نيالا- دارفور24
في الوقت الذي احتفلت فيه حكومة جنوب دارفور وقوى اعلان الحرية والتغيير وبعض المواطنين بالتوقيع على السلام النهائي بالتزامن مع احتفالات البلاد التي صاحبت مراسم التوقيع بعاصمة جنوب السودان جوبا، لم يأبه النازحون بمخيمات جنوب دارفور بما تم من اتفاق بين الحكومة الانتقالية والجبهة الثورية التي تضم “9” تنظيمات مسلحة ومدنية.
ويقول رئيس النازحين بمخيم “كلمة” 17 كيلو متر شرقي مدينة نيالا عاصمة الولاية “اسحق محمد عبد الله” ان النازحين لم يتفاعلوا مع الاحتفالات التي صاحبت التوقيع على الاتفاق بين الحكومة والجبهة الثورية لأنهم لم يكونوا طرفاً فيه ولأنهم ليسوا جزءً منه، وذكر ان ما تم يعد سلامٌ جزئ لا يمكن ان يحقق أثراً على الأرض، واضاف “اذا كان هذا الاتفاق سيؤسس لسلام حقيقي لكان كل سكان دارفور بمن فيهم النازحين انخرطوا في احتفالات بقدوم السلام”.
ووقعت الحكومة الانتقالية السودانية اتفاقاً السبت 3 أكتوبر مع تحالف الجبهة الثورية بعاصمة جنوب السودان جوبا بحضور دولي واقليمي، اشتمل على 6 بروتوكولات لحل العديد من القضايا، من بينها برتكول الترتيبات الأمنية الذي بموجبه يتم دمج قوات الحركات في المؤسسات العسكرية السودانية، وبرتكول القضايا القومية الذي يشمل “الهوية والمواطنة والحريات العامة”
ويرى رئيس نازحي كلمة ان ضمانات تحقيق سلام شامل وحقيقي في البلاد، لابد ان تكون دولية، وان يشارك كل الشعب السوداني في صناعة السلام، وان لا يكون هناك فصيل مسلح خارج العملية السلمية، لأن ردة الفعل ستنعكس على النازحين بالمخيمات، وتابع “شهدنا من قبل توقيع اتفاقيات كثيرة لكننا لم نر سلاماً على الارض، الا اننا نأمل ان يكون لهذا الاتفاق أثر على الأرض، وليتحقق ذلك، لابد من إلحاق الرافضين للتفاوض”
ويقول الشيخ “عبده محمد يحي حجر” من مخيم السلام جنوب مدينة نيالا ان الاتفاقية التي تم التوقيع عليها، لو تم تنفيذها بذات الارادة التي وقعت بها فإن السلام سيجد طريقه الى السودان، وسينعكس على اوضاع النازحين، وتابع “اما اذا كان مثل الاتفاقيات السابقة فلن يكون له أثر على حياتنا ولا على الاوضاع في السودان”
ورمى حجر باللائمة على شركاء التفاوض ووساطة جنوب السودان، وقال ليست هناك جهة جاءت للمخيمات لتجلس مع النازحين للاستماع الى قضاياهم، وعدد مطالب النازحين في التعويضات الفردية والجماعية وتعمير ما دمرته الحرب من مرافق الخدمات الاساسية في القرى، بالاضافة الى اعادة الاراضي الزراعية التي استولت عليها بعض المجموعات الى اصحابها.
بينما وصف رئيس شباب مخيم السريف غربي نيالا “محمد اسحق” الاتفاق بأنه مهزلة باسم السلام، وذلك من خلال منهج المفاوضات وتقسيم السودان الى مسارات، وقال ان المنهج الذي اتبعه المفاوضون يعمق انقسام المجتمع السوداني، ولا يؤسس لثقافة الوحدة الوطنية، وقطع اسحق بأن هذا الاتفاق سيفرز ضحايا جدد، لذلك انهم غير راضين بهذا الاتفاق، ورأى ان حل قضايا البلاد واحلال السلام يكون بالحوار الداخلي الذي تتساوى فيه جميع الاطراف “الحكومة، وحركات الكفاح المسلح، والنازحون، واللاجئون، ومنظمات المجتمع المدني، وعامة الشعب” وان لا ينحصر التفاوض بين الحكومة والحركات.
وقال رئيس مخيم عطاش شمال مدينة نيالا “عبد الرازق حسن جالس” ان الاتفاق الذي تم في جوبا لا يعني النازحين بشئ، لأنهم لم يشاركوا في صناعته، ونبه الى انه كي يتحقق اتفاق يعالج قضايا النازحين لابد ان تجلس الحكومة مع النازحين لأن قضاياهم تختلف عن قضايا ورؤى الحركات المسلحة، وذكر ان النازحين من أكثر شرائح الشعب السوداني رغبة في السلام، واضاف “نحن عطشانون للسلام لكننا ما لاقيين له سبيل”