كشفت وزيرة الخارجية السودانية أسماء محمد عبد الله، بأن الخرطوم اقتربت من التوصل إلى اتفاق مع واشنطن، حول تعويض ضحايا تفجيري السفارتين الأمريكيتين في كينيا وتنزانيا في 1998.
وقتل في التفجيرين، اللذين نفذهما تنظيم القاعدة، أكثر من 200 شخص وأصيب الآلاف، وواجه السودان الاتهام بإمداد تنظيم القاعدة، وزعيمه آنذاك أسامة بن لادن، بالدعم المادي والتقني، وحدثت الهجمات على السفارتين والمدمرة، إبان عهد المخلوع عمر البشير، المحتجز حالياً في سجن كوبر بالعاصمة الخرطوم.
وأكدت الوزيرة أسماء اليوم «الثلاثاء»، أن اتفاق السودان وأمريكا بشأن هذا الملف يعني أن الخرطوم قطعت شوطاً كبيراً في طريق رفع اسم السودان من قائمة الولايات المتحدة للدول الراعية للإرهاب.
بدورها، رأت جينداي إليزابيث فرازر المُشرفة على السياسة الأفريقية خلال إدارة جورج دبليو بوش في عهد وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس، أن وضع السودان على قائمة الدول الراعية للإرهاب يقترب من نهايته، وذلك بعد سقوط الرئيس المخلوع البشير.
وأكّدت السفير فرازر، أن واشنطن جاهزة لإزالة السودان من تلك “القائمة” كجزء من اتفاق تسوية ثنائية بين البلدين، تقضي بأن تدفع الخرطوم تعويضات كبيرة للضحايا.
وقالت: «السودان بلد فقير للغاية، يفتقر إلى النفط والموارد الطبيعية الأخرى التي يتمتع بها العديد من جيرانه، ويواجه عقبات ضخمة في الخروج من ظل الرئيس البشير ورسم مسار جديد من شأنه أن يوفر الاستقرار السياسي والاقتصادي لشعبها».
وأضافت:« أن تأثير COVID-19 والكوارث الأخرى يزيد من حدة التحديات، وبالتالي، فإنني أشيد بالسودان لتكريسه موارد مالية لتعويض ضحاياه ودفع أخطائه السابقة».
وتابعت: «إن السودان المستقر الذي تديره حكومة بقيادة مدنية وترفض دعم الأنشطة الإرهابية أمر مرحب به ليس فقط في الولايات المتحدة ولكن أيضًا في جيران السودان.. إن إسرائيل ومصر والمملكة العربية السعودية مهتمة للغاية بالتقدم السوداني على هذه الجبهات، وكذلك جيرانها من الشرق والجنوب، إثيوبيا وأوغندا وكينيا».
ونصحت مساعدة وزيرة الخارجية السابقة للشؤون الإفريقية وسفيرة الولايات المتحدة السابقة في جنوب إفريقيا جنداي إليزابيث فرازر، إدارة ترامب والكونغرس، بضرورة أن تعمل بسرعة للاستفادة من هذه الفرصة الذهبية للانتهاء من اتفاقية التسوية الثنائية مع السودان، والتي قال إنها ستساعد على توفير تعويض عادل لضحايا الإرهاب في السودان، كما أنها تعزز مصالح الأمن القومي للولايات المتحدة، ومضى قائلاً: «يجب أن نعمل الآن.. الوقت ليس في صالحنا».