الخرطوم- دارفور24
اعتبر تجمع المهنيين السودانيين لقاء الفريق أول البرهان الرئيس الحالي لمجلس السيادة السوداني برئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في مدينة عينتبي اليوغندية، تجاوزًا خطيرًا من طرف البرهان لمؤسسات السلطة الانتقالية والوثيقة الدستورية التي تحكمها، معلناً رفضه القاطع لمخرجات اللقاء.
ولفت “التجمع” إلى أن السياسات والعلاقات الخارجية للدولة السودانية من اختصاص السلطة التنفيذية ممثلة في مجلس الوزراء، عادا محاولة البرهان لاختطاف القرار تحت أي ذريعة واهية يمثل خرقاً للوثيقة الدستورية التي تحكم الفترة الانتقالية وتهدد عملية الانتقال الديمقراطي وتماسكها.
وقال التجمع في بيان اطلعت عليه دارفور24 إن هذا التجاوز والتغول المخل للبرهان يؤكد الضرورة الملحة للإسراع في عملية استكمال بناء هياكل ومؤسسات السلطة الانتقالية.
وأكد أن وجود المجلس التشريعي الانتقالي الذي يمثل قوى الثورة الحية بمكوناتها كافة، مهم للعب الدور الأساسي والحيوي في إصدار التشريعات الانتقالية والإصلاح القانوني والرقابة الشعبية على أداء المستويات الأخرى من السلطة الانتقالية، كما أن تكوين المفوضيات التي أقرتها الوثيقة الدستورية فرض عين لاستكمال مهام الانتقال الديمقراطي والتأسيس لسودان الحرية والسلام والعدالة.
وقطع بأن تعيين الولاة المدنيين والحكومات الولائية المدنية، أمر ملح لإزالة تمكين فلول النظام البائد في الولايات والمحليات وتحسين الوضع المعيشي وتقديم الخدمات للمواطنين.
وجدد التجمع الدعوة لشركائه في قوى إعلان الحرية والتغيير وأجهزة السلطة الانتقالية، للاضطلاع بمهامهم وإنجاز هذه الاستحقاقات الانتقالية على وجه السرعة.
وأشار “التجمع” إلى انه لا تراجع عن أهداف واستحقاقات الشعب التي بذل من أجلها دماء الشهداء وغالي التضحيات وما زال يحرسها بوحدة وصبر ووعيٍ فائق.
وأعاد التجمع إلى الأذهان موقف الشعب السوداني الثابت تاريخياً تجاه القضية الفلسطينية والمتمثل في عدم التعامل أو التطبيع مع الكيان الاسرائيلي دعماً للشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة في بناء دولته ذات السيادة الكاملة، مؤكداً أنه موقف لا يملك الفريق أول البرهان الحق في تغييره تحت أي ذريعة وبهذا الاختزال المخل، وهو ما لا يحق أيضاً لأجهزة السلطة الانتقالية ذات الصلاحيات المحدودة البت فيه.
وأضاف أن مطلب الشعب السوداني وما أقره إعلان الحرية والتغيير الذي توافقت عليه جماهير شعبنا وارتضته خارطة للطريق هو استقلال القرار والسياسة الخارجية السودانية وعدم ارتهانها لأي قوى خارجية أو محاور،.
وتابع لقد شكل لقاء الفريق أول البرهان بالسيد نتنياهو وما ساقه من مبررات خرقا واضحا لهذا المبدأ مما يشبه العودة لمنهج وسياسات النظام البائد التي رفضها شعبنا العظيم وأسقطها في ثورته المجيدة.
وطمأن التجمع، الشارع السوداني بأنه يرصد محاولات فلول النظام البائد وقوى الثورة المضادة لاستغلال هذا التجاوز من الفريق أول البرهان وتأجيج الفتنة وإثارة النعرات القميئة للعودة للمشهد السياسي، ومضى قائلا: “لكن هيهات، فهي ذاتها القوى التي فرطت في سيادة الشعب السوداني ورهنت قراره السيادي وسياساته لقوى خارجية خدمةً لمصالحها الضيقة والمجرمة”.
وأكد أن تلك المحاولات البائسة مكشوفة لجموع شعبنا الثائر وأنه قادر على مجابهتها وهزيمتها بوحدته ووعيه وتماسكه وعمله المثابر من أجل استكمال طريق الثورة حتى تمام الوصول.