نيالا- دارفور24
دفعت الحكومة السودانية بوفد رفيع يقوده زير مجلس الوزراء عمر مانيس لتقديم واجب العزاء في حادث مقتل شخصين بمخيم كلمة للنازحين.
وضم الوفد مدير عام قوات الشرطة وقائد ثاني الدعم السريع ومدير عام جهاز المخابرات العام وممثل النائب العام السوداني،
وتلقى الوفد تنويراً من حكومة الولاية بمطار نيالا حول حيثيات الحادثة والماجراءات التي تم اتخاذها، لمنع تفاقم الوضع داخل المخيم.
وحمل وزير مجلس الوزراء بعثة اليوناميد مسئولية التراخي الأمني بخيم “كلما” الذي أسفر عنه وقوع الجريمة، وكشف عن اتصالات اجرتها الحكومة المركزية مع بعثة اليوناميد التي تقع على عاتقها مسئولية حماية النازحين بمخيم “كلما” من اجل الوصول الى الجناة وتقديمهم للمحاكمة العادلة، مؤكدا أن الحكومة الانتقالية ملتزمة بأن تتولى حماية المدنيين السودانيين بانتهاء فترة البعثة فى ديسمبر المقبل، وتعهد مانيس بعدم افلات المتورطين في حادث مخيم “كلما” من العقاب، وجمع السلاح من جميع المواطنين بما في ذلك السلاح داخل المخيم” مشيداً بصبر أهل الفقيدين وتعاملهم بالحكمة مع الجريمة.
وأكد استمرار جهود الحكومة الانتقالية لتحقيق السلام الشامل بالبلاد عبر مفاوضات “جوبا” الأمر الذي يتطلب وجود ارضية قوية بتضافر جهود الجميع لجعله واقعاً معاشاً، ودعا مانيس الجميع الى عدم السماح لأي أحد بتخريب جهود السلام الذي من المتوقع ان يجري التوقيع عليه الاسبوع المقبل، واضاف “عند اقتراب توقيع السلام فى اي دولة هناك مخربون، فأرجو ان لا نسمح لهم بتخريب جهود السلام، وكفى دارفور الحروب والدماء والمعاناة وعدم الاستقرار والنزوح”
قال والى جنوب دارفور اللواء ركن هاشم خالد إن الحادث مخطط اريد به إفشال عملية السلام، والموسم الزراعي، وبرنامج الحكومة الانتقالية، و إعادة دارفور الى مربع الحرب مرة أخرى، “تأمين معسكر “كلما” لن يكون عصياً على الحكومة” وحمل هاشم بعثة اليوناميد المسؤولية الكاملة لما حدث فى معسكر كلمة وذكر انه إلتقى قيادة البعثة بالولاية وطالبها بالقيام بواجبها فى حماية المدنيين بمخيم “كلما” أو ترك الأمر لحكومة الولاية.
من جهته دعا الفريق عبد الرحيم حمدان دقلو قائد ثاني قوات الدعم السريع نازحي مخيم “كلما” الى نبذ المتورطين في الحادث وتسليمهم للجهات القانونية وعدم اتاحة الفرصة للمخابرات العالمية والمندسين فى دارفور لاشعال الفتنة مرة أخرى، ووجه دقلو كل القوات الحكومية بحماية المعسكر ومنع وقوع أي تعدي عليه، موكدا أنه فى ظل حكومة الثورة سيتم القبض على أي مجرم او مرتزق ومتربص فى المعسكرات وفي اي موقع آخر ومحاسبته عبر القانون، واضاف اذا اليوناميد لم تستطع القبض علي الجناة، فإن الحكومة ستقوم بدورها في هذا الشأن، ووجه دقلو رسالة لعبد الواحد محمد نور وكافة قادة المعسكرات بان يسلموا الجناة وتقديمهم للعادلة القانونية، وذكر أن هذه الأحداث باتت تتكرر من حين لآخر فقد حدثت في كادقلي بجنوب كردفان والآن في نيالا.
فيما قال ممثل أسر الضحايا العمدة عبدالله مصطفى ابونوبة بعض الجناة معلومين لديهم لذلك على الاطراف المعنية الحكومة واليوناميد القبض عليهم، ونزع السلاح من المخيم، وقال ابو نوبة ان ما يحدث فى مخيم “كلما” من شأنه ان يعيد دارفور الى المربع الاول حيث تتقاتل فيه المجتمعات السكانية مجبرين على القتال.
وقال عضو المكتب التنفيذي للإدارة الأهلية بجنوب دارفور عباس عبد الله الدومة إن مخيم “كلما” أصبح دولة داخل دولة ونبه إلى أن كل الولاة الذين تعاقبوا على حكم الولاية كانوا مكبلين من الحكومة المركزية، لذلك كانوا غير قادرين على حسم أي مشكلة داخل هذا المخيم، رغم تكرار أحداث القتل داخله، وطالب عباس الحكومة المركزية باعادة تبعية مخيم “كلما” للدولة حتى يتم حسم التفلتات التي تحدث داخله.