الضعين- دارفور24
قبل عشرة ايام كانت الطفلة “الدش محمد احمد” ذات ال13عاماً تلهو مع أقرانها بألعاب أطفالية اعتادوا عليها بعد وجبة العشاء من كل يوم، لحظتها كان حديث الرجال في الضرا وهو مكان تجمع الرجال لتناول وجبة العشاء يدور عن ظن أحدهم وجود هاتف مكالمات تستخدمه بنات العشيرة في محادثات غرامية مع أخرين، ويعد الرجال في مجتمع عشائري محافظ مثل المجتمع الرعوي بدارفور تحدث الفتاة بالهاتف قلة أدب ونافذة يدخل العار بواسطتها الي شرف العشيرة، أتفق أخوان وأعمام الطفلة الدش على تعذيبها ضمن أربعة فتيات أكبرهن عمرها 16عاماً لانتزاع أعتراف منهن مع مّنْ يتحدثن وكيف وصل اليهن التلفون، لتتعرض الفتيات الي تعذيب قاسي راح ضحيته اثنتين منهن في الحال واجهضت الثالثة طفل ستة اشهر وأصيبت الرابعة بأذى جسيم .
تفاصيل الجريمة
تروي عمة احدى الفتيات فضلت حجب هويتها لدارفور24 التفاصل بقولها :
اتفق رجال العشيرة على تأديب البنات ومن ثم اقتاد نحو 11 شاب بينهم أشقاء وأبناء عمومة الطفلات
الأربع وهن: الطفلة اليتيمة ذات ال 15 عام حواء حامد فضيل، مريم محمد إدريس تارس 14عام، مريم حسين إدريس 16 والدش محمد أحمد 13عام من أمام أمهاتهن- برغم توسلات الامهات- الي غابة تجاور قرية “اللجام” التابعة لمحلية عسلاية 45 كيلو متر غربي مدينة الضعين عاصمة ولاية شرق دارفور، وفي تلك الليلة المظلمة، وفي مسافة بعيدة عن أعين الناس مارس الشباب تعذيباً قاسياً على الطفلات ضرباً بالسياط والعصي، فانهارت تحت التعذيب الشديد قوى “حواء حامد فضيل” لتسقط على الارض ولا تزال السياط تنهش جسدها حتى سكنت حركتها تماماً خرجت روحها، عقبها سقطت “مريم محمد ادريس تارس” هي الاخرى في حالة اغماء.
عاد الشباب وبمعيتهم الطفلة “الدش محمد احمد ومريم حسين ادريس الحبلى في شهرها السادس لتجهض جنينها في الحال من جراء التعذيب.
لم يسأل رجال العشيرة الفتاتين عن مصير “حواء ومريم” باعتبار ان ما جرى لهن عقاب يستحقنه، لكن قلب عم “حواء” رق لكونها يتيمة توفى والداها قبل سنوات، ليذهب الي مكان التعذيب، فوجدها قد فارقت الحياة، حملها على اكتافه وعاد بها الى بيت زوجها، ثم قام جيران الاسرة بالذهاب مكان التعذيب وعادوا بجثة مريم محمولة على سرير.
تستر وضغوط مجتمعية
اتفق كبار العائلة على دفن الجثتين دون فتح بلاغ جنائي ولا اقامة عزاء، ومارس شباب العشيرة الذين شاركوا في تعذيب الفتيات نشاطهم كالعادة دون أي أعتبار لما حدث من جريمة، بيد أنه تحت ضغط الجيران وإلحاحهم وافق أهل الناجيات من الموت وهن الطفلة “الدش محمد احمد، ومريم حسين” على عرضهن للعلاج في المركز الصحي للقرية.
منذ وقوع حادثة التعذيب قبل نحو اسبوعين دخلت ثلاث من امهات الفتيات في اضراب عن الطعام، وبحسب المصدر فان الامهات حالتهن الصحية سيئة، وهن يطالبن باعتقال المتورطين في تعذيب بناتهن واقسمن ألا يصافحن ابنائهن المشاركين في التعذيب.
تدخل حكومي
انتشر الخبر في ولاية شرق دارفور حتى وصل مسامع السلطات الحكومية، بعد ثمانية أيام تحركت لجنة أمن الولاية برئاسة الوالي المكلف “اسماعيل عبدالله” الي محلية عسلاية، استمعت الي تفاصيل الجريمة، قررت ان تتولى الدولة القضية، ليقوم المدير التنفيذي للمحلية “يوسف عبدالمحمود” بفتح بلاغ جنائي تحت المادة 44 اجراءات في الحق العام بشرطة عسلاية ولما وصل البلاغ الى النيابة العامة أمرت بتحويله الي المادة 130القتل العمد.
وقال مدير شرطة الولاية اللواء صالح المبارك لدارفور24 ان المتهمين الثلاثة الرئيسيين في جريمة القتل تحت التعذيب ينتمون لقوات الدعم السريع، وأضاف: لذلك خاطبنا قائد قطاع الدعم السريع بشرق دارفور العميد “حسين منزول” لتسليم المتهمين الثلاثة الي الشرطة توطئة لتقديمهم للعدالة.
بينما نفى المجلس الاعلى لرعاية الطفولة بشرق دارفور علمه بالجريمة، لكن المسئول بالمجلس “حميدان الصادق” قال لدافور24 ان ولاية شرق دارفور حازت على المرتبة الاولى في تصنيف الولايات في زواج القاصرات، وذكر ان دور مجلس الطفولة ينحصر في التوعية بحقوق الأطفال.