نيالا- دارفور24
أثار اعتصام محلية “مكجر” بولاية وسط دارفور قضية انتاج “صمغ اللبان” من اشجار “الرُطرُط” باقليم دارفور بواسطة مستثمرين وعمال من ولايات شرق السودان، وسط اجراءات يكتنفها الغموض.
الاعتصام الذي اكمل اسبوعه الثاني يطالب منظموه بايقاف عمليات طق اشجار الرُطرُط المنتجة لصمغ اللبان، والتي اعتبروها نهباً لموارد المنطقة، التي هجرها سكانها الى مخيمات النزوح جراء الحرب التي عاشها الاقليم في العقدين الماضيين.
وقال الناطق الرسمي باسم المنسقية العامة لمخيمات النازحين واللاجئين بدارفور آدم رجال لدارفور24 ان الاعتصام السلمي الذي بدأت فعالياته قبل اسبوعين بمباني محلية مكجر- وهو إعتصام يشارك فيه نازحو وسكان المنطقة- يطالب بإيقاف طق أشجار “الرطرط” وابعاد المستثمرين في هذا المجال من اقليم دارفور.
وظهرت منذ العام 2017م مجموعات عمالية يتم جلبها بشاحنات ولواري من شرق السودان الى مناطق في دارفور، لتشغيلهم في طق أشجار “الرُطْرُطْ” وهي الاشجار المنتجة لصمغ اللبان، الا أن الظروف التي أتت بهؤلاء العمال يكتنفها الغموض، لجهة انهم يعملون في بعض المناطق دون علم السلطات المحلية بدارفور.
لكن الناطق باسم النازحين واللاجئين قال ان المعتصمين يطالبون كذلك باقالة ثلاثة من زعماء الادارة الأهلية بمحلية “مكجر” يتهمهم المعتصمون بالتعاون مع المستثمرين لانتاج صمغ اللبان، في وقت يعيش فيه اغلب سكان المنطقة في مخيمات النزوح.
وكان والي وسط دارفور اديب عبد الرحمن قد اصدر قراراً قضى بوقف نشاط طق أشجار الرُطْرُطْ بارجاء الولاية، الا ان قراره لم يجد التنفيذ في بعض المناطق، وطالب المعتصمون الجهات المختصة بالالتزام بتنفيذ هذا القرار حفاظاً على الموارد الاقتصادية للمنطقة.
وأوضح مدير عام وزارة الانتاج بوسط دارفور التاج عبد الرحمن الزين ان المناطق الشمالية والشرقية من الولاية التزمت بتنفيذ قرار الوالي واوقفت طق شجر الرطرط بصورة نهائية، وبينما جاءت مجموعات من العمال من شرق السودان الى الوزارة للسماح لهم بطق شجر الرُطرُط الا ان الوزارة رفضت، لكن زعماء الادارة الاهلية بمحلية مكجر سمحوا لهم، وهو الامر الذي دفع السكان المحليين للاعتصام.
وابان لدارفور24 ان ادارة الغابات اجرت دراسةً علميةً بالتعاون مع جامعة زالنجي اكتشفت فيها ان 40% من اشجار الرُطرُط التي تعرضت لعمليات الطق خلال العامين الماضيين ماتت بسبب الطق غير العلمي.
وقال مدير الهيئة القومية للغابات بوسط دارفور زكريا محمد احمد ان وسط دارفور من الولايات ذات الكثافة العالية باشجار الرُطرُط المنتجة لصمغ اللبان لجهة انها من المناطق الجبلية التي تنبت فيها هذه الاشجار، وأكد ان اشجار الرُطرُط تعد ثروة غابية لانها تنتج صمغ اللبان بجودة عالية وقيمة اقتصادية كبيرة.
وبين زكريا أن عمليات انتاج صمغ اللبان كانت تمارس بعلم سلطات الولاية ووفقاً لاجراءات صارمة يتم خلالها تحديد بداية ونهاية عمليات الطق، بالاضافة الى تحديد المساحات لكل مستثمر، وتحميله مسئولية أية أضرار تلحق بالاشجار جراء عمليات الطق.
وقطع بأن الهيئة ملتزمة بقرار الوالي القاضي بمنع طق أشجار الرطرط، وتوقفت عن اصدار أي تصديقات جديدة لانتاج صمغ اللبان، لكن هناك تجاوزات في بعض المناطق من بينها محلية مكجر التي يعتصم سكانها للمطالبة بوقف هذا النشاط.
في الاثناء قال مدير الغابات بجنوب دارفور عبد الله ادم عثمان لدارفور24 ان الاعتماد على عمال من شرق السودان لانتاج صمغ اللبان يأتي من باب عدم خبرة سكان دارفور بالعمليات الفنية الخاصة بطق أشجار الرطرط المنتجة لصمغ اللبان، لكنه نبه الى ان ممارسة هذا النشاط بجنوب دارفور تتم وفق اجراءات وضوابط معلومة للجميع، حيث يبدأ بموافقة اتحاد منتجي صمغ اللبان ورجال الادارة الاهلية ودفع رسوم لحكومة المحلية ومن ثم يتم استخراج التصديق بمزاولة العمل من ادارة الغابات بالولاية.
ويقول عبد الله- وهو حائز على درجة الماجستير في صمغ اللبان- إن أشجار الرطرط توجد في حزام يمتد من جبل مرة الى تشاد وافريقيا الوسطى، واضاف: علمياً عمليات طق أشجار الرطرط تبدأ في منتصف شهر اكتوبر الحالي، وتترك الاشجار في فصل الخريف لتستفيد من مياه الامطار، لجهة ان طقها في فترة الامطار قد يلحق بها الضرر ويؤدي الى موتها، خاصة اذا لم يكن لدى عمال الطق الخبرات والطرق العلمية.
وذكر ان السلطات بجنوب دارفور تسعى الآن لنقل خبرات عمال شرق السودان في عملية الطق الى السكان المحليين، لجهة ان الولاية تتمتع بمساحات واسعة من أشجار الرطرط.
ونبه مدير الغابات بجنوب دارفور الى القيمة الاقتصادية لصمغ اللبان وقال هو مصدر لا يقل اهمية عن الصمغ العربي حيث يسهم في توفير العملات الصعبة للبلاد، ويدخل في انتاج الكثير من الادوية، وبيّن ان جنوب دارفور انتجت خلال السنوات الماضية نحو 131،335 قنطار في العام 2018م وفي العام 2019م انتجت 82،576 قنطار، كما انتجت في العام الماضي 61،363 قنطار، وفي العام الحالي حتى شهر سبمتبر المنصرم بلغ انتاج الولاية 108،835 قنطار.
ويقول المعتصمون في منطقة مكجر بوسط دارفور ان عمليات الطق تتم بدون علم السكان المحليين، وذكر الناطق باسم المنسقية العامة للنازحين واللاجئين ادم رجال ان عمليات طق أشجار الرطرط في مناطق “داركوبرا، وداركولي، زامي تويو،وزامي بيا، التي يعيش اغلب سكانها في مخيمات النزوح.