إستقبلت قيادة الحركة الشعبية لتحرير السودان؛ قافلة للمساعدات الإنسانية، التي سيّرتها قوات الدّعم السّريع إلى المناطق المحررة في إقليم النيل الأزرق، في بادرة إنسانية هي الأولى من نوعها بعد سنين من العداء والقتال الشّرس بين الطرفين.
وأكّد رئيس «الحركة» القائد مالك عقار إير، ان السّلام على الأبواب في المنطقتين والسودان، وأن الحركة الشعبية التي حاربت لأكثر من عقود ثلاث، تعرف معنى الحرب ومعنى السّلام؛ وأن قوات الدّعم السريع قوات سودانية وأتت إلى المناطق المحررة بدوافع إنسانية.
ورأى أن هذه القافلة تُمثّل بداية جيدة لتحويل حروب الماضي وكوارثه الى منفعة للوطن والمواطنين، ومضى قائلاً: «لتذهب ثمن كل طلقة إلى حليب الأطفال ولتذهب ثمن كل دانة لمعالجة مرضى الكورونا، وليذهب ثمن كل قذيفة تحملها طائرة لحل الضائقة المعيشية وعودة النازحين واللاجئين الى مناطقهم».
ونادى في بيان وصل «دارفور 24»، بضرورة أن يتم تطوير هذه الروح الجديدة بين الطرفين، وبناء جيش وطني من كل الجنود السودانيين، بمختلف تكويناتهم من قوات مسلحة ودعم سريع وحركات كفاح مسلح، لِعكس التنوع والمحافظة على وحدة البلاد.
وشدّد عقار، لدى إستقباله القافلة التي ترأسها الناطق الرسمي لقوات الدعم السريع العميد جمال جمعة، وقائد القطاع الغربي لإقليم النيل الأزرق العميد معاوية علي، على أهمية تحقيق مطالب المنطقتين بالحكم الذاتي.
ودعا قوى الحرية والتغيير والتي تُمثّل الحاضنة السياسية للحكومة، إلى التحلي بالمسؤلية والتنسيق بينهم وبين حركات الكفاح المسلح وعدم الإنسياق خلف الأجندة الحزبية الضيقة، حتى لا تُفسد نكهة الثّورة واجوائها الايجابية.
ونوّه عقار، إلى أن شغل المواقع الدستورية والتنفيذية لن يحل مشكلة السودان دون الإجابة على السؤال التاريخي كيف يحكم السودان؟ قبل من يحكم السودان، مُذكراً بأن الثّورة شارك في صنعها قوى مختلفة، وأنه يجب ان التوحد لتفويت الفرصة على الثّورة المضادة باعتباره الطريق الوحيد لبناء السودان الجديد باعتباره أحد مطالب الثورة.
وتوجهت الحركة الشعبية لتحرير السودان، بوافر الشكر والتقدير لنائب رئيس مجلس السيادة وقائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان حميدتي، وكافة القوات النظامية السودانية، ودعت في الوقت ذاته المجتمع الإقليمي والدولي ووكالات الأمم المتحدة للمساهمة في المساعدات الإنسانية ودعم تنفيذ اتفاق الترتيبات الأمنية وبرامج عودة النازحيين واللاجئين الى مناطقهم الأصلية.
الجدير بالذكر أن القافلة عكست المتغيّرات التي حملتها ثورة ديسمبر المجيدة وإتفاق وقف العدائيات والمعونات الإنسانية، حيث تمت ترتيبات وصول القافلة للأراضي المحررة عبر لجنة وقف العدائيات والمعونات الانسانية التي تُشرف عليها جمهورية جنوب السودان.
وكان في إستقبال القافلة حاكم إقليم النيل الأزرق جعفر جاكلو، وقائد الجبهة الثانية اللواء صديق المنسي باسل، ونائبه اللواء الحسن آدم الحسن.