نيالا- دارفور24
تعيش بعض المناطق بدارفور هذه الايام قتالاً قبلياً وأخرى على صفيح ساخن جراء التوترات القبلية التي ارتفعت وتيرتها بصورة مقلقة، وعلى الرغم من ان النزعة العنصرية متجذرة في دارفور الا انها لم تطفو الى السطح كما تبدو عليه هذه الايام، واسفرت هذه التوترات عن انقسام حاد في التركيبة السكانية قادت المكونات العربية “الرعاة” الى مقاطعة أسواق عدد من المدن، وافتتاح اسواق خاصة بهم في مناطق تواجدهم.
فقد شهدت الايام الماضية افتتاح خمسة اسواق جديدة في مناطق “خور رملة، الجبل الاحمر، الفردوس بوسط دارفور، وسوق حي الشاطئ بمدينة كبكابية بشمال دارفور، وجلكسي بمحلية كاس بجنوب دارفور”
ويقول الناشط في قضايا الرعاة ابراهيم الضي لدارفور24 ان الرعاة أجبروا على ان يُقيموا لهم اسواقاً خاصة بهم تفادياً للانتهاكات العنصرية التي يمارسها ضدهم القبائل غير العربية في المدن، ودرءً للفتنة” واضاف “عندما نأتي الى سوق نرتتي يهتفوا ضدنا، أطردوا المستوطنين الجدد، اطردوا الجنجويد، ويحصبونا بالحجارة والعصي بل بلغ بهم الأمر الى الاعتداء بالسواطير، وتكسير أواعي نساء الرحل اللائي يجلبن اللبن والروب الى السوق” وذكر ان هذه الاعتداءات راح ضحيتها عدد من عدد من ابناء الرحل من بينهم أثنين من اسرته عمته وزوجة عمه، واردف “لم تتوقف الحملة ضد الرعاة عند هذا الحد بل انهم يبيعوا السلع للرعاة بأسعار مضاعفة، لدرجة ان شخصاً يشتري امامك بسعر وعندما يشتري الراعي يضاعف له سعر السلعة”
وقال الضي ان جملة هذه الانتهاكات التي تمارس ضد ابناء القبائل الرعوية دفعت الى افتتاح اسواق خاصة بالرعاة، اضافة الى ان الرعاة من أكثر دافعي الضرائب والرسوم الحكومية الا انهم لا يجدون مقابلها الا الاساءات العنصرية، ونوه الى ان الحكومة عندما تأتي لأسواق الرعاة لجمع الضرائب عليها ان تلتزم بتقديم الخدمات، وان لم تلتزم فلن يدفع لها الرعاة أي ضريبة، وابان ان المناطق الثلاث- خور رملة، الجبل الاحمر، عرديبة- التي تم فيها افتتاح اسواق تفتقد لأبسط الخدمات حتى المدارس مغلقة منذ فترة ليست قصيرة، مشيراً الى ان سكان هذه المناطق يريدون خدمات صحية ورعاية اجتماعية، لأنهم متأثرين كذلك بالحرب التي مرت بها دارفور، وان اغلب الأسر عبارة عن ايتام وأرامل.
ويقول نائب رئيس لجنة سوق الجبل الأحمر بوسط دارفور “حسن صالح” ان اضطرار الرعاة الى انشاء هذه الأسواق جاء بعد موجة الاعتصامات التي شهدتها عدد من مدن دارفور، خاصة اعتصام “نرتتي” الذي استمر لأكثر من اسبوعين وألحق ضرراً بالغاً بالبدو الذين يقطنون المناطق المجاورة لجهة انهم يعتمدون على هذه الاسواق في احتياجاتهم المعيشية، بالاضافة الى ان القائمين على امر هذه الأعتصامات قرنوا مطالبهم بقضايا الحواكير وما الى ذلك، واضاف “ونحن بينا عشرة حياة طويلة مع بعض ففضلنا فتح هذه الأسواق تفادياً للمشاكل وقد ظهرت الآن جلية في ولاية غرب دارفور باندلاع القتال” واردف ” لذلك نحن اتعظنا وفضلنا ان تكون لنا اسواقنا” لكنه عاد واكد ان هذه الأسواق مفتوحة للجميع بل أنهم سمحوا لغير الرعاة بامتلاك محلات تجارية في هذه الأسواق.
فيما قال العمدة التجاني سيف الدين رئيس لجنة التعايش السلمي بمحلية غرب جبل مرة ان افتتاح هذه الاسواق جاء نتاج لخط يسعى لخلق مشكلة جديدة بين المكونات السكانية لدارفور، وقال العمدة التجاني لدارفور24 نحن غير راضيين بافتتاح هذه الاسواق، لأنها ليس لها أي مبرر، وتابع ” التجار من القبائل العربية الآن عندهم محلات تجارية بسوق نرتتي ولهم كامل الحرية في مزاولة تجارتهم ولا يوجد احد تعرض لأي مضايقات” وقال ان لجنة التعايش السلمي تسعى للقيام بعمل كبير تبدأه عقب عيد الأضحى لمعالجة اسبتب التوترات الحالية واعادة الأمور الى نصابها، واضاف “نحن نريد ان نتعايش بأمن وسلام ونتبادل المنافع فيما بيننا كما كان يفعل آباؤنا واجدادنا”