أكد رئيس الوزراء السوداني، عبد الله حمدوك، على ضرورة الكشف عن المجرمين الحقيقيين وراء جريمة فض الاعتصام ومحاسبتهم، قائلا إن دماء الشهداء لن تذهب سدى وان الحكومة تنتظر اكتمال أعمال لجنة التحقيق المستقلة ليتبعها تقديم كل من يثبت توجيه الاتهام ضده بالمشاركة في المجزرة لمحاكمات عادلة وعلنية.
وأحيى الشعب السوداني، اليوم «الأربعاء»، الذكرى الأولى لفض اعتصام القيادة العامة للقوات المسلحة بالعاصمة السودانية الخرطوم، في الثالث من يونيو 2019 والتي أدت إلى مقتل أكثر من 100 معتصماً، وإصابة المئات، بينما لا يزال مصير عدد آخر مجهولاً.
وقال حمدوك في خطاب بمناسبة الذكرى إن ملحمة الفداء في فجر الثالث من يونيو، ستظل ذكراها خالدة في كتاب التاريخ، فاصلا بين الجسارة والجبن، والوفاء لمستقبل كريم في مواجهة طعنة الغدر اللئيم.
وأضاف “انني أؤكد لكم جميعاً، ان تحقيق العدالة الشاملة والقصاص لأرواح شهدائنا الابطال في مجزرة فض الاعتصام، وفي جريمة الثامن والعاشر من رمضان التي سبقتها و للجرحى والمفقودين، هي خطوة لا مناص ولا تراجع عنها، وانها ضرورية للغاية من أجل بناء سودان العدالة وسيادة حكم القانون الذي ننشد، ومن أجل كسر الحلقة الشريرة للعنف السياسي واستخدام السلاح ضد المواطنين”.
وشدد على أن الدم السوداني غالي ولابد من الكشف عن المجرمين الحقيقيين وراء جريمة فض الاعتصام ومحاسبتهم، مضيفا “اننا في انتظار اكتمال اعمال لجنة التحقيق المستقلة والتي سيتبعها تقديم كل من يثبت توجيه الاتهام ضده بالمشاركة في مجزرة فض الاعتصام لمحاكمات عادلة وعلنية”.
وأضح أن دماء الشهداء لن تذهب سدى، بل هي قناديل من نور، تضئ الطريق نحو العدالة والسلام الشامل ووضع أسس العدالة والديمقراطية والتنمية المتوازنة.
وأكد أن معركة ترسيخ الديمقراطية في السودان، والدفع بقاطرة التنمية من أجل بناء وطن يليق بالشعب العظيم هو الوفاء الحقيقي لدماء الشهداء.
وأكد القدرة على تجاوز كل التحديات في كافة المجالات حال التمسك بالوحدة التي جمعة الشعب في مرحلة الحراك الثوري وتجاوز الخلافات السياسية الصغيرة والمناوشات غير المفيدة، حسب قوله.
وقال حمدوك إن دول كثيرة في محيطنا وحول العالم، مثل رواندا، وجنوب افريقيا والارجنتين وكندا والمانيا والبرازيل وتشيلي، نجحت في تجاوز صفحات دامية في تاريخها عبر مناهج العدالة الانتقالية وبرامج التصالح الاجتماعي.
وتابع “لكن هذه الخطوات لا تبدأ الا بالكشف عن الحقيقة الكاملة من اجل الوصول الي المصالحة. يجب ان نكشف الستار عن كل ما حدث وكما حدث، ونحاسب المجرمين الحقيقيين”.
وزاد “اتعهد امامكم جميعا في محراب الوطن، وهو ما ظللت اعمل عليه منذ اللحظة الأولى لتقلدي منصب رئاسة مجلس الوزراء الانتقالي، ان أبذل كل جهدي من أجل ايقاف نزيف الدماء السودانية الغالية”.