الحدود السودانية الاثبوبية- دارفور24
لم يكن سهلاً على سكان مناطق الفشقة التي استعادتها القوات المسلحة من أيدي الاثيوبيين ان يتعاملوا مع أي جندي يرتدي زياً عسكرياً حتى وان كان جندياً سودانياً، هذا ما كشفه لدارفور24
الرقيب في القوات المسلحة السودانية بقاعدة ود عاروض “أ، ع، أ” حيث قال انهم وجدوا صعوبة في التعامل مع سكان المناطق التي استعادتها القوات المسلحة من المليشيات الاثيوبية، وأضاف علمنا بعد ذلك أن ممارسات تلك المليشيات وبطشها بالسودانيين ترك في نفوسهم خوفاً من الزي العسكري، فكانوا يهربون من الجلوس أو التحدث معنا في السوق وفي أماكن تجمعاتهم، لكن بعد تداخل تدريجي استطعنا نزع الخوف من دواخلهم.
وأضاف في حديثه لمندوب دارفور24 “الآن كما ترى نحن والمواطنين في سوق قرية “ود عاروض” التي كانت تحت سيطرت الجانب الاثيوبي نقضي اوقاتنا مع بعض وهم مطمئنون تماماً بعدم عودة تلك الأيام.
ووصف الشاب “محمد عبد الرحمن ابراهيم” الذي يعمل في ورشة حدادة في سوق “ود عاروض” ان وضعهم بعد سيطرة الجيش بالجيد، وقال وضعنا الآن تمام، ونستطيع ان نتحرك في أي مكان لجلب حطب النار الذي اعتمد عليه في عملي بالورشة، والوقود متوفرة لكن بأسعار مرتفعة حيث بلغ سعر جالون الجازولين 2300 جنيه، وبيّن ان القوات الاثيوبية كانت تأتي الى الاسواق وتأخذ المواطنين رهائن، وتمارس كل أنواع التعذيب والقتل.
بينما يقول احد مزارعي منطقة ود عاروض “جبريل جابر” انهم عادوا لممارسة زراعتهم بصورة طبيعية، بعد ان استعادت القوات المسلحة اراضيهم، ويصف وضعهم في السابق بقوله “عشنا سنوات مع القوات الاثيوبية كأنها كابوس” وذكر جبريل 57 سنة ان المنطقة تحتاج الى مصادر مياه ومركز صحي، وأضاف “لدينا دونكي واحد والآن توقف بسبب اعطال فنية، بالاضافة الى 4 مضخات مياه أيضاً متوقفة”
وقطع العقيد ركن كمال الدين حميدة قائد قاعدة ود عاروض العسكرية بأن القوات المسلحة السودانية فرضت سيطرتها على كل مناطق الفشقة، وقال لدارفور24 ان المنطقة التي انشأت فيها القوات المسلحة كبري “ود عاروض” كانت محرمة تماماً على السودانيين، وأي مواطن تجرأ وصل إليها كان يلقى حتفه على أيدي الاثيوبيين.
وأوضح حميدة أنه بفضل الجسر ود عاروض الذي انشأته القوات المسلحة السودانية اصبحت حركة المواطنين طبيعية ما بين طفتي النهر العطبراوي، الأمر الذي ساعد في توسيع المساحات الزراعية والحركة التجارية والتواصل الاجتماع بين سكان المناطق، وهو أمر كان مستحيلاً في السابق- على حد قوله-
وأكد قائد قوات الدعم السريع بقاعدة ود عاروض العسكرية المقدم آدم شحات تقاديم ان القوات استطاعت تأمين حركة المواطنين بين القرى وإلى مزارعهم، وذكر ان قوات الدعم السريع والجيش تعملات تحت قيادة واحدة لتحقيق هدف واحد هو المحافظة على تراب الوطن كاملاً، وأكد جاهزية القوات لأي محاولات أثيوبية لزعزعة استقرار المنطقة.
وخاضت القوات المسلحة السودانية معارك ضارية مع الجانب الاثيوبي تمكنت خلالها من السيطرة على أغلب المناطق السودانية التي كانت تحتلها أثيوبيا منذ تسعينيات القرن الماضي، وانشأت القوات المسلحة السودانية فور سيطرتها على مناطق الفشقة جسرين في نهر عطبرا بمنطقتي “ود كولي وود عاروض” تم افتتاحهما في اغسطس المنصرم، وقالت الحكومة السودانية ان هناك 3 مناطق لا زالت يستوطنها سكان اثيوبيين لكنها آثرت ان تستعيدها عبر الدبلوماسية بسبب وجود مدنيين في تلك المستوطنات، وقال مسئول عسكري رفيع لولا وجود المدنيين في تلك المستوطنات لاستعدناها لكن القيادة فضلت تفعيل الدبلوماسية لاخراج الاثيوبيين منها.