روى مصابون بكورونا، “لدارفور 24” قصص محزنة حول احتجازهم داخل مراكز العزل الصحي بولاية شمال دارفور، قائلين إن الأوضاع التي تواجههم في غاية الرداءة والاهمال.
وسجلت مدينة الفاشر حاضرة 32 حالة إصابة بالكورنا حتى يوم الخميس بحسب نشرة وزارة الصحة الإتحادية، في وقت إنتشرت فيه ظاهرة الموت الغامض والمفاجئ لكبار السن بالفاشر.
وكانت مصادر فنية قالت “لدارفور 24” إن نسبة الوفيات تصل في متوسطها إلى 15حالة وفاة في اليوم وقد تصل أحيانا إلى تسجيل حالة وفاة على رأس كل ساعة، حيث تم تسجيل 22 حالة وفاة غامضة خلال 24 ساعة الماضية.
وبحسب دراسة أجرتها اللجنة الفنية بجامعة الفاشر بالتعاون مع منظمة اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية حول أسباب الوفيات الغامضة كشفت عن حدوث 94 حالة وفاة في الإسبوع الأخير لهذا الشهر.
وحول أوضاع المحتجزين بالحجر والعزل الصحي أوضحت سعاد حسين، التي سُجلت كأول حالة إيجابية بالولاية أنها أمضت شهرا كاملا بالحجر لم تر خلاله أي طبيب أو إختصاصي كما أنها لم تتلق أي نوع من أنواع العلاج.
وأضافت “لم أتلق ولا حبة بندول من أحد سوى مصل السكري الذي كنت أتعاطاه والذي كان بحوزتي مسبقآ”.
وأكدت سعاد “لدارفور 24” أنها لم تر كذلك نتائج فحص العينات التي أخذت منها ثلاث مرات مما جعلها تتشكك في حقيقة الأمر، وعن الغذاء داخل العزل قالت إنه كان جيدا بادئ الأمر ولكنه تدهور وتباعدت فتراته عقب زيادة الحالات.
من جهته يقول محمد عوض آدم عبد الفراج، المرافق لوالده إستهجن الطريقة التي أخذ بها والده للحجر، مشيرا لسؤ الخدمات بمركز العزل مثل رداءة الغذاء وعدم وجود أطباء بصورة دائمة لمتابعة الحالات.
وأوضح في حديث مع “دارفور 24” أن والده قضى ثلاثة أيام منذ دخوله ولم يراجعة أي طبيب، منبها إلى أن وزارة الصحة الولائية بعثت مناديبها إلى منزل أسرة المصاب وقاموا بتحذير أهل الحي من التعامل معهم.
وإستنكر عوض الطريقة التي إنتهجتها وزارة الصحة في التبليغ عن إصابة والدهم بالكورونا قائلا إن ذلك كاد أن يفقدهم الأهل والجيران.
إلى ذلك شكا عوض عبد الفراج، محتجز في مركز العزل، من طريقة أخذه للمحجر وهو معاق حركيا، حيث رفض العاملين بالمستشفى حمله إلى الإسعاف مما إضطر إبنه وآخرين إلى حمله دون مساعدة كادر المستشفى.
واتهم محمد عبد الله مصطفى، ممثل تنسيقية الكوادر الطبية والصحية بمحلية الفاشر، وزارة الصحة الولائية بالاخفاق في دمج أماكن العزل والحجر بموقع واحد مما يسهم في تبادل العدوى.
وأكد “لدارفور 24” عدم تواجد الكوادر الطبية بصورة دائمة داخل مركز العزل والحجر وعدم مرور الأخصائيين، مؤكدا وجود حالات وفاة داخل العزل بسبب الإهمال.