نددت قوى سياسية سودانية، بالاعتداءات الأثيوبية على القوات المسلحة السودانية، أواخر الأسبوع المنصرم، والتي نتج عنها اندلاع اشتباكات بين الجيش السوداني، وسرية مشاة من الجيش الأثيوبي وميليشيات مسلحة تابعة له، عند الحدود الشرقية، عبر نهر عطبرة، ما أسفر عن استشهاد ضابط في الجيش السوداني برتبة النقيب، وإصابة 6 أفراد منهم ضابط برتبة ملازم أول.
ودعا الحزب الشيوعي، الحكومة السودانية، إلى إتخاذ ما تراهُ مناسبة لحماية الحدود من الهجمات التي شنتها أثيوبيا، كما دعاها إلى التدخل الفوري لوقف الإعتداءات المسلحة والمتكررة على منطقة الفشقة الحدوية.
وأدان في بيان اطلع عليه «دارفور 24»، عمليات القتل والقرصنة التي ترتكبها مليشيات وعصابات إثييوبية مسلحة، مطالباً باللجؤ للاتفاقيات الدولية والتحكيم الدولي لقضايا الحدود.
بدوره، أكّد الناطق الرسمي للجبهة الثورية السودانية أسامة سعيد، أن القوات المسلحة، تخوض حالياً معركة الكرامة على تخوم القريشه والفشقة بشرق البلاد، للحِفاظ على الأرض والعرض، وقطع سعيد، بأن الجيش والدعم السريع، يُمثلان صمام أمان السودان، وأن محاولات إثارة الفتنة بينهما تعني خراب ودمار الوطن.
وكتب سعيد، على موقع التواصل الاجتماعي «واتساب»، داعياً، أبناء شرق السودان، إلى التطوع في صفوف القوات المسلحة والدعم السريع، إستعداداً لتحرير الاراضي السودانية المحتلة ـ على حد تعبيره ـ.
إلى ذلك، أكد التجمع الإتحادي، أن بسط السيادة الوطنية على كامل التراب السوداني يعتبر حقاً أصيلا يتوجب أن تحترمه إثيوبيا، مطالباً بضرورة الاسراع في تفعيل عمل لجنة ترسيم الحدود التي اتفق الطرفان مسبقا على ان تبدأ أعمالها خلال اكتوبر المقبل وتنتهي في مارس 2021، بهدف الحفاظ على تاريخ حسن الجوار والعلاقات المتميزة بين البلدين.
ورأى ان إقامة المشاريع التنموية المشتركة في المنطقة الحدودية والتي تشمل إنشاء الطرق والجسور وإقامة القرى والمدن النموذجية، يعتبر مدخلاً مهماً من أجل توفير الأمن وتوثيق عرى التعاون المشترك.
وأكّد التجمع الإتحادي، في بيان وصل «دارفور 24»، ثقته في قدرة القوات المسلحة على حماية الأرض والعرض، ودعا في الوقت ذاته إلى تجنب وقوع أى صدام عسكري تكون عواقبه وخيمة على البلدين.
في السياق، أدان التحالف الوطني السوداني، الاعتداءات على منطقة بركة النورين داخل الحدود السودانية، وقال إن وجود تعزيزات عسكرية اثيوبية على الشريط الحدودي في مناطق عدة، يمثّل تعقيدا اضافيا، ويفتح الباب لتطورات سلبية أخرى محتملة، الامر الذي يستدعي التدخل العاجل من القيادتين السياسية والأمنية من الجانبين لنزع فتيل الأزمة.
ودعا «التحالف»، في بيان له، الحكومة الإثيوبية الى سحب تعزيزاتها العسكرية التي نشرتها مؤخراً على الشريط الحدودي كأمر ضروري في طريق نزع فتيل الازمة، والمساهمة الجادة في وقف الاعتداءات المتكررة على الأراضي السودانية من قبل اي كان، والعمل مع الحكومة السودانية على الحل المشترك للأزمات الناتجة عن اَي تفلتات، والعمل سويا لتشكيل لجنة تحقيق مشتركة وصولا لتقديم الجناة للعدالة.
من جانبه، دعا رئيس الجبهة الشعبية للتحرير والعدالة، الأمين السياسي للجبهة الثورية خالد محمد إدريس، مجلسي السيادة والوزراء، إلى الإسراع في حسم قضية الحدود بين السودان وإثيوبيا، وأكد ضرورة معالجة الإعتداءات المتكررة على منطقة الفشقة الحدودية بولاية القضارف.
ونبّه إدريس، في بيان صحفي اليوم «السبت»، إلى أن عدم حسم قضية الحدود سيؤدي للمزيد من إزهاق الدماء.
وأكد ضرورة قيام الحكومة بواجبها كاملاً في حماية حقوق ومكتسبات الشعب السوداني وإيقاف التعديات المستمرة على الأراضي السودانية.