وطلب “كوشيب” -الذي مثل أمس أمام أولى جلسات محاكمته أمام المحكمة الجنائية الدولية بلاهاي- الوقوف “دقيقة صمت” تقديرا لضحايا الحروب في بلاده، وهو ما لم يلق تجاوبا من القاضي.
وكان لافتا كذلك تبرؤ المتهم من لقبه الأشهر “كوشيب” الذي عرف به في دارفور منذ بروز اسمه في قائمة المطلوبين للجنائية الدولية عام 2007، حيث نقل للقاضي عبر محاميه رغبته في أن تعتمد المحكمة اسم عبد الرحمن بديلا لاسم “علي كوشيب”.
وينتمي علي محمد عبد الرحمن لأب ينحدر من قبيلة التعايشة غرب السودان وأم من قبيلة “الدينكا” في الجنوب، والتحق بالقوات النظامية منتصف ستينيات القرن الماضي وعمل بها نحو ثلاثين عاما مساعدا طبيا.
“كوشيب” في لاهاي بعد تسليم نفسه للمحكمة الجنائية الدولية (مواقع التواصل)وتقاعد وهو مساعد في الجيش منتصف التسعينيات بعد أن ذاع اسمه في منطقة “قارسيا” التي برز فيها وامتد صيته ليشمل كل غرب دارفور، حيث تزوج هناك امرأتين، وكان مثالا للهيبة والكرم، حسبما أفاد مقربون منه للجزيرة نت.
وحسب هجرو موسى السنوسي، أحد رفاقه المقربين، فإن الرجل لم يكن يرفض- حتى مغادرته دارفور إلى لاهاي- لقبه الأشهر الذي لازمه منذ وقت طويل ولم يتضجر منه، لأنه ارتبط بالشجاعة والجسارة، كما يقول للجزيرة نت.
خمر وغناء
و”كوشيب” -في العرف المحلي بدارفور- نوع من “الخمر” المصنوع من التمر. ويروي السنوسي أن صديقه اكتسب هذا اللقب لأنه كان الوحيد القادر على اجتياز منطقة اشتهرت بتصنيع هذا النوع من الخمر في أحد أحياء ولاية جنوب دارفور، كانت تكثر فيها الجرائم ليلا، ولا يستطع أحد عبورها باستثناء علي، فالتصق به المسمى.
ويكشف السنوسي أن “كوشيب” -إلى جانب مراسه القوي- ينظم الشعر، كما أنه مغن شعبي ويعرف محليا بـ “مدير سنجك” ويحب غناء الحكّامات، وهن فنانات محليات يبثثن الحماس في الرجال عبر الغناء.