بالدموع والزغاريد استقبلت قرى بمحلية مليط شمال دارفور، مديرة منظمة انسانية طردها نظام البشير من السودان قبل سبعة عشر عاماً.
ووصلت البريطانية باتريشا باركر، مديرة منظمة (أغنام من أجل الأطفال) إلى مناطق “ام جعل، والصياح، بمحلية مليط بشمال دارفور لإستئناف نشاط المنظمة الانساني في الاقليم.
وتم استقبال باركر بفرح غامر من المواطنين الذي تخللته الدموع وزغاريد النساء في هذه المناطق التي كانت ضمن القرى المشمولة بالدعم الانساني المنقدم من منظمة “أغنام”.
وكان نظام البشير السابق قد طرد في عام 2009 أكثر من 13 منظمة انسانية من السودان وذلك في أعقاب اصدار محكمة الجنايات الدولية مذكرة اعتقال في حق البشير بتهم جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية في دارفور.
وقال رئيس لجنة تسيير منظمة “أغنام من أجل الأطفال” ومدير شبكة تطوير الريف، آدم سبيل، لـ (دارفور 24) إن باتريشا باركر، لا زالت تتبنى تشييد 100 قرية في دارفور، وتفر فيها خدمات متكاملة في مجال الصحة من خلال بناء المراكز الصحية وتأهيلها وتدريب القابلات والمعاونين الصحيين والبيطريين ودعمهم بالمعدات الصحية وبناء وتأهيل المدارس ورياض الأطفال.
كما تقوم المنظمة بالعديد من الأنشطة التي يستفاد منها المواطنون، ويعد مشروع “الأغنام” هو المشروع الأساسي حيث يقوم على تمليك عدد خمسة رأس من الأغنام لكل أسرة للإستفادة من ألبانها ولحومها وتدريب الأسر على المحافظة عليها.
وقامت المنظمة بالفعل بتوزيع 36 إلف رأس من الأغنام على المستفيدين وبلغ جملة الأشخاص الذين تصلهم الخدمة إلى 550 ألف مواطن من القرى المستهدفة.
وقال آدم سبيل، إن باتريشا عقب طرد منظمتها من شمال دارفور آلت على نفسها مواصلة تقديم الخدمات بهذه القرى النائية، مضيفاً “كنا نلتقيها خارج السودان لرفع التقارير والتصورات والمقترحات وتقدم لنا الدعم من على البعد”.
وتابع “عادت باركر بعد سنوات طوال إلى قرى مليط والصياح حوالي 150كيلو متر شمال الفاشر لترى ما إذا كان هناك من تقدم أو تراجع في الخدمات وتواصل مدها الإنساني عبر الشبكات ذات الصلة بتنمية وتطوير الريف”.
وكانت باركر أنشأت منظمتها واختارت لها العمل في دعم الأطفال بعد شاهدت أحد الأطفال في منطقة “ام جعل” قبل سنوات وهو يرعى أغنامه في الخلاء فقررت ان تقيم منظمة لأجله وأترابه.وكان الطفل إبراهيم أول المستقبلين لباركر عند زيارتها لمنطقة “ام جعل” وقد وجدته شاباً.
وفي منطقة “دور فازي” التي تبعد نحو 120 كلم من الفاشر إستقبلت “باركر” كذلك كما يستقبل العظماء والفاتحين، حيث أنشأت في هذه المنطقة مركز صحي متكامل أطلق أهل القرية عليه أسم بوحدة وحدة “روبن راد كليف الصحية” وهو إسم زوجها الراحل كما أخبرتهم.