تقرير- دارفور24
دخلت اتفاقية جوبا لسلام السودان حيز التنفيذ، يوم الأحد الماضي باجتماع جميع الاطراف الموقعة عليها في العاصمة السودانية الخرطوم، وبحسب حديث قادة حركات الكفاح المسلح بمطار الخرطوم قبيل وصولهم ساحة الحرية التي جرى فيها استقبالهم والاحتفال بيوم السلام، فإن أولى خطواتهم ستكون جولات على الولايات لتمليك الشعب السوداني بنود الاتفاقية، التي يقول اطرافها انها خاطبت جذور الازمة السودانية وأسست لبناء الدولة التي ينشدها الشعب السوداني، لكن النازحون في مخيمات النزوح بولايات دارفور يرون ان الاتفاقية لم تخاطب قضاياهم التي يتمسكون بها وبعدالتها.
في ظل هذا الوضع برزت بشريات من مدينتي “كمبالا وجوبا” باحراز تقدم في محاولات حكومة جنوب السودان لضم عبد الواحد محمد نور رئيس حركة تحرير السودان الى العملية السلمية، وقال عبد الواحد نور في مقطع فيديو إنه وصل من العاصمة الفرنسية باريس إلى “أوغندا” في إطار مبادرة يعتزم من خلالها إجراء حوار سلام من داخل السودان، لمخاطبة جذور الأزمة وإنهاء حالة الحرب والانقسام، وصولا إلى بناء دولة القانون والمؤسسات التي تحترم تنوع وإرادة الشعب السوداني، لكن توقع نور أن تكون الرحلة شاقة وطويلة، وقطع بأنه سيعمل مع قوى التغيير الحقيقية من أجل إنجاح مبادرته.
في الاثناء قال رئيس الوساطة الجنوب سودانية المستشار توت قلواك ان هناك تقدماً في محاولات حكومة سلفاكير لضم عبد الواحد الى عملية السلام، وذكر أن عبد الواحد سيكون في جوبا في غضون يومين، فيما سبق عبد الواحد الى جوبا نائبه الجنرال عبدالله حران تليية لدعوة تقدم بها رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت للتباحث حول رؤية الحركة للسلام في السودان.
فهل يستطيع عبد الواحد ان يأتي بما لم يأت به قادة الجبهة الثورية تلبية لمطالب شريحة النازحين الاكثر تضرراً من الحرب في دارفور..؟
ويقول رئيس النازحين بمخيم عطاش بجنوب دارفور الشيخ عبد الرازق حسن جالس لدارفور24 انهم لن يكونوا طرفاً او مؤيدين لاتفاق سلام ما لم يخاطب قضاياهم الرئيسية ويجد لها الحلول، وذكر انهم ظلوا 17 عام في المخيمات يعانون ويلات النزوح، لكن المتفاوضون في جوبا لم يأتوا للجلوس معهم لأخذ رؤيتهم لتضمينها في اتفاق جوبا، ورحب جالس برغبة عبد الواحد في الجلوس مع الحكومة او طرح مبادرته للسلام في السودان، لكنه رهن تأييدهم لما يتوصل إليه عبد الواحد مع الحكومة بتمكنه من احداث اختراق في قضاياهم الاساسية التي اجملها في “5” نقاط وهي تقديم مجرمي النظام السابق الى المحكمة الجنائية الدولية، ونزع سلاح المليشيات، واخراج المستوطنين من اراضيهم، وانزال الأمن والاستقرار الى ارض الواقع، وتعويضهم فردياً وجماعياً، وقال اذا عبد الواحد حقق هذه المطالب فاننا نؤيد الاتفاق الذي أتى به وسنشرع مباشرة في العودة الى قرانا واعمارها، وان لم يحدث ذلك سنظل متمسكين بوجودنا في المخيمات التي هي عنوان مطالبنا.
وقال عضو تنسيقية النازحين بمخيمات وسط دارفور الشفيع عبد الله لدارفور24 ان القتل والاعتداءات وعدم الامان والاستقرار لا زال في دارفور بسبب الانتشار الكثيف للسلاح في ايدي المليشيات، وقطع بأن النازحين مع الاتفاق الذي يحقق سلاماً شاملاً وليس سلاماً لتخصيص وظائف للافراد، واوضح انهم باركوا مبادرة عبد الواحد محمد نور لاجراء حوار “سوداني- سوداني” يشمل كل اطياف الشعب السوداني لخلق مناخ يجعل من السلام احساس داخلي لافراد الشعب السوداني وواقع يغسل الضغائن بين الناس، ونبه الشفيع الى ضرورة فتح الحكومة الابواب لفرق المحكمة الجنائية لاكمال التحقيقات بشأن الجرائم التي ارتكبت بدارفور، وكشف اتصالات بينهم وعبد الواحد، لبلورة مبادرته للسلام بالسودان، وقال ان عبد الواحد سيأتي قريباً ويطوف كل أقاليم السودان ومخيمات النزوح للجلوس مع الشعب السوداني لمعرفة قضاياهم وما يريدون، حتى لا يكون الناتج شبيه لاتفاقية جوبا التي وقع مثلها من قبل 46 اتفاقية ولم تعالج قضايا السودان.
ويبقى السؤال هل سيتمكن عبد الواحد محمد نور من جعل مبادرته لسلام السودان واقعاً..؟ ويقلب الطاولة على الجبهة الثورية خاصة انه اختار لتحركه توقيتاً متزامناً مع وصول قادة الى الخرطوم للبدء الخطوات العملية لتنفيذ اتفاقية جوبا.