته لزيادتها مستقبلاً عبر تصميم مكتبات بمواصفات خاصة بالمرحلة الثانوية، واوضح أنه تم إختيار ولايتي جنوب دارفور والخرطوم لتنفيذ مشروع التعليم الدامج نسبة لوجود أكبر اعداد من الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة.
وأوضح أبرشي أن منظمة خدمات الغوث العالمية “تاث” التي تهتم بتعليم ذوي الاعاقة قدمت 90 جهاز حاسب آلي “tab” وأقراص خارجية “ذاكرة” لإتحاد المكفوفين، لتمكينهم من إستخدام برنامح الناطق لتعليم منهج الصف الثامن أساس، والأول والثاني والثالث من المرحلة الثانوية، ومن ثم تم تدريب التلاميذ ذوي الاحتياجات الخاصة وأسرهم بمحليات بلدية نيالا ونيالا شمال ومرشينج وأم دافوق على هذه الأجهزة.
وقال أن أدارته قامت بتوزيع 37 عصا و22 كرسي للتلاميذ الذين لا يستطيعون المشي لمساعدتهم وإستهداف مخيمات النازحين واللاجئين ضمن البرنامج.
وأقر أبرشي بوجود صعوبات تواجه عمليات الدمج وقبول المجتمع بذوي الاحتياجات الخاصة، مؤكداً جلوسهم مع المجالس التربوية لتهيئة البيئة المحيطة بهؤلاء الطلاب للوصول إلى الدمج الإجتماعي والأكاديمي الذي يخططون له.