الضعين- دارفور24
بعد أن فقدت “كلتوم” اثنين من ابنائها خلال اسبوع بسبب مرض الحصبة، ضمن 20 طفلاً من منطقة “فنقا” التي تبعد 70 كيلو متر جنوبي مدينة الضعين واصابة اكثر من 100 خرجت سراً إلى أقرب مركز صحي لمنقطتها تبحث عن علاج لانقاذ حياة بقية أبنائها الثلاثة، بعد أن يأست من علاج الأعشاب الشائع في مجتمعها.
طلبت “كلتوم سنين” من المعاون الصحي الموجود في منطقة “أبي سنيدرة” التابعة لمحلية الفردوس بشرق دارفور علاج لأبنائها من مرض الحصبة بشرط ألا يخبر زوجها بأنها أخذت علاجاً منه، لأن زوجها يعتقد- مثل غيره من مجتمعه- بأن المصابين بمرض الحصبة يموتون اذا تناولوا جرعة من العقاقير الطبية، حيث حيث درج أهل الريف والبدو في ولايات دارفور منذ القِدم يعالجون مرضى الحصبة بشرب ماء دافء مع صفق بعض الاشجار.
قصور حملات التطعيم
عزا المدير التنفيذي لمحلية الفردوس حمدان اسحق المصري لدارفور24 انتشار المرض وسط الأطفال بالمحلية الى عدم انتظام حملات التطعيم ضد أمراض الطفولة الستة في المناطق البعيدة عن رئاسة المحلية، بالرغم من توفير الدعم المالي مركزياً وعالمياً عبر منظمة الصحة العالمية، إضافة الى أنه اذا وصل فريق التطعيم إلى القرى لن يجد الأطفال بسبب الترحال والرعي والسعي وراء الكلأ والماء.
معتقدات تفاقم الوضع
في حالة ظهور المرض في المنطقة فإن الأهالي يخفون المرضى خوفاً من معرفة الحكومة التي تجبرهم على تناول العقاقير الطبية، وهم يعتقدون أن مرض الحصبة لا يعالج بجرعات طبية، وأنه في حال تناول المريض لأي علاج فإنه سيموت في الحال، كذلك يرفض الأهالي تقديم وجبة غذائية للمريض لاعتقادهم إن الأكل الجيد أيضاً يتسبب في موت المصاب بالحصبة، لذلك يستخدمون أوراق الأشجار ونشويات من الدخن.
تاريخ المنطقة مع الحصبة
قالت وزارة الصحية بولاية شرق دارفور في بيان إن المنطقة لها تاريخ مع المرض حيث ظهر فيها في الأعوام “2013 ،2014، 2015 ،2021 وفي فبراير 2022م” وعزت الوزارة انتشاره بالمنطقة إلى وجود بدو متنقلين يصعب تطعيم اطفالهم باستدامة، بالإضافة الى وجود ثلاثة معسكرات للاجئيين بالمحلية، وقالت ان المضاعفات وسوء تغذية المصابين أدى الى ارتفاع حالات الوفاة وسط الأطفال.
ضعف البنيات الصحية
أقرت وزارة الصحة بالولاية بضعف البنية الصحية في القرى البعيدة، حيث يوجد كادر صحي واحد بدرجة معاون صحي، اضافة الى أن عمليات التعطيم الوقائي غير منتظمة، وذكرت أنه لإيقاف ظهور الحصبة مجدداً، لابد من انشاء وحدة تحصين ثابتة في الوحدة الصحية بالمنطقة، وتوفير ثلاجة تعمل الطاقة الشمسية لحفظ الأدوية والعقاقير، اضافة الى وضع خطة للتطعيم الوقائي للقرى، تستهدف جميع الأطفال دون عمر 15سنة.
تحسن الحالات بعد التدخل
وأشارت الوزارة الي تحسن معظم الحالات بعد تناولها “فيتامين أ، المضادات الحيوية، السوائل الوريدية، أملاح التروية الفموية، الزنك ، ومسكنات الحرارة” في وقت كثفت فيه المسح في جميع القرى للبحث عن حالات جديدة او مصابة بسوء التغذية.