نظم اللاجئين السودانيين من أبناء دارفور بدولة النيجر وقفات إحتجاجية إمتدت لليوم الثاني عشر على تتوالى حتى اليوم الأول من أغسطس، حيث يعيش اللاجئين هذه الأيام أوضاعا مأساوية بمخيم اللجوء بأغاديس.
وسرد المقدام آدم فضيل، أحد أبناء شمال دارفور، بمعسكر “أغاديس” بالنيجر ما يعانيه اللاجئين السودانيين في المعسكر هذه الأيام وذلك خلال حديث مع “دارفور 24”.
وقال فضيل انه هرب من السودان في عام 2001 الذي إندلعت فيه الحرب في دارفور وما صاحبها من تطهير عرقي منظم وممنهج وإبادة جماعية من قبل مليشيات الجنجويد المدعومة من قبل الحكومة السودانية، بحسب قوله.
وأضاف “تم قتل اسرتي ولم ينجوا منها سوى أنا واختي التي فرت هاربة ولم اعثر عليها حتى الآن، في ذاك الوقت العصيب نزحنا من قرانا إلى المدن الكبيرة تحت حماية الأمم المتحدة والمنظمات الانسانية والاتحاد الافريقي والتي لم تقم بدورها الكافي لحمايتنا من التقتيل والتطهير حتى داخل معسكرات النزوح التي لجأنا اليها داخل المدن الكبيرة مما اضطررنا للفرار للمرة الثالثة ولكن هذة المرة لجأنا إلى دول الجوار التي احتضنتنا إلى حين، ولكن المصائب طاردتنا إلى هناك بسبب الحكومة السودانية وسياساتها الخارجية والبعض الآخر بسبب إنهيار انظمة الدولة والانهيار الأمني الذي صاحب ذلك”.
وإستطرد المقدام قائلآ” منذ فرارنا من جحيم ليبيا 2017 ووصولنا النيجر استقبلتنا منظمة الأمم المتحدة IOM في مقرها بمدينة اغاديس وبدورها سلمنتا إلى منظمة أممية تسمى UNHCR في نفس العام فقامت المنظمة بوضعنا في مكان شبيه بمستودعات التخزين وكانت اعدادنا في ذلك الوقت لا تتجاوز ال500 فرد من مختلف الأعمار، مكثنا حوالي 6 اشهر بعدها ازدادت ضراوة الحرب في ليبيا مما أدى إلى تدفق كم هائل من اللاجئين إلى المفوضية والتي بسببها كانت مؤامرة (مداما) المشهورة من قبل الحكومة النيجرية والمنظمةunhcr والتي راح ضحيتها 109 فرد ممن لم يستطيعوا الهرب من قبضة الحكومة، والمنظمة وقفت تنظر مكتوفة الأيدي”.
ويشرح المقداد قصة” مداما” قائلا “هذه قصة مؤلمة حيث تم رمي طالبي الحياة الكريمة في الصحراء الحدودية بين ليبيا والنيجر في منطقة تعرف ب “مداما” وراح بعضهم ضحايا الاتجار بالبشر ومنهم من راح ضحية البحر الأبيض المتوسط ومنهم من لم نسمع عنهم حتى الآن ربما ابتلعته رمال الصحراء”.
وتابع “من بعد هذة المؤامرة الشنيعة قامت المنظمة باخراجنا مسافة تبعد عن المدينة 17 كلم في منطقة صحراوية جرداء لم يسكنها أحد من قبلنا، منطقة لا تصلح للسكن حيث الغبار والحرارة والشعراء، وتم إخراجنا نحن السودانيين فقط من قبل المنظمة دون الجنسيات الأخرى وبهذا تم عزلنا عن المجتمع الخارجي”.
ووصف المقداد المخيم بأنه يفتقر لابسط مقومات الحياة، وأن السكن غير صالح حيث الغرف من البلاستيك والكل يعلم حرارة الطقس بالنيجر والتي تفضل الجلوس تحت أشعة الشمس المباشرة بدلا من المكوث داخل الخيمة البلاستيكية، حيث تتخطى درجة الخرا ة 48 درجة مئوية”.
وأضاف” على الرغم من بعد المدينة عن المعسكر إلا ان المنظمة لم توفر وسيلة نقل من واليها ولو لمرة في الاسبوع هذا ان دل انما يدل على العزل المقصود للاجئ السوداني من قبل السلطات المحلية والمنظمة مع منع الجهات الاعلامية المستقلة من زيارتنا”.
وتعرض المقدام إلى تفصيل المأساة والمعأناة والمعاملة داخل المعسكر ووصفها بالغير إنسانية، قائلاً” نتلقى صنوفآ من المعاملة الاستعلائية والعدوانية حتى من قبل موظفي UNHCR وشركائها من الاستهتار والاستحقار الذي ظلوا يمارسونه ضدنا عطفا على قساوة البيئة الصحراوية المحيطة بنا وضراوتها، كل هذا إلى الكم الهائل من حالات الاضرابات النفسية وسط اللاجئين مما أدى إلى زيادة حالات الانتحار والتشرد”.
وأردف “هناك من خرج من المعسكر وهو مضطرب نفسيا ولم نتمكن من العثور عليه ولا على جثته، اما المنظمة لم تفعل شيئاً حيال ذالك، ولهذه الأسباب اتت منظمة ايطالية تسمى (ميدو) تدعي انها مهتمة بالصحة النفسية ولكنه للأسف لم نر منها شي سوى ادمان مرضاها للعقاقير الطبية مثل الترامول والحبوب المنظومة، وأنا شخصياً تضررت منها وادمنت الحبوب حيث لا استطيع النوم دون تناول جرعة منها”.
وناشد كل الجهات الانسانية والحقوقية والأممية وكل من لديه الضمير الانساني ان ينظر إلى اللاجئين السودانيين بعين الرافة.