ثلاثة كيلو متر فقط تفصل ما بين سوق “الكيونغات” المجاور لمخيم “ابوذر” للنازحين والسوق العربي الذي نشأ حديثاً بعد الأحداث الدامية التي شهدتها مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور من نزاع بين المساليت والقبائل العربية. وأصبح بذلك لكل قبيلة سوقها الخاص الذي يمنع على اي شخص من الطرف الآخر دخوله، في خطوة ربما تزيد من حدة الانقسام الاثني في المنطقة.
ويعتبر سوق “الكيونغات” الذي يقع في حي الجبل مربع 2 أحد أكبر الأسواق جنوب مدينة الجنينة، وبحكم موقعه المجاور لمعسكر “أبوذر” للنازحين كان أحد مسارح الاقتتال الأخير حيث قتل وجرح فيه العديد من الأشخاص وأقيمت حوله المتاريس والحفر التي تعيق حركة السيارات.
وأصبح بعض الشباب يسيطرون على حركة الدخول والخروج من وإلى السوق وتم الاعتداء بالسلاح الأبيض على عدد من المارة من القبائل الأخرى.
ونتيجة لذلك ذهبت القبائل العربية في اتجاه تأسيس أسواق تخصها حيث افتتحت ما عرف بالسوق العربي بالمدينة، َانحصر رواده على العنصر العربي فقط.
يقول أحد مؤسسي السوق العربي ويدعى علي محمد، “لدارفور24” إن الظروف الأمنية التي تعيشها اجبرتهم على تأسيس هذا السوق حتى يقطعوا الطريق على المتفلتين من قبيلتي “المساليت والعرب” من اثارة فتنة جديدة بين الطرفين.
وذكر أن أبناء القبائل العربية اذا ذهبوا إلى سوق “الكيونغات” سيتم الاعتداء عليهم، مؤكداً أن إصابة 5 أفراد بجروح نسبة لدخولهم السوق، لافتاً إلى أنه لا يضمن سلامة من يدخل إلى السوق العربي من أبناء المساليت، مضيفاً “الكيمات اتفرزت”.
إحدى النساء اللائي يبعن الشاي، قالت “دارفور 24” إنها تركت موقعها في سوق “الكيونغات” وتحولت إلى السوق العربي لأن أغلب ذبائنها غادروا “الكيونغات”.
إلى ذلك قال محمد إسحق، يعمل جزار في سوق “الكيونغات” “لدارفور24” إنهم غير راضين بانقسام السوق، موضحا أن حركة البيع والشراء تأثرت كثيرا بما جرى. لافتاً إلى أن بعض الشباب المتفلتين هم الآن أصبحوا يسيطرون على ادارة السوق.
واستنكر إسحق الأحداث التي قام بها بعض منسوبي القبائل العربية في السوق والمناطق المجاورة له عند الأزمة الأخيرة، مضيفاً “كنت شاهد عيان عندما أطلق شباب من القبائل العربية يستلغون سيارة صغيرة النار على أحد التجار في سوق” الكيونغات” واردوه قتيلا في الحال”.
وبرر وضع المتاريس في الشوارع الرئيسية للسوق بتخوف القاطنين حول السوق من الاعتداءات عليهم بعد تكررها كثيرا من مجهولين.
ونقل مراسل” دارفور24″من الجنينة ان طلاب الأحياء الجنوبية لمدينة الجنينة غيروا خط سيرهم إلى مدارسهم تجنبا لمرورهم باحياء القبيلة الأخرى خوفا من ان يصيبهم مكروه.
وفي الأثناء قال شيخ معسكرات النازحين بولاية غرب دارفور، داؤد أرباب، “لدارفور 24” إن المساليت والقبائل العربية بينهم مصالح مشتركة في عمليتي البيع والشراء، مستنكرا انقسام السوق على أساس قبلي.
وأقر داؤود بوجود بعض الشباب في سوق “الكيونغات” قاموا بالاعتداء على أساس قبلي، مردفا “هؤلاء الشباب لا علاقة لهم بالنازحين او قبيلة المساليت، رصدنا الذين يقومون بالفوضى وهم تجار المخدرات المعروفين بكولمبيا”.
وتابع “سلمنا شرطة الولاية قائمة باسماءهم وطالبنا بمرتكز للشرطة في السوق حتى تعود الحياة إلى طبيعتها”.