سارع تحالف قوى الحرية والتغيير، للإعلان عن مشاورات سيُجريها مع الحكومة، ووفد التفاوض الحكومي بجوبا، وحتى الحركة الشعبية شمال بقيادة عبدالعزيز الحلو، بُغية إعادتها إلى طاولة التفاوض في عاصمة دولة جنوب السودان، وصولاً إلى تفاهمات تُمهّد الطريق للسلام قبل تاريج «الجمعة» المُقبلة والذي يوافق «28 أغسطس» وهو الموعد المُحدّد للتوقيع على اتفاقية السلام الشامل بالأحرف الأولى بين الحكومة السودانية وتحالف الجبهة الثورية، إيذاناً بٍطي ملف الترتيبات الأمنية كآخر ملفات التفاوض التي ظلّت عائقاً أمام السلام.
دواعي الإنسحاب
وجاء إعلان قوى الحرية والتغيير، بإجراء مشاورات بعد ساعات من قرار الوساطة الجنوبية، تجميد التفاوض بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية ـ شمال بقيادة عبدالعزيز آدم الحلو، إلى أجل غير مسمى، حيثُ سبق قرار التجميد إنسحاب حركة الحلو، أمس «الخميس»، من الجلسة التفاوضية، بجوبا، بسبب ما أسمته تجاهل الوساطة لشكواها الرافضة لرئاسة قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي” ونائب رئيس مجلس السيادة الإنتقالي لوفد الحكومة الإنتقالية، بزعم أن قواته ترتكب إنتهاكات بشعة ضد المواطنين العُزَّل في العديد من مدن وأرياف السودان.
وجاء رد رئيس فريق الوساطة الجنوبية توت قلواك، على طلب وفد الحركة المفاوض برئاسة كبير المفاوضين عمار أمون، بتغيير حميدتي، بأنها لا تملك سُلطة التدخل في تكوين أو إختيار رئاسة الوفود المتفاوضة، كما أنه ومنذُ إنطلاق المفاوضات كان حميدتي رئيساً للوفد، ولم يُبد أيّ طرف رأي أو إعتراض حول رئاسة أي وفد، وهو ما دعا الذين تحدثوا إلى «دارفور 24» يتعجبون من توقيت هذه الشرط وما يحملهُ من أبعاد جديدة خفيّة ـ حسب رؤيتهم ـ. بينما ترك قلواك، باب العودة مفتوحاً أمام جناح الحلو، حين أكد أن وفد «الحركة» سيظل موجوداً في أراضي دولة جنوب السودان، وأن فريق «الوساطة» سيُجري مشاورات معه لإستئناف المفاوضات لاحقاً.
خطوة مؤسفة
وأبلغ القيادي في قوى الحرية والتغيير نور صلاح، «دارفور24»، أن قرار الحركة الشعبية فصيل الحلو، أمس بالإنسحاب، وإعلان «الوساطة» اليوم «الجمعة» عن تجميد المفاوضات، خطوة مؤسفة بعد تطور لافت في المفاوضات، متمنياً أن تُراجع موقفها وتنأى عن التعنُّت، خاصةً أن وفد الحكومة أظهر مرونة ومواقف إيجابية، وأن كل الأطراف مُجتمعة على السلام، معلناً عن مشاورات سُتجريها قوى الحرية والتغير ـ الحاضنة السياسة للحكومة الإنتقالية ـ مع جميع أطراف التفاوض
وقال نور، وهو نائب الأمين السياسي لحزب المؤتمر السوداني ـ أحد مكونات الحكومة ـ، إن الخلافات تُكمُن في تفاصيل إجرائية لا علاقة لها بالقضايا التي يُفترض أن تكون محل التفاوض، متوقعاً في ذات الوقت أن تتقدم الحركة الشعبية شمال بقيادة الحلو، خطوة إيجابية إلى الأمام.
حميدتي يُمثّل الحكومة
واتفق الكاتب والمحلل السياسي عبدالله آدم خاطر، مع نور، بأن قرار التجميد تطوُّر مؤسف بين الأطراف السودانية، كما تأسف لحدوث هذا الشرخ في هذا التوقيت، واستدرك قائلاً: «ربما لإعتقاد الحركة الشعبية بوجود اعتداءات من مليشيات قد تنتمي إلى قوات الدعم السريع التي يُمثلها حميدتي، لكن وفي واقع الأمر فإن وجود حميدتي، في جوبا ليس لأنه يمثل الدعم السريع، بل حكومة السودان التي تسعى للسلام ويتتفاوض مع كل الأطراف التي يمكن أن توقف الإعتداءات على المستوى المحلي والقبلي.
الحلو سيعود للطاولة
وتوقع خاطر، في حديث خصّ به «دارفور 24»، عودة الحلو، إلى طاولة التفاوض، ودلل على ذلك بأن السلام أصبح مطلب شعبي على مستوى السودان، وأصبح لا مناص منهُ، وكل الأطراف مطلوبة للسلام والتوقيع عليه، واستدرك: «ولكن وبِكُل تأكيد في حالة الحلو أو غيره قد يبحث عن ضمانات أكثر وهذه لا بد أن تتوفر من خلال التفاوض».
وتمنى خاطر، ألا يطول أمد التفاوض لأجل الوصول للسلام، في ظلّ المشاكل الأخرى التي يعيشها السودان خاصةً الاقتصادية، قائلاً: «لا أرجو أن ننتظر أكثر من الزمن الذي أعلنته الوساطة في 28 أغسطس الحالي للتوقيع».
ودعا الكاتب والمحلل السياسي عبدالله آدم خاطر، جميع أطراف التفاوض، إلى العمل بمثابرة ومهنية أكثر حتى تنعم البلاد بالسلام والتراضي السياسي، وتُصبح الحرب قصة من ماضي السودان وليس حالة استمرار لهُ مطلقاً.