الخرطوم- دارفور24
توفي ظهر اليوم «الأحد»، المناضل الوطني والقيادي البارز في الحزب الشيوعي السوداني فاروق ابوعيسى، بعد معاناة طويلة مع المرض، عن عامر ناهز الـ«87» عاماً، وسيوارى الجثمان في مقابر البكري بمحلية أمدرمان بالعاصمة السودانية «الخرطوم»، عند الرابعة عصراً.
ونعى رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك، للشعب السوداني، أبوعيسى، وقال:«ببالغ الحزن والأسى أنعي للشعب السوداني المناضل الوطني السيد/ فاروق ابوعيسى الذي وافته المنية ظهر اليوم».
وأضاف: «واجه الفقيد في مسيرته السياسية الاعتقال والملاحقات بصمود وشجاعة، وناضل في جبهات عديدة وعمل لتعرية النظام البائد سياسياً وقانونياً في كافة المحافل وسيبقى في ذاكرة شعبنا رمزاً ملهما وعظيما».
وتقدم رئيس مجلس الوزراء بخالص العزاء و المواساة لأهله وذويه وأصدقائه الكثر ولكل من عرف فضله وطيب معشره، سائلا المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته.
ولد فاروق أبوعيسى، بمدينة ود مدني وسط البلاد في العام 1933، وهو شخصية سياسية وقانونية، درس المرحلة الأولية بمدرسة النهر الأولية، والتي كانت تعتبر المدرسة الحكومية الوحيدة في المدينة بجانب مدرسة أهلية أخرى، ومن ثم التحق بالأميرية الإبتدائية بو دمدني ثم مدرسة حنتوب الثانوية والتي فُصل منها خلال الأشهر الأخيرة من دراسته بسبب نشاطه السياسي المناهض للإستعمار البريطاني للسودان.
وإنضم أبو عيسى للحزب الشيوعي السوداني، أثناء دراسته بمدرسة حنتوب الثانوية، وذلك عبر رابطة الطلاب الشيوعيين، وكان جزء من مكتبها السياسي منذ عام 1950، وفي تلك الفترة كانت تسمى الحركة السودانية للتحرر الوطني «حستو».
وظل ابوعيسى خارج السودان منذ استيلاء الجبهة القومية الإسلامية على الحكم عبر الإنقلاب العسكري الذي نفذته في العام 1989، وعاد للبلاد في العام 2005، عقب اتفاق السلام الذي ابرمته الحكومة السودانية مع الحركة الشعبية لتحرير السودان، واصبح أبو عيسى عضوا في البرلمان السوداني في ذلك العام ضمن المقاعد التي التي خُصصت للتجمع الوطني الديمقراطي، الذي كان يشغل فيه منصب مساعد الرئيس.
وبعد رجوعه للسودان أعاد الحزب الشيوعي السوداني عضوية أبوعيسى، دون الإعلان عن ذلك، ليتولي رئاسة الهيئة العامة لتحالف قوى الإجماع الوطني، الذي يضم الحزب الشيوعي السوداني وأحزاباً أخرى.
وتعرض ابوعيسى، للإعتقالات المتكررة خلال عهد الرئيس السوداني السابق عمر البشير، وذلك بسبب نشاطه الفاعل في معارضة حكومته.