حوار: مشاعر دراج
أكد رئيس حركة العدل والمساواة د. جبريل ابراهيم، جدية الجبهة الثورية في تحقيق السلام من خلال المفاوصات الجارية في جوبا، قائلا إن النظام السابق هو الذي فشل في توفير شريك ذي إرادة حقيقية لتحقيق السلام، بينما ظلت الحركات في بحث دائم عن السلام.
واستبعد جبريل حدوث انشقاق داخل حركة مناوي في اعقاب خروجها من الجبهة الثورية ثسط معارضة عدد من قياداتها، وأضاف جبريل “لا أشجع الانشقاقات لأنني أعرف آثارها السيئة على الثورة، ولكن القرارات التي تنقصها الحكمة لها في العادة تبعاتها”.
وذكر إبراهيم أن حركة العدل والمساواة السودانية معنية بالحفاظ على وحدة الجبهة الثورية والتمسك بدستورها واحترام جميع مكوناتها، ولا تملك إلا أن تقف مع ما تراه متصالحاً مع هذا الهدف.
وقال جبريل في مقابلة مع صحيفة (حكايات) الصادرة في الخرطوم إن الأسباب الحقيقية لانسحاب مناوي من الجبهة الثورية وفق ما دار بين حركة تحرير السودان وبين بقية مكونات الجبهة الثورية، هو أن الحركة أرادت فرض رؤيتها وإرادتها على الجبهة وتوجيهها وفق هواها فتأبّت عليها الجبهة، فاختارت الانسحاب منها مغاضبة، مشيرا إلى أن الأسباب والدوافع الحقيقية وراء ما أقدمت عليه حركة تحرير السودان بقيادة مناوي، قد تكون مرتبطة بطموحاتها لما بعد السلام.
وأضاف “في التحالفات يحتاج المرء إلى أن يقبل بقيادة الآخرين له، إن أراد أن يقبل الآخرون بقيادته، رغم أن الرفيق مني هو الذي قاد عملية توحيد الجبهتين، وتعديل الدستور ليتوافق مع متطلبات الجبهة الموحدة، إلا أنه أبدى كثير من التبرم من القيادة الجديدة للجبهة منذ انتخابها في سبتمبر 2019، و لم يرض عنها مطلقاً”.
وتابع “ستستمر العملية التفاوضية بسلاسة إن أحسنت الوساطة تقدير الموقف، واتخاذ القرارات المنطقية التي يمليها مثل هكذا تطور”.
التمسك بالدستور
وذكر جبريل إبراهيم أن حركة العدل والمساواة السودانية معنية بالحفاظ على وحدة الجبهة الثورية السودانية بالتمسك بدستورها واحترام جميع مكوناتها، ولا تملك إلا أن تقف مع ما تراه متصالحاً مع هذا الهدف، مردفا “لا أعتقد أن حركة تحرير السودان قيادة مناوي تقبل وساطة حركة العدل والمساواة السودانية، لأنه نما إلى علمنا بأنها أسرّت إلى بعض الأطراف بأن مشكلتها الحقيقية مع هذه الحركة وليس مع الآخرين، وكنت وددت أن لو أفصح عن أسباب خلافه مع الحركة صراحة ووجه سهامه عليها بدلاً من الجبهة الثورية”.
واستبعد جبريل حدوث انشقاق داخل حركة مناوي، قائلا “ليس لدي معلومات كافية عمّا يجري داخل حركة تحرير السودان قيادة مناوي، ولا أشجع الانشقاقات لأنني أعرف آثارها السيئة على الثورة، ولكن القرارات التي تنقصها الحكمة لها في العادة تبعاتها”.
وأكد إرسال نائب مناوي د.الريح محمود خطاب لرئيس الجبهة الثورية د. الهادي ادريس باستمرار الحركة في الثورية، مضيفا “لا ينكر إلا مكابر نضالات الدكتور الريح محمود وتاريخه في الثورة، ولا أرى سبباً يمنع شغله للموقع الذي غادره الأخ مناوي بمحض إرادته”.
وقال إن التنظيمات المكونة للجبهة الثورية معظمها تنظيمات عريقة، وذات مراث في العمل السياسي المعارض بكل أدواته، مما يستبعد ان يكون العامل الخارجي هو المحرك الأساسي للخلافات بين هذه التنظيمات، وزاد “رغم أني أتردد في وضع مكان المؤثر الخارجي صفراً كبيراً بحكم أن العالم صار قرية صغيرة، ويصعب الفصل فيه بين المؤثر الخارجي والداخلي بصورة قاطعة”.
تحقيق السلام
وأكد أن الجبهة الثورية جادة جدا في تحقيق السلام هذه المرة وفي كل مرة، إلا ان النظام السابق هو الذي فشل في توفير شريك ذي إرادة حقيقية لتحقيق السلام، بينما الحركات ظلت في بحث دائم عن السلام، لأنها وأهلها المتضررون بصورة أساسية من استمرار الحرب وعدم معالجة آثارها.
وتمنى جبريل أن يتم توقيع اتفاق السلام بالأحرف الأولى في العشرين من يونيو الحالي، قائلا “أرجو أن تكون هذه العثرات الصغيرة دافعاً للوصول إلى اتفاق سلام نهائي في أسرع وقت”.
وأوضح أنهم لا يريدون أن تبقى الحركات المسلحة بصفتها الحالية كما يعملون على إصلاحها، كذلك يسعون بكل جد لإبرام اتفاق سلام يسمح لهذه الحركات بأن تتحول إلى أحزاب سياسية يحكمها قانون الأحزاب، و تصلحها الممارسة الديموقراطية الرشيدة في داخلها و في الساحة السياسية الوطنية.
ووصف انسحاب مناوي من الجبهة الثورية بالمؤسف، وأضاف “الساحة السودانية مليئة بالبلاوي، وليست في حاجة إلى إضافة ملح إلى جرحها النازف، انتخب الأخ مناوي أميناً عاماً بحكم وجوده القيادي في الجبهة الثورية حينها، أما وقد قطع علاقته بالجبهة الثورية بنفسه ولم يعد ممثلاً لها في نداء السودان، فالأمر يحتاج إلى إعادة ترتيب”.
الخلافات مع الحرية والتغيير
واعتبر خلافاتهم مع رفاقهم في بعض قوى الحرية والتغيير في نظرة كل منّا لموقع السلام في الأجندة الوطنية، وتابع “بالنسبة لنا، السلام هو المدخل الصحيح لمعالجة كل أدواء السودان السياسية والاقتصادية والاجتماعية، أما بالنسبة لأطراف في قوى الحرية والتغيير، فالسلام رافعة تأتي بشركاء يقتسمون معهم غنيمة السلطة التي وجدوها في طبق من ذهب دون كثير عناء”.
وزاد “هناك مثل في دارفور “اللقمة الكبيرة تفرتك الضرا”، والضرا هنا تعني الديوان بلغة أهل الوسط، لسوء الطالع، لا يرجع الخلاف بين مكونات قوى الحرية والتغيير إلى الرؤى والسياسات، وإنما يرجع إلى محاولة البعض الاستفراد بالقرار والإستئثار بنصيب من السلطة لا يتناسب وحجمها الحقيقي”.
وأشار جبريل إلى أن السياسة ليست بالضرورة ساحة للعمل الخيري، ومن الطبيعي أن تكون للقوى السياسية مصالح خاصة تعمل على تحقيقها، ولكن الأصل فيها ألا تكون هذه المصالح خصماً على مصالح الوطن والمواطن، المحزن أن الواقع يقول أن كثيراً من القوى السياسية تعمل على تحقيق مصالحها الضيقة دون مراعاة لمصالح الوطن والمواطن.
وتوقع بأن تحفز الخلافات داخل قوى الحرية والتغيير بعضها للبحث عن بدائل، أو اصطفافات جديدة، وأضاف “حديث الشيوعي عن اصطفاف جديد أرجو ألا يكون الاصطفاف الذي يسعى له الحزب قائم على أساس آيديولوجي، فقد تضرر الوطن كثيراً من ثنائية اليسار واليمين، وقد آن الأوان ان يتحوّل التنافس في الساحة السياسية على قدرة كل حزب على تطوير حياة المواطن بأعلى درجات الكفاءة وطهر اليد وبأقل التكاليف، بدلاً من الصراع حول مفاهيم لا يعيها المواطن البسيط ولا تعنيه في شيء”.
واعتبر تجميد حزب الأمة نشاطه في قوى الحرية والتغيير ناتج عن تساهل حزب الأمة القومي في المطالبة بحقه في مرحلة تكوين جهاز اتخاذ القرار في قوى الحرية والتغيير، وتشكيل مجلسي السيادة والوزراء في الفترة التالية لسقوط نظام الانقاذ، وتابع “ربما لأنه كان يراهن على انتخابات مبكرة ليأخذ نصيبه بكده عبر صناديق الاقتراع، ولكن يبدو أنه أكتشف مؤخراً أن المراهنة على الانتخابات المبكرة لم تكن موفقة، وبالتالي قرر الحزب بخطوته الأخيرة، العمل على تصحيح الإختلال في موازين القوى في قوى الحرية والتغيير، نحن مع حزب الأمة القومي في مسعاه لإصلاح قوى الحرية والتغيير بصورة جذرية، رغم خلافنا معه في موقفه من عملية السلام الجارية في جوبا”.