نيالا- دارفور24
تصاعدت النداءات مؤخراً بضرورة وضع حد لظاهرة حمل السلاح الابيض “السكين” بمدينة نيالا عاصمة جنوب دارفور، حيث ظلت المدينة تشهد جرائم قتل بواسطة آلة “السكين” بشكل متكرر خاصة وسط الشباب المراهقين ما اقلق سكان المدينة.
وقتل شخصان وجرح اكثر من 10 آخرين في حوادث طعن بسكين متفرقة يومي الخميس والجمعة بمدينة نيالا عاصمة جنوب دارفور، وارتفعت في الاشهر الماضية احصائيات حوادث الطعن بالسكين التي تشهدها المدينة بسبب انتشار ظاهرة حمل السكين وسط الشباب المراهقين والاطفال،
ولقي “مجدي زكي 18 سنة وهو يدرس في السنة الاولى بالجامعة” حتفه على ايدي مجموعة من الشباب ليلة البارحة عندما سددوا له عدد “9” طعنات في اجزاء متفرقة من جسمه اردته قتيلاً، وقال والد القتيل لدارفور24 ان الحادث وقع في متنزه “قرية الاحلام” وسط المدينة، واوضح انه تم فتح بلاغ بالحادثة لكن لم يتم التعرف على الجناة.
وذكر شاهد عيان ادم حسن- الذي وصل مستشفى نيالا التعليمي بعد وقوع الحادثة- ان هناك ما لا يقل عن 11 شخص مصاب بطعن بسكين تم اسعافهم الى المستشفى من احياء متفرقة من مدينة نيالا، وابان ان تفاصيل حادثة “متنزه الاحلام” ان اقرباء الاسرة التي اقامت حفلة الزفاف وجدوا احد ابنائهم مطعون بسكين بالقرب من موقع الاحتفال، ودون ان يتعرفوا على الشخص الذي طعنه، قاموا بعمل انتقامي وسددوا طعنات لاكثر من “7” شخص، مما تسبب في حالة من الزعر وتدافع الحاضرين الى الخروج من موقع حفل الزفاف، ونبه الى انهم عندما ذهبوا الى المستشفى جاءت حالات طعن اخرى من حي “الثورة ومعسكر عطاش وحي الوحدة”
بينما اصيب الشاب “محمد ادم” بطعنتين احداهما في العنق والثانية في البطن، عندما هدده شخصان ثناء عودته في الدكان المجاور لمنزلهم بحي الثورة بنيالا، وقال احد اقرباء الشاب ان الجناة اوقفوا “محمد ادم” وطلبوا منه تسليمهم هاتفه الجوال لكنه رفض، واثناء مقاومته سددا له طعنتين في العنق والبطن ولاذا بالفرار
وتقع اغلب حوادث الطعن في مناسبات الزفاف بالمدينة التي تقام في ايام الخميس والجمعة، وقال مدير عام مستشفى نيالا التعليمي دكتور عبد الرحيم الخليفة ان احصائيات حوادث الطعن بالسكين ارتفعت بصورة كبيرة في الآونة الاخيرة بمدينة نيالا، وذكر ان مستشفى الحوادث استقبل في يومي الخميس والجمعة فقط 8 حالات طعن بسكين وحالتين اصابة بطلق ناري وقعت جميعها داخل احياء مدينة نيالا، وبيّن ان كل المصابين في هذه الحوادث شباب في اعمار دون “العشرين” عام، وان هذه الحوادث تقع دائماً في ساعات الليل، ونبه الى ان اغلب المصابين الذين يصلون المستشفى هم في حالة سكر وتعاطي للمخدرات.
واشار عبد الرحيم الى ان هذه الحوادث وما يصاحبها من تدافع لذوي المصابين يتسبب في معاناة كبيرة للكوادر الطبية التي تجد صعوبة في علاج المصابين، فضلاً عن الشح الذي تعانيه المستشفى في توفر الادوية الخاصة بقسم الطواري وقال ان المستشفى ليس لديه القدر الكافي من الادوية سوى المحاليل الوريدية، في حين ان اغلب هذه الاصابات تحتاج الى عمليات جراحية، الأمر الذي يضطر اولياء امر المصاب الى شراء ما تحتاجه العملية الجراحية.
وقال ان تدافع اهل المصابين الى المستشفى بأعداد كبيرة وحالة الهيجان والفوضى التي تعتريهم يهدد سلامة وامن الكوادر الطبية، ويجد الاطباء صعوبة في معالجة المصابين.
وفي وقت سابق نبه وكيل نيابة الطفل بالولاية مولانا تبن عوض الله في حديث لدارفور24 الى خطورة ظاهرة حمل السلاح الابيض “السكين” وسط الشباب المراهقين، وكشف عن اعداد كبيرة من الجرائم وقعت بالمدينة بسبب حمل الاطفال للسكين، فيما طالب ناشطون بمدينة نيالا عبر مواقع التواصل الاجتماعي الى وضع حد لظاهرة حمل آلة “السكين” لدى الاطفال والطلاب المدارس، بعد ان ارتفعت معدلات الجرائم لدى الاطفال خاصة الطعن بالسكين، الأمر الذي اضطر وزارة التربية والتوجيه الى اصدار توجيهات للمدارس بتفتيش الطلاب وجمع “السكاكين” منهم قبل دخولهم حرم المدرسة.
وعلمت دارفور24 من مصادر مقربة من حكومة بلدية نيالا ان الاخيرة بحثت مع مدير شرطة ولاية جنوب دارفور تزايد ظاهرة حمل السكين وحوادث الطعن بمدينة نيالا، لكن اتضح للبلدية ان قوات الشرطة غير قادرة على التدخل، وقالت المصادر “ان المدير التنفيذي للمحلية ذكر لهم ان حكومة البلدية تشعر بالقلق الشديد تجاه هذه القضية لكن المشكلة تكمن في ان الشرطة لم تمنح الصلاحيات الكافية للتدخل لحسم الظاهرة”