نيالا- دارفور24
بعد اسبوع من الغموض وتضارب المعلومات الذي اكتنف حادثة اعتداء القوات الروسية- المسئولة عن حماية الشركات الروسية التي تعمل في مجال التنقيب عن المعادن- على العاملين في مناجم الذهب من “السودانيين والتشاديين والمواطنين محليين من افريقيا الوسطى” في منطقة “اندها” بافريقيا الوسطى، قال أحد الناجين من ابناء منطقة بلبل ابوجازو 46 كيلو متر غربي مدينة نيالا عاصمة جنوب دارفور ادم زكريا ابكر ان القوات الروسية قتلت اكثر من 20 شخصاً عندما هاجمتهم في قرية “قورديل” الأحد الماضي، وأن عدداً من عمال المناجم لا زالوا في مفقودين، وأوضح ان الهجوم وقع على العمال أثناء عودتهم الى المنجم بعد الانتهاء من عمليات “طحن” الحجارة التي تسبق مرحلة استخلاص الذهب بواسطة المواد الكيميائية.
وتنشط في المناطق الشمالية لافريقيا الوسطى حركة “السليكا” المسلحة المعارضة لحكومة افريقيا الوسطى، بينما تتولى شركة الأمن الروسية “فاغنر” مساعدة الحكومة للقضاء على مسلحي الحركة.
وأبان أن سكان قرية “قورديل” قاموا بعمليات دفن جثث القتلى بمقابر المنطقة وتحريز ممتلكاتهم الشخصية وتسليمها لاحد أقاربهم الذي وصل إلى موقع الحادث عقب الانتهاء من عمليات الدفن.
وأدى سكان منطقة بلبل ابوجازو بجنوب دارفور التي فقدت اربعة من أبنائها صلاة الغائب على أرواح أبناء المنطقة وهم “محمد مهدي محمد ابكر المشهور “بالمهدية” ونزار موسى علي حماد، الغالي النور، وحمادة سليمان احمد” ويقدر عدد السودانيين الذين يعملون في مناجم “سن كيلو، واندها” بافريقيا الوسطى بنحو 10 آلاف عامل.
ويقول ادم زكريا ان العاملين في منجم “اندها” فروا بعد الهجوم على المنجم، ولازال مصير بعض الفارين مجهولاً، دون توفر أي معلومات عن أوضاعهم ومناطق تواجدهم في الوقت الحالي.
وذكر زكريا بعد وصوله مسقط رأسه “بلبل ابوجازو” إنه نجا من الموت بأعجوبة بعد أن اعترضتهم قوات “فاغنر” الروسية اثناء فرارهم من المنجم بمواترهم، وأضاف: أثناء فرارنا وجدنا أنفسنا في مواجهة مدرعات القوات الروسية “وجها لوجه” فاضطررنا الى ترك المواتر وهربنا الى الغابات الكثيفة.
وأضاف: لكن قوات فاغنر الروسية تمكنت من قتل 9 من الفارين من المنجم على مسافة قريبة من الموقع الذي إلتقوها فيه، وأوضح أن ثلاثة من القتلى التسعة من ابناء منطقة بريدية شرقي مدينة رهيد البردي بجنوب دارفور وآخرين من مدينة رهيد البردي وام دافوق ومناطق أخرى.
وقال آدم ذكريا إنه وصل الى قريته برفقة اشخاص في أوضاع صحية- وصفها- بالمذرية، وان هناك 13 شخصاً من أبناء المنطقة أخبارهم مجهولة ولا يعلمون مصيرهم حتى الان.
فيما أبدى أسر القتلى سخطهم على صمت السفارة السودانية بافريقيا الوسطى ووزارة الخارجية السودانية وحكومة جنوب دارفور لعدم متابعتها احوال المفقودين والقتلى الذين ينحدرون من مناطق دارفور المختلفة.
وطالبوا رئيس مجلس السيادة للتدخل العاجل لمعرفه احوال المفقودين ومحاسبة الذين قتلوا ذويهم كما طالبوا حكومة ولاية جنوب دارفور بالتحرك العاجل لمتابعة ملابسات الحادث ومصير المفقودين الذين ينتمي عدد كبير منهم الى مناطق جنوب دارفور.
وقال مدير شرطة جنوب دارفور اللواء محمد أحمد الزين لدارفور24 ان لجنة أمن الولاية ليست لديها تفاصيل عن الحادثة لجهة انها وقعت في دولة أخرى، لكنه ذكر أن الاجراءات الخاصة بهذه الاحداث تمت بواسطة مفوضية العون الانساني بالولاية.
بينما قال والي جنوب دارفور المكلف حامد التجاني هنون الذي زار مدينة ام دافوق الحدودية مع افريقيا الوسطى إنه ليس لديه علم بالاحداث التي وقعت في منجم “اندها” الافرووسطية.
وظل ناشطون وأسر الضحايا يتداولون في مواقع التواصل الاجتماعي منذ نحو اسبوع صوراً للضحايا وفيديوهات للحرائق التي إلتهمت منجم “اندها” جراء الهجوم المسلح على المنجم.
حيث كتب الحسين ابونضال في صفحته على فيسبوك اليوم افتقدت صديقي ورفيق دربي “أحمد شحتوة” الذي قتل على أيدي القوات الروسية بافريقيا الوسطي، بينما كتب الشفيع ود البلابل ان منطقة ابوجازو ودعت خيرة شبابها الذين قتلوا بواسطة القوات الروسية.