حافظ متوسط سعر الدولار على مكاسبه القوية مقابل الجنيه السوداني، اليوم السبت، في السوق الموازية غير الرسمية (السوداء)، وسط زيادة الطلب.
وتخطى الدولار في تعاملات الجمعة بهذه السوق 200 جنيه مسجلا قفزة تاريخية، ليبلغ 205 جنيهات، بحسب متعاملون في سوق النقد، فيما استقر السعر لدى البنوك العاملة في السودان عند 55 جنيها للشراء و55.27 جنيه للبيع.
وكشف متعاملون في النقد الأجنبي عن ارتفاع الطلب بصورة كبيرة على العملات الصعبة، مقابل شح في المعروض، وهو ما أدى إلى ارتفاع أسعارها لأرقام قياسية.
وتوقعوا مزيدا من التراجع في قيمة العملة الوطنية الجنيه مقابل النقد الأجنبي، إذا ما استمرت الأوضاع على هذا المنوال.
ويسيطر الارتفاع المضطرد في قيمة العملات الأجنبية على الشارع السوداني بشكل لافت، وأخذ حيزا واسعا من النقاشات في الأندية والأماكن العامة، وبرز عن ذلك مخاوف السودانيين من انهيار الوضع الاقتصادي في بلادهم لأبعد من ذلك.
وأعلنت الحكومة السودانية قبل أسابيع أنها تعتزم التعويم التدريجي للجنيه السوداني في غضون عامين لخفض سعره إلى السعر الفعلي، لكن تأخر تنفيذه، رغم تردد أنباء عن تطبيق القرار خلال أيام.
وعن أسباب تدهور الجنيه السوداني أمام الدولار، رأي بعض المتعاملين في سوق الصرف السودانية، أن مضاربات تجار الذهب لشراء المعدن الأصفر بسعر يزيد عن ثمنه الطبيعي بنحو 10%، في ظل تداول 95% من النقد الأجنبي خارج القطاع المصرفي، هو السبب الرئيسي لارتفاع الدولار وانهيار الجنيه السوداني.
وأكد بعض العاملين في سوق الصرف السودانية أن الأغلبية العظمى من المقبلين على شراء الدولار والعملات الصعبة هم من تجار الذهب، حيث وصفهم البعض بـ”أباطرة السوق السوداء”.