تحصلت “دارفور 24” على معلومات خطيرة بشأن الطائرة الأممية التي هبطت بصورة مفاجئة في منطقة نزاع مسلح بدارفور وأصبح طاقمها المكون من خمسة أجانب من جنسيات روسية، في قبضة المسلحين.
وكانت “دارفور 24” كشفت تفاصيل الطائرة الأممية التي تتبع لمنظمة الغذاء العالمي WFP وهبطت قبل اسبوعين في منطقة جبال السلك 110جنوب مدينة الجنينة التي تشهد قتالا بين مجموعتين مسلحتين.
وقالت مصادر إن التحقيقات كشفت ان الطائرة كانت تحمل أموالا قدرت بأكثر من مليوني دولار وأجهزة حديثة للاتصال والرصد.
وأوضحت المصادر أن الطائرة لا تتبع لمنظمة WFP بالسودان، وإنما تتبع لفرع المنظمة بدولة تشاد المجاورة، ويرجح ان وصولها منطقة جبال السليك على صلة بالقتال المسلح الذي كان يجري في المنطقة.
وأضافت المصادر “رحلة الطائرة كانت تحوم حولها الشكوك لجهة ان خط سير الطائرات الى محلية ام دخن يمر بمدينة الجنينة”.
وكان طاقم الطائرة ذكر خلال التحريات معهم في منطقة هبيلا أنهم أقلعوا من مطار الفاشر بولاية شمال دارفور في طريقهم الى محلية ام دحن بوسط دارفور وان هبوطهم جاء اضطراريا بسبب عطل فني.
لكن المصادر أكدت أن رحلة الطائرة ما زالت أهدافها غامضة سيما وانها لم تقييد في اي من مطارات الفاشر والجنينة.
وأضافت “حسب ما هو متعارف في رحلة طيران المنظمة لا يمكن ان يكون جميع من في الرحلة أجانب وفي الغالب يستصحب الأجانب معهم موظفين سودانين في الرحلات الداخلية”.
وكان طاقم الطائرة الذي وقع تحت قبضة مسلحون متعاونون مع الحكومة في 30 مارس الماضي، مكون من خمسة أشخاص جميعهم من جنسيات روسية.
وكان المسلحون يقاتلون حركة مسلحة جديدة حسب المعلومات التي تحصلت عليها “دارفور 24” وراح ضحيتها أكثر من 10 قتيل.
وتشير معلومات محلية إلى أن الطائرة كانت بصدد تقديم دعم لوجستي للحركة المتمردة واجلاء أحد القيادات التي أصيبت خلال المعارك، والذي وصل المنطقة قادما من دولة ليبيا.
وقام المسلحون بتسليم طاقم الطائرة الخمسة الى قوة من الدعم السريع برئاسة ضابط برتبة مقدم وتم نقلهم الى رئاسة محلية هبيلا التي تتبع لها منطقة جبال السلك.
وأوضحت المصادر أن قيادة الدعم السريع قطاع غرب دارفور كانت مترددة بشأن استلام الطاقم الأجنبي إلا بعد تواصل أحد الضباط مع قيادة الدعم السريع في الخرطوم التي أمرتهم بنقل الطائرة وطاقمها إلى هبيلا ومنها إلى الجنينة ثم الخرطوم.
ومنحت قيادة الدعم السريع القوة التي قامت بهذه المهمة مكافات مالية كما قامت بترقية جميع القوة حيث تم ترقية قائد القوة المقدم “أ ش” الى رتبة العقيد.
وكان طاقم الطائرة قد ذكر في افادته للسلطات أن هبوطهم جاء بسبب عطل فني إلا ان أحد المسلحين قال “لدارفور 24” إن الطائرة وبعد ان حلقت علي مسافة قريبة هبطت في منطقة اورم وعندما تحرك المسلحين نحوها حاولت الاقلاع مرة أخرى، لكن المسلحين اشهروا أسلحتهم نحوها وتحت التهديد استسلم الطاقم.
وقال إن الطاقم قام بإحكام قفل الطائرة قبل النزول منها، كما رفضت القيادات الميدانية الاقتراب من الطائرة قبل وضوح أمرها.
وتقبع الطائرة حاليا في مطار الجنينة بعد نقل طاقمها إلى العاصمة الخرطوم، تحت اشراف الاستخبارات العسكرية بحسب المعلومات.
وتفرض السلطات بغرب دارفور سياجا من التكتم علي أمر الطائرة ولم يصدر اي تصريح رسمي بشأنها من السلطات.