تقرير- دارفور24
أثار مصرع القائد محمد ابراهيم “ابوجمبة” في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور السبت الماضي في اشتباكات مسلحة مع القوة المكلفة بحراسة المقر السابق لبعثة “يوناميد” جدلاً واسعاً في اقليم دارفور، سيما وانه يقود مجموعة مسلحة تضاربت الأنباء حول انتمائها.
ففي الوقت الذي ذهبت في الأخبار الاولية فور وقوع الاشتباكات الى انتماء “أبوجمبة” الى “حركة التحالف السوداني” التي يقودها والي غرب دارفور، قالت الحركة في بيان ان المجموعة التي يقودها “أبوجمبة” متمردة وهاجمت مقر البعثة من أجل النهب والسرقة.
تضارب البيانات والتصريحات
فور وقوع الاشتباكات قال والي شمال دارفور نمر محمد عبدالرحمن- في مؤتمر صحفي- ان أبوجمبة لا يتبع لحركة التحالف السوداني وانما رجل عصابة، وله تاريخ حافل بانتهاكات حقوق الإنسان، ونهب ممتلكات المواطنين، واضاف: ابوجمبة كان يدعي انتمائه للتحالف لكن لاحقاً تأكدت لجنة أمن الولاية بأنه متفلت يقود عصابة هدفها فقط النهب والسرقة.
وقال الناطق الرسمي باسم التحالف السوداني “حذيفة محي الدين البلول” في بيان ان الاشتباكات كانت بين القوة المشتركة الخاصة بحراسة مقر البعثة ومليشيا متمردة هاجمت المقر بغرض النهب والسرقة، بل ذهب الى أبعد من ذلك بأن طالب بالتحقيق الفوري للكشف عن هوية المجرمين وتقديمهم للعدالة.
الاشتباكات التي شهدها مقر البعثة بمدينة الفاشر عصر ذاك اليوم راح ضحيتها ملازم أول من قوات الدعم السريع وقائد بارز في قوات التحالف السوداني يدعى “الفضيل المليك” بالاضافة الى ابوجمبة وأحد جنوده، وجاء الحادث في اعقاب سيولة أمنية شهدتها المدينة أسفر عنها نهب وتخريب مقر بعثة اليوناميد ومخازن برنامج الغذاء العالمي وبعض مقار المنظمات والمؤسسات الحكومية، وعلى إثر ذلك شكلت حكومة الولاية قوة أمنية مشتركة من الجيش والشرطة والدعم السريع وقوات حركات الكفاح المسلح وأوكلت لها مهمة حماية المقر.
تدخل الوالي السابق
تضارب التصريحات حول انتماء القائد ابوجمبة دفع والي شمال دارفور السابق محمد حسن عربي الى نشر معلومات قطعت بانتماء “أبوجمبة” لقوات التحالف السوداني.
وقال عربي “سمعت لأول مرة عن القائد ابوجمبة من رئيس التحالف خميس ابكر والي غرب دارفور الحالي، إذ تلقيت مكالمة من “خميس” يخطرني بزيارة القائد ابوجمبة لولاية شمال دارفور”
وذكر عربي أن مجموعة “ابوجمبة” كانت من اوائل القوات الموقعة على السلام التي زارت مدينة الفاشر، وكان فى استقباله وفد رسمي ضم ممثلين “للحكومة، الجيش، الدعم السريع، المخابرات و الشرطة” وحلت القوة فى ضيافة الولاية، وتم تعريفه بأعضاء لجنة أمن الولاية، ودعاه قائد الجيش الى قيادة القوات المسلحة.
“عربي ونمر” وأنشطة ابوجمبة
الوالي السابق محمد عربي أشار الى وجود تقارير دون أدلة وصفها بالمثيرة للقلق حول نشاطات “ابوجمبة” ولكن تلك النشاطات سواء كانت صحيحة ام لا، لا تنف انه كان قائد لحركة موقعة على السلام فى جوبا برئاسة خميس ابكر الوالي الحالي لولاية غرب دارفور، كما أشار الى ذلك الوالي نمر عندما وصف أبوجمبة بأنه رجل عصابة، وله تاريخ حافل بانتهاكات حقوق الإنسان، ونهب ممتلكات المواطنين.
هل تعرض ابوجمبة للتصفية
الناطق الرسمي للحركة الشعبية إقليم دارفور امين نصرالدين حمزة قال: ما جرى لأبوجمبة يُعد خيانة عظمى وعملية تصفية مدبرة من الوالي نمر عبد الرحمن، وأكد في بيان- اطلعت عليه دارفور24- ان مجموعة ابوجمبة هي إحدى فصائل التحالف السوداني.
واتهم نصر الدين حكومة شمال دارفور باستدعاء أبوجمبة واستدراجه إلى المقر السابق لليوناميد لحل مشكلة بين الرفاق- على حد قوله-ولكن الأيادي- التي وصفها- بالغادرة والغشيمة التي لا تشبه أيادي المناضلين إطلقت عليه النار بعد ان سلم هو وكل حرسه السلاح للقوة المتواجدة داخل المقر.
واستنكر البيان المعلومات التي أوردها والي شمال دارفور في مؤتمره الصحفي عشية الحادثة، وقال بكل اسف كان مؤتمراً صحفيا جباناً، قاطعاً بأن ابوجمبة كان القائد الوحيد الذي حافظ على ممتلكات “يوناميد” بعد ان تم العبث بها من قبل كل الجهات، وعلي رأسها “الوالي نمر” وتم ومكافأته بمبلغ مالي من أمين الحكومة.
إعتراف رئيس التحالف
بعد تواتر المعلومات المؤكدة لانتماء ابوجمبة للتحالف السوداني، أقر رئيس التحالف “خميس عبدالله” بأن القوات التي قامت بمهاجمة مقر اليوناميد التي يقودها “ابوجمبة” هي حركة داخل التحالف السوداني مشيراً الي انهم موقعون ملتزمون باتفاق جوبا.
لكنه عزا ما حدث الى عدم تنفيذ بند الترتيبات الأمنية وقال خميس في حديثه لبرنامج تلفزيوني ان عدم قيام الترتيبات الأمنية هو السبب الرئيسي التفلتات الأمنية بدارفور، وأضاف: هذه التفلتات فردية ولا تمثل تمرداً وان قيادة التحالف متواصلة مع قوات “ابوجمبة” عبر مكتب الفاشر.
ويرى مراقبون ان دخول قوات الحركات المسلحة المدن وتمركزها وسط الاحياء السكنية يعتبر السبب الرئيسي في الفوضى الأمنية وحوادث القتل التي تنتشر في مناطق متعددة بدارفور.
ونبه المراقبون الي ضرورة الإسراع في تنفيذ بند الترتيبات الأمنية، وقبل ذلك تجميع القوات في معسكرات محددة ووضعها تحت قيادة موحدة وصارمة تجنباً لفوضي امنية قد تكون شاملة.
جدلية انتماء أبوجمبة للتحالف السوداني من عدمه لا تعني ان القوات النظامية والسلطات التنفيذية في معزل عن الفوضى الإدارية والأمنية التي جعلت الواليين السابق والحالي لشمال دارفور يتسابقان في التصريحات من أجل إثبات ان ابوجمبة متلفت ام رجل سلام وجاء الي عاصمة الولاية بصورة رسمية واستقبال أمني وكان احد أعمدة الاجهزة الامنية.