نيالا- دارفور24
تبادلت حركة تحرير السودان المجلس الانتقالي التي يقودها عضو مجلس السيادة دكتور الهادي ادريس واتحاد شباب محلية السلام الاتهامات حول الاحداث التي شهدتها منطقة “قُصة انجمت” وعدد من القرى المجاورة لها، خلال هذا الاسبوع والتي راح ضحيتها 3 اشخاص وإصابة 8 آخرين بجروح متفاوتة.
ففي الوقت الذي اتهمت فيه الحركة مليشيات مسلحة كانت تعمل مع النظام البائد بالهجوم على قواتها المتمركزة على بُعد 8 كيلو متر من منطقة “قصة انجمت” الجمعة الماضية، وقد تصدت لها قوات الحركة- بحسب بيان صادر من الناطق الرسمي باسم الحركة محمدين محمد اسحق.
قال بيان صادر عن “اتحاد شباب البلابل” ان حركة تحرير السودان المجلس الانتقالي باتت مهدد للسلم والأمن، وأضاف البيان ان رئيس الحركة الهادي ادريس يقود مؤامرة ضد مناطق البلابل، واراد ان يشعل فيها نيران الفتنة والصراع القبلي، بانتقائه مجموعة دون الاخرين، ووضع يده على أيدي النظام البائد بالمنطقة مما أثار حفيظة بقية المواطنين.
وذكر “اتحاد شباب البلابل” ان الحركة ارتكبت خرقاً واضحاً لاتفاقية “جوبا” التي حددت شكل ومسافات المعسكرات عن المناطق السكنية، وذلك بنصبها معسكراً لقواتها وسط القرى والفرقان، فيما نفت الحركة زعم شباب البلابل وقالت ان مركز تجميع قواتها يبعد 8 كيلو مترات عن قرية “قُصة انجمت”، ونحو 9 كيلو مترات عن منطقة “دمبو دمبو”، وكذلك 8 كيلو مترات عن قريتي “ميرو غرب وميرو شرق” وأكدت ان انشاء مركز تجميع قواتها تم بعلم واخطار الأجهزة “الأمنية- العسكرية” المعنية بمسألة الترتيبات الامنية.
وكشف اتحاد شباب البلابل- في بيانه- عن جملة من الممارسات التي قامت بها قوات الحركة بمنطقة “قُصة انجمت” ابرزها: تفتيش المواطنين، وتهديدهم بالاعيرة النارية، وتصويب اسلحتهم على كل من يمر بالقرب من المعسكر، والاعتداء والتحرش بالفتيات والنساء وهن في طريقهن الي المورد.
وأضاف “في يوم الخميس 15 ابريل قامت قوات الحركة بنهب 10 راس من الماعز من المواطن “علي عبدالله رابح” وذبحها داخل المعسكر، وفي حادث مماثل تم نهب 3 ماعز، وبعد تتبع الأثر وُجدت مخلفات الأغنام داخل المعسكر وبعد حوار مطول التزم قائد المعسكر بسداد قيمة الماعز لصاحبها، وأضاف البيان “بعد أقل من اسبوع قامت قوة تتبع لذات المعسكر بتهديد عشرة شبان كانوا في طريقهم الي المسجد لاداء صلاة الجمعة، وأطلقت عليهم النار بكثافة بلا اي سبب او مقدمات، وذكر أنه بعد تجمع الاهالي لإنقاذ الشباب تفرق المعسكر و هربت قواته تجاه مدينة نيالا عاصمة الولاية.
بينما قالت الحركة أنه عقب تصدي قواتها للهجوم قامت المليشيات المسلحة بالهجوم على قرى “قصة انجمت، دمبو دمبو، وميرو شرق وغرب” بالاضافة الى الهجوم على قرية “اماكا سارا” التي تبعد 28 كيلو متر عن قرية “قُصة انجمت” ونبهت الى أن الهجوم على تلك القرى أسفر عن مقتل ثلاثة مواطنين وجرح آخرين، بالاضافة الى نهب وسلب وحرق المنازل، وتشريد المواطنين الي مخيمات النزوح حول مدينة نيالا.
و قال بيان اتحاد شباب البلابل انه رصد تحركات لقوات حركة الهادي ادريس من مواقع أخرى بغرض مهاجمة الآمنين بمحلية السلام في قرى “البلابل” وحمل البيان تحالف الجبهة الثورية تبعات اي عمل عدواني يصيب انسان المنطقة، كما حمّل والي ولاية جنوب دارفور موسى مهدي- الذي سمح للمدعو الهادي إدريس بإنشاء معسكره وسط القرى والفرقان- مسؤولية سلامة المواطنين.
فيما أكدت الحركة بأن الهجمات على مركز تجميع قواتها، يهدف الي إفشال وإجهاض اتفاق “جوبا” لسلام السودان، من خلال فرض الامور بالقوة علي الارض، والمواصلة في تشريد وإرهاب المواطنين العزل، كما كان يحدث أوان حكم المؤتمر الوطني البائد، وقالت إن ما حدث يرجع كذلك الي التلكوء والتأخير في تنفيذ ملف الترتيبات الامنية، وخاصة في بند نشر القوات الأمنية المشتركة في دارفور.
وجدد الناطق باسم الحركة المطالبة بالإسراع في تنفيذ الترتيبات الأمنية حتي يمكن نشر القوات المشتركة لتقوم بدورها المنوط بها في حماية المواطنين وتوفير الامن في دارفور، وأعلن التزام الحركة بأقصي درجات ضبط النفس حيال- ما وصفها- بالانتهاكات والهجمات الا أنه أكد- في نفس الوقت- مقدرة الحركة علي توفير الحماية للمواطنين والرد القاسي والمؤلم في الزمان والمكان المناسبين، علي هذه المليشيات، حال استمرارها في جرائمها تجاه المواطنين الابرياء.
في الاثناء دعا اتحاد شباب البلابل المواطنين بمناطق “البلابل” على ضبط النفس وتفويت الفرصة على- من وصفهم- بتجار الحرب، كما دعا المواطنين الذين تركوا منازلهم ان يعودوا إليها فلا قيمة للارض دون الإنسان- على حد تعبير البيان- ووجه دعوة لفصائل الكفاح المسلح الموقعين على السلام لزيارة المنطقة، والوقوف علي حقيقة الوضع الأمني.
وفي السياق اعلن والي جنوب دارفور موسى مهدي خلال زيارته قرية “قصة انجمت” عن تشكيل لجنة تقصي حقائق حول الأحداث، ووجها بالسفر الى القرية اليوم السبت لمباشرة عملها، وكما اعلن عن نشر قوات حكومية في المنطقة واعطاها الحق في التعامل بقوة واطلاق النار على كل من يحمل السلاح في المنطقة ويحاول زعزعة امن المواطنين.
وتبقى الحقيقة ان الأحداث التي شهدها هذه المناطق خلال الاسبوع خلفت 3 قتلى و8 جرحى ونزوح العشرات الى المناطق المجاورة ومخيمات النزوح بمدينة نيالا عاصمة الولاية، بالاضافة الى نهب وسلب ممتلكات المواطنين وحرق اجزاء واسعة من تلك القرى.