وصل رئيس مجلس الوزراء السوداني الدكتور عبد الله حمدوك، إلى دولة جنوب السودان، للمشاركة في مراسم التوقيع على اتفاقيات السلام بين الحكومة السودانية وحركات الكفاح المسلح، يوم غدٍ “الاثنين”.

ويأتي التوقيع على السلام بعد جولة مفاوضات مباشرة بدأت خلال أكتوبر من العام الماضي، بين الحكومة السودانية وعددٍ من الحركات المسلحة التي ظلّت تقاتل نظام الرئيس المعزول عمر البشير منذ ٢٠ عاماً.

وجرت هذه المفاوضات بوساطة من دولة جنوب السودان التي استقلت عن السودان قبل ٩ سنوات، وتحت رعاية عدد من المنظمات الإقليمية والدولية.

وشاركت حركات الكفاح المسلح، عند بدء المفاوضات بوفدين، الأول يمثل “الجبهة الثورية”، وهي تحالف لحركات مسلحة أبرزها “الحركة الشعبية – فصيل عقار”، وحركة “العدل والمساواة” برئاسة مني أركو ميناوي، وحركة “العدل والمساواة” بزعامة جبريل إبراهيم، ويقود الوفد الهادي إدريس، رئيس الجبهة، بينما تتمثل “الحركة الشعبية” بزعامة الفريق عبد العزيز الحلو بوفدٍ منفصل يقوده عمار أمون.

وتعتبر حركة تحرير السودان بزعامة عبد الواحد محمد نور، أبرز الغائبين عن جولة التفاوض، إذ ترفض الحركة الجلوس مع العسكريين الذين تعتبرهم امتداداً لنظام المخلوع البشير.

وكان في استقبال رئيس حكومة ثورة ديسمبر المجيدة، بمطار جوبا الدولي، اليوم “الأحد”، “مستشار رئيس جمهورية جنوب السودان للشؤون الامنية ورئيس فريق الوساطة وأعضاء وفد الوساطة توت قلواك، وزيرة الخارجية باتريسا خميسة واني، وزير المالية سلفاتور قرنق مبيور، وزير البترول قوت قان شول، وعدد من كبار المسؤولين بالحكومة”. ويبتدر الدكتور عبد الله حمدوك برنامج زيارته بلقاء الرئيس الجنوبي الفريق أول سلفا كير ميارديت، ونائبه الأول د. رياك مشار.

ورافق الدكتور حمدوك، إلى جوبا، وفد رفيع المستوى، ضم “وزير شؤون مجلس الوزراء السفير عمر مانيس، وزير العدل نصر الدين عبد الباري، وزير الثقافة والإعلام فيصل محمد صالح، وزيرة المالية والتخطيط الاقتصادي المكلف الدكتورة هبة محمد علي، وزير الطاقة والتعدين المكلف المهندس خيري عبد الرحمن، مدير عام جهاز المخابرات الوطني الفريق أول جمال عبد المجيد”، وكان في وداعهم عدد من الوزراء والمسؤولين بالدولة وقيادات العمل العمل الشرطي.

وكتب رئيس الوزراء، على موقع التواصل الاجتماعي” فيسبوك”، قائلاً:” اتوجه اليوم لجوبا عاصمة جنوب السودان الشقيق لمشاركة وفد الحكومة والرفاق في حركات الكفاح المسلح الفرح ودعم اتفاق السلام الذي سيجري توقيعه بالأحرف الأولى غداً الاثنين، توصُّلُنا لإتفاق مع أطراف عملية السلام أمر يستحق الاحتفاء والمباركة”.

وأضاف: “هذا الاتفاق يمنحنا طاقة جديدة لمواصلة المسير في طريق البناء؛ بمهام إضافية منها تنزيل السلام كواقع بين مجتمعاتنا المحليّة، ومنها استكمال خطوات ومراحل السلام الشامل تلبية لتطلعات شعبنا العظيم وثورته المجيدة في العدالة والاستقرار والتنمية، هذا الطريق الطويل سنمشيه معاً”.

وتابع : ” هذه لحظة تفاؤل بما حققناه معا لمواطناتنا ومواطنينا بمعسكرات النزوح واللجوء وضحايا الحروب الاهلية في السودان وهم يستحقون منّا الكمال، وكذلك لحظة استشراف للمستقبل بأن نظل نعمل معاً على ألا تتكرر هذه المآسي في السودان مرة اخرى”.