نيالا- دارفور24
اخيراً السودان خارج القائمة الامريكية للدول الراعية للارهاب بعد مفاوضات بين الحكومة الانتقالية السودانية والادارة الامريكية استمرت نحو عام كامل، هذه المفاوضات افضت الى تخفيض تعويضات العائلات الامريكية من ضحايا العمليات الارهابية التي ارتكبت في عهد النظام البائد في السفارتي الامريكيتين في نيروبي ودار السلام وتفجير الباخرة المدمرة “كول” وبموجب الاتفاق الذي تم التوصل اليه غرد الرئيس الامريكي “دونالد ترامب” قائلاً: ان الحكومة السودانية وافقت علي سداد مبلغ التعويضات لضحايا الارهاب البالغ 335 مليون دولار، واضاف بمجرد إيداع المبلغ، سأرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وتابع “في الآخر العدالة للشعب الأمريكي، وخطوة كبيرة للسودان! ”
ما بعد تغريدة ترامب
هذه التغريدة التي ظل ينظرها الشعب السوداني على مدى عام من المفاوضات بين الجانبين السوداني والامريكي، قابلها الجانب السوداني بترحيب شعبي واسع وتغريدات شكر وتقدير من الحكومة السودانية بمجلسي السيادة والوزراء، حيث اعرب رئيس مجلس السيادة الفريق اول عبد الفتاح البرهان عن تقديره لاعلان الرئيس الامريكي دونالد ترامب، وقال في تغريدة له ان هذه الخطوة يتأكد فيها التقدير الكبير للتغيير التاريخي الذي حدث في السودان ولنضال و تضحيات الشعب السوداني من أجل الحرية و السلام و العدالة، بينما سارع رئيس مجلس الوزراء دكتور عبد الله حمدوك الى القول بان ازالة السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب هدف ظلت تسعى له الحكومة الانتقالية منذ عام من خلال حوار جاد بين خبراء سودانيين والادارة الامريكية، وقال حمدوك ظللت اكرر اننا اقتربنا من لحظة رفع اسم السودان من قائمة الارهاب والأن تحقق ذلك، وذكر ان الجانب السوداني استطاع تخفيض مبالغ العقوبات الامريكية من 10 مليار دولار الى 335 مليون دولار، ونبه الى ان الخطوة ستكون فرصة سانحة لاعفاء ديون السودان البالغة أكثر من 60 مليار دولار.
335 مليون دولار
يتساءل رئيس الوزراء دكتور عبد الله حمدوك على لسان المواطن السوداني، كيف تمكنت الحكومة من دفع هذا المبلغ في ظل الظروف الاقتصادية الطاحنة..؟ ويرد قائلاً ان المبلغ تم توفيره من الموارد السودانية الذاتية من خلال تصدير الذهب، فيما قال وزير الاعلام السوداني الناطق باسم مجلس الوزراء دكتور فيصل محمد صالح ان المبلغ المتفق عليه موجود الآن في بنك- لم يسمه- وبمجرد ضغطة زر سيتم تحويله الى بنك امريكي، لكن هناك اتفاق بأنه لم يسمح بالصرف الى اسر الضحايا ما لم يتم الاعلان الرسمي عن رفع اسم السودان من القائمة، وارد هذا اتفاق بين الجانبين حتى التغريدة التي كتبها ترامب تم اخطار الحكومة السودانية قبل ثلاثة ايام بأن الرئيس الامريكي سيغرد بهذا الامر وسيرد عليه رئيس الوزراء السوداني، ويعقب ذلك تحويل المبلغ الى بنك امريكي ليبدأ الصرف الى اسر الضحايا بعد رفع اسم السودان من القائمة، لكنه نبه الى ان الاتفاق بين الجانبين اشار الى انه في حال عدم اعلان رفع اسم السودان من القائمة في غضون ثلاثة اشهر سيتم اعادة المبلغ
التخلص من تركة الانقاذ
هذا القرار يتيح امكانية افضل وظروف احسن لادارة الاقتصاد بآليات وسياسات جديدة متكانملة واكثر فعالية، واضاف رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب يفتح الباب واسعا لتعزيز وتأكيد عودة السودان المستحقة للمجتمع الدولي، واردف تحدثنا عن ذلك في مخاطبة الامم المتحدة العام الماضي وفي مؤتمر شركاء السودان في برلين لكن هذا اليوم يفتح الباب واسع لعودتنا للمجتمع الدولي، وقال هذه الخطوة تؤكد وتؤرخ للبداية الفعلية للخلاص من التركة الثقيلة التي ورثناها من النظام البائد، اذ ظللنا محاصرين من كل العالم، وسيعود السودان للنظام المالي والمصرفي العالمي، وبين ان السودان ظل يتعامل مع بنك واحد فقط في العالم في تحويلاته البنكية.
مكاسب القرار
واكد حمدوك ان هذا القرار يؤهل السودان الى معالجة واعفاء ديون السودان التي تفوق مليار دولار 60 ويساعد على فتح الباب واسعاً للاسيتثمارات الدولية والاقليمية، وقال حمدوك ان المهاجرين السودانيين في دول المهجر سيتمكنون من تحويل مساهماتهم للبلاد بطرق رسمية وهي لحظة ظلوا يتحرقون شوقاً لها منذ اندلاع هذه الثورة، ونوه الى ان القرار سيساعد السودان من الاستفادة القصوى من التكنولوجيا التي حرمنا لاكثر من عقدين من الزمان، ويساعد على بناء المؤسسات الوطنية منها الخطوط الجوية السودانية والخطوط البحرية والسكك الحديدية التي تهتكت بنياتها بسبب حظر استيراد قطع الغيار.
التحديات
ان الطريق طويل امامنا ونحتاح الى التخطيط الجاد والعمل معا للاستفادة القصوى من هذه الفرصة، وعدنا شعبنا وانجزنا وهذا عهدنا نقوله بوضوح دون اجندة غير الاجندة الوطنية.
ردود الافعال الدولية
في اول رد فعل دولي اشادت لجنة الشئون الخارجية بالاتحاد الاوروبي بالخطوة التي توصل اليها الجانبان السوداني والامريكي، وقال رئيس اللجنة في اللجنة ان الخطوة بالغة الاهمية، وتقر بالتغيير في السودان وجهود عبد الله حمدوك كما انها تعزز اندماج السودان في المجتمع الدولي والاقتصاد العالمي، واكد على دعم الاتحاد الاروربي للعملية الانتقالية في السودان بشكل كامل.