الخرطوم- دارفور24″
قرر رئيس الوزراء دكتور عبد الله حمدوك تجميد العمل بمقترحات المناهج الجديدة التي اعدتها إدارة المركز القومي للمناهج والبحث التربوي.
وقال حمدوك في بيان صحفي انه قرر تجميد العمل بالمنهج المطروح حالياً بسبب الجدل الذي أثاره، واعلن عن تكوين لجنة قومية تضم تربويين وعلماء متخصصين، وتمثل كافة أطياف آراء وتوجهات المجتمع السوداني، لتعمل على إعداد المناهج الجديدة حسب الأُسس العلمية المعروفة في إعداد المناهج، وتراعي التنوع الثقافي والديني والحضاري والتاريخي للسودان، بجانب ومتطلبات التعليم في العصر الحديث.
وذكر حمدوك- في البيان الذي اطلعت عليه دارفور24- إن الفترة الانتقالية التي يمر بها السودان، هي مرحلة للتوافق حول أُسس إعادة البناء والتعمير لسودان يسع الجميع، يستطيع فيه الشعب ان يحسن إدارة تنوعه، ليكتسب القوة والتماسك الذي يساعده على عبور هذه الفترة الحرجة من تاريخ البلاد.
وقال إن هذا الحراك الاجتماعي والنقاش حول قضية المناهج وتطويرها هو إحدى ثمرات ثورة ديسمبر التي فتحت الباب لإمكانية هذا الحوار الاجتماعي الديمقراطي الإيجابي.
ونبه رئيس مجلس الوزراء الانتقالي الى انه ظل يتابع الجدل الذي اندلع حول قضية مقترحات المناهج الجديدة، وبناءً على ذلك اجرى سلسلة لقاءات ومشاورات في الفترة الماضية مع طيف واسع من “الأكاديميين، والتربويين، والطوائف الدينية مثل المجمع الصوفي، وهيئة الختمية، وهيئة شئون الأنصار، وجماعة أنصار السنة المحمدية، والأخوان المسلمين، ومجمع الفقه الاسلامي والذي تم اعادة تشكيله بواسطة حكومة الثورة ليعبر عن روح الإسلام والتدين في السودان الذي يرفض التطرف والغلو، بالإضافة إلى عدد من القساوسة الذين يمثلون الطوائف المسيحية المختلفة في البلاد، وعدد من الفاعلين في المجتمع المدني السوداني”
وأكد السيد رئيس الوزراء على أن قضية إعداد المناهج هي قضية تحتاج إلى توافق اجتماعي واسع وهي قضية قومية تهم الجميع بحيث تستند المناهج التربوية على المنهج العلمي الذي يشحذ التفكير وينمي قدرات النشء ويُحفز القُدرات الإبداعية على التفكير والابتكار، ويغرس في العقول روح التأمل، وأساسيات العلوم الحديثة والرياضيات والفنون ويفتح الآفاق للانفتاح على العالم وتاريخه وحضاراته.
ونوه البيان الى ان كل المجموعات التي التقاها السيد رئيس الوزراء أمنت على هذه المبادئ وعلى ضرورة تغيير المناهج القديمة الموروثة من النظام البائد، بحيث تراعي هذه الموجهات وتتسق مع مبادئ ثورة ديسمبر المجيدة، وقيم التنوع الثرّ الذي تمتاز بها بلادنا.